2016/11/26

التطور الثقافي للمجتمع البشري


تاريخ المجتمعات الفكري منذ البدايات الأولى لتشكل المجتمعات
في مستهل التاريخ الثقافي للإنسان منذ البدايات الثقافية الإنسانية كانت المعرفة تفوح بالفقد والعتمة والنبوءات تتلى ولم يكن هناك فصل بين العلم والمعرفة. وكانت بدايات التاريخ الثقافي للإنسان وتطوره يمس جوانب مهمة من حياة الإنسان منذ وجوده، ويعالج العديد من الظواهر الاجتماعية عبر تاريخ الإنسان.


وصف حال المعرفة منذ البدايات الأولى للثقافة الإنسانية:

في مستهل التاريخ الثقافي للإنسان منذ البدايات الثقافية الإنسانية كانت المعرفة تفوح بالفقد والعتمة والنبوءات تتلى ولم يكن هناك فصل بين العلم والمعرفة. وكانت بدايات التاريخ الثقافي للإنسان وتطوره يمس جوانب مهمة من حياة الإنسان منذ وجوده، ويعالج العديد من الظواهر الاجتماعية عبر تاريخ الإنسان.
كما أن الإرث الثقافي الذي انتقل إلينا من الشعوب البدائية،هو تراث مشترك لجميع الشعوب والأمم. في التاريخ الثقافي للإنسان كانت هناك نقاط تحول أثرت في تبدل شكل الحياة وأساليب العيش فيها، وأثرتها بأفكار وعادات وأعراف جديدة.
ولهذا فالثقافة بمجموعها تشكل وحدة متكاملة تتناول التراث المادي والفكري للشعوب المختلفة، في المراحل التاريخية المختلفة من تاريخ الإنسان. فهي ترسم خط تاريخ المجتمعات الفكري منذ البدايات الأولى لتشكل المجتمعات إلى أن نصل إلى المجتمعات الحديثة. وتعبر عن أو تبرز العناصر الثقافية المشتركة بين مختلف شعوب الأرض. وتلقي الضوء على جوانب عديدة يعيشها الإنسان في حياته اليومية. وتنصف بعض الشعوب على بعض، عن طريق إبراز فنونها وآدابها وقيمها الاجتماعية، وغيرها من مساهمات في بناء صرح الحضارة الإنسانية.

الثقافة والحضارة:

التاريخ الثقافي للإنسان يشمل الانطلاقة الحضارية التي تفصلنا عن الإنسان البدائي، هذا التطور الحضاري استغرق عدة آلاف من السنين تتضمن تقريباً جميع مراحل تقدم الإنسان وارتقائه. وفي هذه الآلاف من السنين تمكن الإنسان من التقدم المذهل من إنسان يعيش معيشة بهيمية بدائية إلى إنسان متحضر لديه حصيلة ثقافية هائلة وخبرات وأهداف طموحة. كما أن ارتقاء حياة الإنسانية في شتى المجتمعات، وعلى مدى التاريخ، رهن تنوع الثقافات وتفاعلها وتباين الرؤى، واختلاف الآراء، وتوافر آلية اجتماعية تكفل التفاعل الإيجابي.

الإنسان والثقافة:

الإنسان من حيث هو كائن عضوي حي يعيش في مجتمع تسوده نظم وأنساق اجتماعية في ظل ثقافة معينة. ويقوم بأعمال متعددة ويسلك سلوكاً محدداً؛ ويحاول فهم أنواع الظاهرات المختلفة التي تؤثر فيه، ولهذا فهو الكائن الوحيد الحامل للثقافة، والوحيد الذي يملك زمام الاتصال من خلال اللغة، والوحيد الذي يملك العديد من طرق التربية أو التنشئة الاجتماعية. وعقل الإنسان نفسه قد نشأ وتطور في أثناء جهاد الإنسان الطويل في سبيل الملائمة بينه وبين البيئة التي يعيش فيها، وطرق التفاعل التي ابتكرها ليعيش، بمعنى أنه تطور في ميدان المحافظة على البقاء. تلعب الثقافة دوراً مهماً في حياة الإنسان كعضو في مجتمع. وبصفة عامة تساعد الثقافة على التمييز بين فرد وآخر، وبين جماعة وأخرى، وبين مجتمع وآخر. وأكثر من هذا الثقافة هي التي تميز الجنس البشري عن غيره من الأجناس. فهي التي تؤكد الصفة الإنسانية في الجنس البشري، وهي المعبرة عن مدى إنسانية الإنسان.

الثقافة والمجتمع:

الثقافة تشمل كل الأنشطة والاهتمامات المميزة لشعب ما. ومن مهمات الثقافة أن تمنح الحياة الهدف والمعنى، وتحمي جموع البشرية من الملل والضجر والقنوط وفقدان الأمل والاستسلام، كما أنها تجعل الحياة تستحق أن تعاش. فالثقافة هي الموطن الروحي للإنسان، وهي التراث العظيم للبشرية. هي منتج اجتماعي لتكييف فرص ومناخ الفعل والتفاعل الاجتماعيين؛ فتكون الثقافة إذاً إطارهم. فثقافة مجتمع ما هي نتاجاً مجتمعياً تاريخياً؛. وهي أيضاً تعني استبيان الآثار المتولدة والعلاقات التبادلية الجديدة الناجمة وتغيراتها وتبدلها، وما أفضت إليه الظروف وما أحاط بها من الوقائع الجديدة من ابتكارات الفعل والفكر الاجتماعيين. فهي نهج تعاملي تبادلي عملياً وتطبيقاً مشترك ويجسدها السلوك الذي هو وجودها الحي.

ومن الضروري معرفة المفاهيم الآتية:

لتتبع تاريخ التطور الثقافي للمجتمع البشري سنتعرف على بعض المفاهيم الضرورية، ومن هذه المفاهيم الأساسية للثقافة ما يلي

الثقافة:

تشتمل على مجموعة القيم المشتركة التي يتمسك بها أعضاء جماعة معينة، والمعايير التي يتبعونها في حياتهم، والمنتجات المادية التي يوجدونها، فهي بجوانبها المادية وغير المادية من صنع الإنسان وتعبر عن مستويات التقدم والتطور الاجتماعي والتجارب التاريخية للإنسان في مراحل معينة من مراحل نمو الإنسان الاجتماعي والاقتصادي، ولقد عملت الثقافة على تحرير الإنسان الأول من حزم الاستجابات المحددة غريزياً وجينياً نحو البيئة.
وتختلف الثقافات في مختلف البيئات اختلافاً واسعاً نتيجة لأنواع التكيف التي شكل أفراد المجتمع عن طريقها ثقافاتهم للتناسب مع الظروف الجغرافية والمناخية الخاصة ببيئتهم. فالثقافة طريق متميز لحياة الجماعة، ونمط متكامل لحياة أفرادها. ومن ثم تعتمد الثقافة على وجود المجتمع، ثم هي تمد المجتمع بالأدوات اللازمة لاطراد الحياة فيه.

المكونات الثقافية المهمة:

من المكونات الثقافية المهمة ما يعرف بالعموميات الثقافية وهي أشكال من السلوك توجد في كل الثقافات تقريباً كاللغة ومؤسسات الزواج والأسرة والدين والملكية وغيره، وهي عموميات ثقافية.
كما أن امتلاك لغة يعتبر أهم الصفات الثقافية المميزة، ولكل ثقافة لغتها الخاصة بها، والعالم يتحدث بلغات كثير ومختلفة عن بعضها، وعندما عرف الإنسان كتابة اللغة تطور تطوراً ملحوظاً في التاريخ الإنساني، وقد بدأت كوسيلة لتخزين المعلومات وإعداد القوائم بالأحداث المهمة، والمجتمعات البشرية التي قامت بهذا استطاعت تحويل لغتها إلى مقدرة لتحديد موقعها في المكان والزمان.
واللغة عندما استخدمها الإنسان أثرت على إدراكه للعالم. والرمز التي يعبر عنها في الكلام والكتابة هي واحدة من الطرق الأساسية التي تتشكل بها المعاني الثقافية ويعبر عنها. ولكن اللغة ليست الشكل الرمزي الثقافي الوحيد، بل السلوك والمواضيع المادية يمكن أن تكون دلالية أيضاً. والشيء الدلالي هو كل ما يحمل معنى. كما أن تحليل المعاني الثقافية غير اللغوية مفيد في المقارنة بين الثقافات المختلفة.

تعريف الـثـقـافـة عند "هوفستيد":

يرى أن الثقافة هي الخصائص المشتركة التي تميز مجموعة من الأفراد عن المجموعات الأخرى.

تعريف الـثـقـافـة عند "كوفالرون":

يرى أن الثقافة بجوانبها المادية وغير المادية من خلق الإنسان فهي تعبر عن مستوى تقدمه، ولهذا أكد وقال إن الثقافة تشمل القيم المادية واللا مادية التي يخلقها الإنسان في سياق تطوره الاجتماعي وتجاربه عبر الأزمنة والتواريخ المختلفة. وهي تعبر عن مستوى التقدم التكنولوجي والإنتاج الفكري والمادي والتعليم والأدب والفن الذي وصل إليه المجتمع في مرحلة معينة من مراحل نموه الاجتماعي والاقتصادي.

وباختصار الثقافة هي:

الثقافة هي إنجازات الإنسان التي يعبر بها من خلال حياته وطرائقه في التفكير والسلوك والعمل والتي تأتي نتاجاً لتفاعله مع الطبيعة ومن تفاعلاته الاجتماعية مع أبناء جنسه.
ومن خلال التحليل المادي للثقافة وللقيم، فإن "كوفالرون" يرى أن هناك علاقة بين القيم والثقافة ، كأهم موجه للسلوك الاجتماعي للفرد والظروف المادية السائدة في المجتمع.

الـفـعـل الـثـقـافـي:

هو الذي ينمي في الإنسان أساساً دوافع البناء. فالفعل الثقافي ككل فعل تغييري، ينبغي أن يشمل عنصرين هما عنصر هدم العناصر المظلمة التي تعوق الإنسان عن التطور، وعنصر بناء العناصر المشرقة التي تدفع الإنسان إلى الحركة والارتقاء والتطور.
القيم:
جمع قيمة، وهي ما تثمن به الأشياء أو تصنف مراتبها ودرجاتها، وما تقاس به المواقف، أو يفاضل بينها.

ولتعريف مفهوم القيم:

نجد أنه لا يوجد تعريف واحد يعترف به جميع المشتغلين في مجال علم النفس الاجتماعي، ومع هذا نذكر بعض منها:
أ) أن القيم هي أفكار مجردة يتمسك بها أفراد مجتمع ما وتتحكم في السلوك الاجتماعي لأفراده. كما أن القيم الثقافية والعناصر الثقافية الأخرى المختلقة تتشكل من خلال الظروف السائدة في مجتمع معين.
ب) القيم هي المعايير والاعتقادات التي يستعملها شخص ما يواجه وضعاً يجب عليه القيام باختيار ما.
ج) القيم تعنى مجموع ما يحبه الشخص ويكرهه ووجهات نظره وميوله وأحكامه العقلانية واللاعقلانية وتحيزه والتفسير الذي يقوم به شخص ما للعالم المحيط به.
د) القيم ما هي إلا انعكاس للأسلوب الذي يفكر الأشخاص به في ثقافة معينة وفي فترة زمنية معينة.
ه) كما أنها هي التي توجه سلوك الأفراد وأحكامهم واتجاهاتهم فيما يتصل بما هو مرغوب فيه أو مرغوب عنه من أشكال السلوك في ضوء ما يضعه المجتمع من قواعد ومعايير . وقد تتجاوز الأهداف المباشرة للسلوك إلى تحديد الغايات المثلي في الحياة، كما أن اختلاف الأفراد من حيث أنماط السلوك، إنما هو عائد إلى اختلاف الثقافات التي يتحركون في مناخها، وهي تختلف باختلاف طبيعة القيم التي تشكل وتكون نسيجها.

تعريف "ألبورت" للقيم:

يرى أنها اعتقاد يوجه سلوك شخص ما حسب معيار الأفضلية، وقسمها إلى أنواع هي القيم النظرية والقيم الاقتصادية والقيم السياسية والقيم الدينية، ويرى أنَ الأخلاق تنطوي ضمن القيم النظرية والقيم الدينية.

تعريف "روكيش" للقيم:

يرى أن القيم إحدى المؤشرات الهامة لنوعية الحياة، ومستوى الرقي، أو التحضر في أي مجتمع من المجتمعات، ووضح دور القيم الأخلاقية في توجيه السلوك، كتابه (طبيعة القيم البشرية) حيث بين أنَ القيم الأخلاقية تتطلب القيام بالسلوك الذي ينفع الآخرين ولا يضرهم، وإن أي تعد لهذه القيم أو اعتداء عليها يؤدي بالشخص إلى الشعور بالذنب. وكما تؤثر القيم في السلوك فإنها تؤثر في الاتجاهات التي يعتنقها الأفراد والجماعات، كما تؤثر في إدراكهم وتفسيرهم لمحيطهم البيئي والاجتماعي.

السلوك الإنساني:

هو ردود فعل الإنسان المختلفة والمتنوعة للمثيرات التي تصادفه بشكل عام وفي أي زمان ومكان.

معايير السلوك:

هي مبادئ محددة أو قواعد للسلوك يتوقع أن يطيعها مجتمع ما.
المجتمع:
هو نسق من العلاقات المتداخلة التي تربط بين الأفراد، والثقافة مرتبطة بالمجتمعات فحيث وجد المجتمع كانت له ثقافته ولا توجد ثقافة بدون مجتمع، ويعرف المجتمع معاييره الثقافية الخاصة به هو.

المركزية الثقافية:

هي الحكم على الثقافات الأخرى بناء على معايير ثقافة الفرد نفسه ووفقاً لمعاييرنا الخاصة.

الـثـقـافـات الـمـخـتـلـفـة:

الجماعات التي تتبني ثقافات مغايرة لثقافة للمجتمع ككل، في الحقيقة هي ترفض القيم والمعايير السائدة في المجتمع.

التشكيلات الثقافية:

هم سكان يتكونون من عدد من الجماعات من خلفيات ثقافية، أثنية ولغوية مختلفة.

وبشكل عام:

يتبين أن الإنسان هو الكائن الوحيد الحامل للقيم، فعن طريق عملية التشكيل الأيديولوجي التي يتعرض لها في مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة، التي تمكن خلالها من امتصاص القيم والاتجاهات والمعارف والخبرات والتصورات وتبلورت شخصيته بخصائص إنسانية، ليتمكن في سن مبكرة من التمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ، والحكم على الكثير من القضايا التي يتعامل معها مباشرة سواء بالقبول أو الرفض، بالفعل أو عدمه وهو يحتكم في ذلك لمنظومة القيم التي استقاها من وسطه المباشر، ومن معارفه التي صقلت شخصيته مبكراً. وتوجد علاقة وثيقة بين الثقافة كنظام سلوكي شامل والقيم الأخلاقية كنظام معياري موجه للنظام السلوكي على المستوى الفردي والجماعي والاجتماعي، لما له أهمية في البناء الاجتماعي والاقتصادي والبناء الحضاري، بل والحضارة على وجه العموم.

ولكن متى ظهر الإنسان الماهر؟

قديماً وفي العصر الحجري وهو فترة ما قبل التاريخ بدء الإنسان القديم رحلة تطوره الثقافي باستعمال الآلات الحجرية لصنع الأدوات من أنواع عديدة من الحجارة بتقطيعها أو نحتها، وتقنية استخدم الحجارة كأدوات للتقطيع أو كأسلحة، منحت مخ الإنسان ميزة تطورية حاسمة وتطلب هذا مخ أكبر وأكثر تعقيداً لتناسب حركة اليد الدقيقة التي تحتاجها هذه المهمة. ومن هنا ظهر الإنسان الماهر.

ومتى حدث التغير التام في سلوك البشر؟

ثم روض البشر الأوائل النار وعرفوا كيفية إشعال النار وصنع الفخار المشوي منذ عصور ما قبل التاريخ، وتحكمهم فيها كان نقطة تحول في الجانب الثقافي للتطور البشر، وكانت عنصراً هاماً لتطوره الحضاري، وتوسعت أنشطة الإنسان من طهي وتدفئة وتصنيع وغيره، فظهر تغير تام في سلوك البشر من خلال التحكم في النيران والإضاءة المرتبطة بها وتحسن إذا الإنسان من خلال الطهي الذي يعتقد أنه تسبب في توسيع القدرات العقلية ، وحافظ على الجهاز الهضمي وبالتالي صحة الإنسان مع الأطعمة التي يتم طهيها، والطهي هذا الذي أحدث تغييرات في النظام الغذائي، يوضح الزيادة في أحجام عقول البشر الأوائل وصغر الجهاز الهضمي وحجم الأسنان والفكين، ودعم أساليب الحياة الطبيعية المعتمدة على الصيد والجمع. فمنذ العصر الحجري تعلم البشر إشعال النار.

كيف عرف الإنسان القناة الأساسية لنقل المعرفة وحفظها؟

ثم اختراع الزراعة. ثم اخترع الإنسان الكتابة لحفظ تأريخه وإنتاجه الفكري من الاندثار. ولنقل ميراثه الثقافي والعلمي لتتوارثه الأجيال القادمة، فمع تطور حياة الإنسان وتكوين المجتمعات البشرية، وبداية ظهور المدن والمجتمعات الحضرية ورواج التجارة، وجد الإنسان نفسه غير قادر على التفاهم مع الآخرين فاهتدى إلى اللغة وعايش المجتمعات الأخرى، وتطور العقل البشري في مختلف مواضيع المعرفة البشرية وفي جوانب متعددة من النشاط الإنساني بعد أن عرف الكتابة وأدواتها وشكل الكتاب وعرف الطباعة، كل هذا بعد أن عرف الإنسان القناة الأساسية لنقل المعرفة وحفظها.

ما أهمية الكتابة في تاريخ حضارات البشر؟

الكتابة هي وعاء الحضارة، ومن أعظم تجليات الوعي البشري، لقد كانت الكتابة رمزاً للتفكير وشفرة للحضارة والتطور المستمر والوعي الحقيقي. ثم صنع الإنسان الحضارة التي هي كل ما نجح الإنسان في إنتاجه مادياً (مدنية) أو عقلياً (ثقافة) نتيجة تفاعل الجماعة الإنسانية مع البيئة التي تعيش فيها، فانتقل الإنسان عبر تاريخه الطويل من العفوية والبساطة والارتجالية والفوضوية إلى التنظيم الهادف المعقد المنتج.

ولكن ما هي عناصر الحضارة الرئيسية؟

عناصر الحضارة الرئيسية هي الإنسان والزمان والمكان، ويبقى الإنسان محورها جميعاً، إن تميز الإنسان وشرفة هو بالعقل والقدرة على الإبداع الذي تتميز به الحضارة الإنسانية. ثم اختراع الإنسان البوصلة (الإبرة المغناطيسية) التي هي آلة تدل على اتجاه مساحة الأرض بالنسبة للشمال المغناطيسي، وتعد البوصلة أداة أساسية في الملاحة لتحديد المسار فتوفر الأمن للمسافر خاصة إذا كان السفر عبر المحيطات، والبوصلة المغناطيسية تأخذ خصائص تحديد الاتجاهات من مغناطيسية الأرض. والتطور الحديث للبوصلة هو البوصلة الإلكترونية أو البوصلة الجيروسكوبية البصرية، والتي تحدد الاتجاهات المغناطيسية دون أن تتأثر أجزائها المتحركة، وهي آلة ميكانيكية تستخدم عجلة دائرية ويمكنها تحسس دوران الأرض، وحلت هذه البوصلة محل البوصلة المغناطيسية في السفن والطائرات.

كيف حدث رقي العقل الإنساني لمسايرة عصره؟

قديما كان البحارة يعتمدون على النجوم في إبحارهم، وكان الإنسان يعتمد في رحلاته الاستكشافية سواء في البر أو البحر على التطلع إلى السماء لمعرفة الاتجاهات الأربع، ففي النهار يراقب الشمس واتجاه الظل، وفي الليل يراقب النجوم، ولكن كثيراً ما كانت الظروف الجوية تخذله خاصة أثناء الإبحار وكان ذلك يحد من حركة الإنسان ونشاطه، وبذل الإنسان منذ العصور الأولى جهداً كبيراً لكي يقف على ظاهرة الجاذبية الطبيعية، ولهذا كان اختراع البوصلة المغناطيسية فتحاً جديداً في رقي العقل الإنساني لمسايرة عصره ومن أجل زيادة معرفة الإنسان بالبر والبحر في العالم كله.

كيف كانت رحلة البشرية نحو اكتشاف مجاهل الصفر؟

اخترع الإنسان الصفر، ولكن البشرية عانت كثيراً قبل ظهور هذا الرمز المعجز، ويعد الصفر أول الأعداد وأكثرها تبسيطاً وأشدها شهرة ودهشة واستعمالاً، وأهمية وروعة الصفر، ذلك الرمز الذي يشير إلى لا شيء أو عديم القيمة وهذا خطأ كبير، واختراعه يعود إلى آلاف السنين إلا أنه في البداية لم يستخدم رمزاً لعدد ولكنه استخدم أولاً كمميز بين الأرقام، وعانت البشرية كثيراً في رحلتها نحو اكتشاف مجاهل الصفر، من الهند إلى بابل إلى الصين إلى مصر إلى المكسيك إلى العرب إلى أوروبا، إلى أن بدأ العقل الإنساني يتعرف على خصائص الصفر التي هي مجموعة من الخصائص الرياضية الأساسية، وبالتأمل حول الصفر بإيجاز نكتشف أن الصفر هو الرقم الوحيد الذي لا يعد سالباً أو موجباً بل هو الحد بين الأرقام السالبة والموجبة، وهذه السمة تجعل الصفر نقطة البداية الطبيعية أو الأصل في أي تدرج، كما أن الصفر ترتكز عليه جميع الأعداد، كما أنه طاقة حيادية فله القدرة على إحداث التغيير مع أنه طاقه حيادية يمكنها أن تكون موجبة إذا ما استعملت لأهداف موجبة ويمكنها أن تكون سالبة إذا ما استعملت لأهداف سالبة، ويمكن أن يكون نهاية دورة وبداية أخرى، ولهذا شبهه الأقدمون بالطاقة اللاواعية. ومن خصائص الصفر أنه طاقة عديمة القيمة في ذاتها قوية التأثير إذا أضيفت إلى سواها، والأرقام جميعها تعتمد على سر الصفر وبل يستحيل عليها الاستمرار دون الصفر!، وإذا كان الصفر هو اللاوعي، لكن كل رقم يضاف إليه الصفر أو يتواجد إلى جانبه يكتسب درجة وعي أسمى!، كما أن الصفر تقوم عليه علوم الاتصالات والحاسبات. الصفر رقم وعدد على حد سواء. إن من أعظم اختراعات البشرية هو اختراعها للاشيء (الصفر)، بعد اختراع النار والكلمة والعجلة والنووي، فهو الذي استكملت به الأرقام أعدادها وتقدمت به الرياضيات وعلى قمتها علوم الحاسوب. والشعوب القديمة لم تعرف الصفر . ولكن بقيام الإنسان بقياس ما يشاهده من ظواهر الطبيعة كانت حاجته إلى الرياضيات التي تمكنه من هذا، والصفر له دور أساسي في عالم الرياضيات والحساب.

ما هي التأثير المباشر للبيئة في المجتمعات والثقافات المختلفة؟

البيئة هي الجغرافيا أو المكان أو المحيط الذي يعيش فيه الإنسان في فترة زمنية معينة يقوم خلالها باستخدام واستثمار مصادر الثروة الطبيعية مؤثراً ومتأثراً بأنظمة البيئة أو محيطاتها الثلاثة، وهي المحيط الحيوي وهو البيئة الطبيعية، والمحيط المصنوع وهو البيئة المشيدة، والمحيط الاجتماعي وهو البيئة الاجتماعية، فالبيئة هي مجموعة من البيئات أو الأطر الذي يعيش فيها الإنسان سواء كان هذا الإطار ثقافي أو طبيعي أو بيولوجى أو من صنع الإنسان، فهي تعنى مجموعة من العوامل الطبيعية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتشريعية، التي تؤثر في الأفراد والمجتمعات وتشكل حياتهم وعلاقاتهم، فهي تشمل الأرض والمناخ والخدمات العامة والبنية الأساسية.  أنَ البيئة مفهوم ديناميكي متغير ذو علاقة تأثير متبادل بين الإنسان من جهة والبيئة المحيطة من جهة أخرى. فهي الوسط الذي لا يعيش فيه الإنسان والذي تتوافر فيه احتياجاته الأساسية اللازمة لوجوده ولاستمرار حياته. أنَ البيئة هي إجمالي الأشياء التي تحيط بالإنسان وتؤثر علي وجود الكائنات، فهي مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها البعض. وبمنظور اجتماعي البيئة هي العامل الوحيد المؤثر في نشأة وتشكيل الثقافة والنظم الاجتماعية.

كيف أنجز الإنسان العلم التجريبي؟

أنجز الإنسان العلم التجريبي عن طريق العقل والتفكير الإنساني ذلك النشاط العقلي الذي يواجه به الإنسان مشكلة ما تصادفه في حياته، وقد تطورت أساليب التفكير عبر العصور التاريخية المختلفة للإنسان لتتناسب مع قدراته ومستويات تفكيره والوسائل المتاحة له.
ففي المراحل الأولى من حياة الإنسان، كان يعتمد أو يستخدم حواسه المجردة والمعروفة في فهمه ومعرفته للأشياء وتفسيره للمواقف التي واجهته، ثم تطور عقل الإنسان وتطوره أساليب تفكيره في مراحل تالية، فكان يحاول التفكير والتأمل في الظواهر والأساليب الأخرى التي لا يستطيع فهمها أو معرفتها عن طريق حواسه المجردة، ولكن في المراحل الأخيرة استطاع الإنسان وفي مرحلة متقدمة لاحقة، من ربط الظواهر والمسببات بعضها ببعض ربطاً موضوعياً، وتحليل المعلومات المتوفرة عليها بهدف الوصول إلى قوانين ونظريات وتعميمات تفيده في مسيرة حياته، فكانت المرحلة العلمية التجريبية.
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً
== القادم أجمل ==

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق