Top Ad unit 728 × 90

News

recent

الدولة في الفكر والعقل الإنساني

الإنسان والتفكير في كيان اسمه الدولة
التفكير الإنساني والحلم بكيان اسمه الدولة
هل تحقق فعلاً هذا الحلم الإنساني؟        
أم لازالت هناك بعض التجاوزات؟

إن أهم ما يميز التطور التاريخي للدولة هو مرورها بأربعة مراحِل رئسية. فالدولة هي جزء من الظرف الإنساني، وحقيقة من حقائق الوجود الاجتماعي. فهي موجودة في الفهم الدينامي لحركة المجتمعات.

الدولة في الفكر والعقل الإنساني

التفكير الإنساني والدولة:

مقــدمــــــة:
إن النشاط الاجتماعي للإنسان خلال سعيه لاستخلاص ما يشبع حاجاته المتعددة والمتجددة، ومن خلال الأشكال الأولية للدولة بدأت رحلة الإنسان في اكتشاف المفاهيم والأفكار الجوهرية التي تساعده على فهم ظاهرة الدولة وتنظيم المجتمع وتقنين العلاقات وتركيم المعرفة، ومن خلال النشاط الاجتماعي والقوة والسلطة، ومن خلال التدرج عرف فكرة الطبقة والدور والشخصية، وبهذا توافرت لدى الإنسان مرتكزات التفكير المنطقي، والاتساق الفكري، وحاول الإنسان أن يوجد الحلول لبناء كيان الدولة الذي حلم به كثيراً.
وكلما تمعن المرء في التفكير الإنساني بأمر الدولة يجد نفسه أنه يعمل في عدة اتجاهات، واقترب من النظر إلى حالات الصراع التي مرت بها الإنسانية على طول رحلة التاريخ، أي حالات الاختلاف بين ما هو متوقع وما يحدث فعلاً، من المنظار السليم وثبوت وتمكن القناعة لديه بأن الصراع هو من أهم الأمور في الحياة وأكثرها عطاءً وثمراً، لا بسبب عدم إمكانية تجنبه فحسب، وإنما لأنه من الأسباب الحيوية والجوهرية لنمو وتطور الشخصية البشرية، التي نظرت إلى فكرة الدولة على أنها كانت منذ قدمها تعبر عن حلم إنساني للتخلص من حكم ودكتاتورية الفرد. وبحثاً عن عالم أفضل ما زال يتلمسو عقل وقلب  المواطن الذي يدق ويئن ويتغنى بهذ الحلم الإنساني.

والسؤال الآن:           هل تحقق فعلاً هذا الحلم الإنساني؟        أم لازالت هناك بعض التجاوزات؟

فكرة أو حلم الدولة اليوم:

إن العالم اليوم لفي أمس الحاجة إلى نموذج جديد لفكرة أو لحلم الدولة، يقوم على نموذج جديد من القيم والمواقف والمبادئ والأفكار في السياسة والأخلاق والفلسفة والاجتماع والتعليم والقيادة المرتكزة على المبادئ، مبادئ للقيم الجديدة التي طالما حلمت بها البشرية، تؤهلنا إلى إحداث تغيير جذري في حلم الدولة. وكأنه مكتوب على بني الإنسان أن يخرج من حلم بشكل دولة إلى أحلام أخرى من أشكال الدول التي يبتكرها ويحلم بها البشر.

الدولة والعقل الإنساني منذ القدم:

كان العقل الإنساني في الحضارات القديمة له هناك بعض الاهتمام بموضوع الدولة. ولا توجد الدولة إلا إذا وجدت الجماعة السياسية المنظمة المستقلة عن شخصية الحكام، ومن هذه الفكرة يرجع ظهور فكرة الدولة إلى تاريخ ظهور المدنية السياسية المستقلة في بلاد الإغريق. فالمدن الإغريقية والرومانية كان لها نفس الخصائص ونفس السمات الاجتماعية والقانونية التي للدولة الحديثة.

الدولة كمؤسسة اجتماعية:

ولكِن الاهتمام بِها على أنها مؤسسة اجتماعية، بل ومن أهم المؤسسات الموجودة في المجتمع ظهر في عصر النهضة وعصر التنوير وذلك عندما بدأ العقل الإنساني يثور ليتحرر من هيمنة النظام الكنسي، وبدأ العقل الإنساني يتعامل مع المعرفة ويمارسها بشكل علمي جديد وبموضوعية مختلفة. وحينها بدأ العقل الإنساني بالبحث عن شكل جديد لنظام السلطة السياسية في المجتمع، وأصبح العقل الإنساني يتعامل مع موضوع الدولة باعتبارها صوره من صور الجماعات السياسية التي لم توجد وجوداً عفوياً.

الدولة كظاهرة إنسانية:

وإنما جاء وجود الدولة كظاهرة إنسانيَه متطورة نتيجَة تواكُب أرادات مُختلِفَة الطبائِع ومُتباينَةْ الآثار، فهي وإن كانت تُمثِل جهازاً مُتكامِلاً أو شخصيَه واحِدَه فهي تتكوَن مِن عناصِر حيَه واعية وأجهِزَه أوجدها الإنسان لِتُلبى حاجاته من خلال عدة وسائِل مختلفة.

الدولة في علم التاريخ:

كما أنَ عِلم التاريخ يُبينْ ويُوضِح التطورات التي مرت بها الدولة مِنْ حيثُ كونِها فِـكـره ونِـظـامْ، ويَحْكى التطور التاريخي لحـال ومـصـيـر الـدول وأشـكـالِـهـا في مُختلف الأوقات والعصور.

إن أهم ما يميز التطور التاريخي للدولة هو مرورها بأربعة مراحِل رئسيه هي:

1 -  المُجتمعات البدائية.
2 -  والدول والإمبراطوريات القديمة.
3 -  ودول القرون الوسطي.
4 -  وأخيراً الدولة الحديثة والتي ظهر معها فِكرة المواطنة بمعناها الحديث.
إن دراسَة هذا الوحش الجديد البارِد المُسمى الدولة، مهما كان وطنياً، هل يكون المآل الوحيد لِكُل الصراعات.

الدولة والسلطات الموجودة بها:

الدولة تعبير يطلق على الكيفية التي يمارس بموجبها المجتمع البشري ثلاث سلطات مهمة لتماسكه واستقراره، وهذه السلطات هي: السلطة التنفيذية التي تقود وتأمر وتنهي، والسلطة التشريعية وهي التي تضع القوانين، والسلطة القضائية وهي التي تفصل في الخصومات.

الدولة وعلم السياسة:

كما أنَ عِلم السياسة يدرُس الدول من خِلال القواعِد النظرية والعملية التي يقوم عليها نِظام الحُكم في الدول المختلفة، وأكثرُها جدوى وثباتاً واستقرارا، فلقد تطور مفهوم الدولة في بعض الاتجاهات الحديثة لعِلم السياسة على أن الدولة هي كيان سياسي وقانوني مُنظم بل وكمجال لتصارُع وتفاعُل وتداخُل القوى المختلفة في المُجتمع، ولقد اختلف فُقهاء السياسة والمُفكرين في تعريف الدولة، ولازال الفِكر والمُفكرين مُنشغلين بِمعرفَة مفهوم الدولة وبكُل ما يدور حولها مِن أفكار.
وبرزت أهمية الدولة في العلوم السياسية لكونها الجهاز الذي ينضوي تحت لوائه جميع أفراد شعبها داخل حدودها لأنها هي التي تعد وتمكن وتيسر وتتمم كافة الأعمال في الداخل والخارج، ولأن الدولة هي أكبر المنظمات الاجتماعية وأعمها، فهي المنظمة العليا أو السلطة العليا أو  هي منظمة المنظمات، ويتوقف عليها تنظيم العلاقات الاجتماعية على اختلاف أنواعها وأشكالها. فالدولة هي صاحبة السلطة العليا والنهائية في أي إقليم في العالم ولا يوجد إزاءها سلطة تمثل سلطتها من شمول.

الدولة وعلم القانون:

أما عِلم القانون فيتناول الدول من حيثُ القواعِد ألملزمه التي تدور في إطارِها أعمال الدولة ونشاطِها والنزول على أوامرِها.

وإجمالاً:

فإن الدولة  تدُل على التعبير القانوني المُنظِم للمُجتمع بوصفِها مجموعة مؤسسات وأجهزه سياسية وأيديولوجية وتشريعات، تسعى مِن ورائها المحافظة على وحدة المُجتمع وتوازنهِ وكُـل ما يخدُم الصالح العام.

وبمعنى آخر:

فإنَ الدولة نتاج لتعاقد اجتماعي يضبط القانون ويحفظ الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين، وتؤمن الشروط الموضوعية والمشتركة بين الناس التي تمليها غاية الحياة البعيدة إلى أبعد حد، لهذا يصعب على الفرد أن ينظم حياته بدون حضور الدولة.

الدولة والقانون الدولي:

أما القانون الدولي فيتناول الدولة كأحد شخصيات القانون الدولي، حيثُ يتفق الجميع على أن الدول هي الأشخاص القانونية الدولية الأصلية والأصيلة، واتفق الفِقه والقضاء الدولي على ضرورة توافُر عناصِر الشعب والإقليم والسلطة السياسية أو الحكومة لكي تقوم الدولة وكما اتفقوا على أنه في حالِة إذا لم يتوفر أي عُنصُر من هذه العناصر ينتفي وجود الدولة، فلا يُتصور وجود دوله بغير وجود هذه العناصِر، كما أن القانون الدولي العام فرض الحقوق الأساسية للدول والواجبات التي تلتزم بها.

الدولة وعلم الاقتصاد:

أما عِلم الاقتصاد فيتناول الدولة من خِلال دورِها في الشئون الاقتصادية لإشباع الحاجات المختلفة لأفراد شعبِها وحدود هذا الدور في ضيقهِ أو اتساعه وكونهِ مُباشِراً أو غيرَ مُباشِر واقتصاره على مُجرد التنظيم أو امتداده إلى الفِعْل المِباشِر كدخول الدولة طرفاً في عملية الإنتاج والتوزيع ...الخ.

الدولة والعلوم الإنسانية:

أما مختلف فروع العلوم الإنسانية فتنظُر للدولة على أنها حقيقة اجتماعيه راسخة وأنها من المواضيع المهمة فيها. إن مفهوم الدولة مُرتبط بممارسة السلطة وِفق مؤسسات تُنظم عِلاقات الناس حسب ما تقتضيه المصلحة العامة.

الدولة في الفكر والخطاب الفلسفي:

وتتحدد الدولة في الفكر والخطاب الفلسفي باعتبارها مجموع المؤسسات التي تُنظم حياة مُجتمع مُعين في مجال ترابي مُحدد، بحيثُ تُمثِل جِهاز يُشرِف على مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية والإدارية، ومن ثم فوجود الدولة يبدو رهناً بتوفر شروط أساسيه هي السُكان والأرض والسيادة، وخاصةً منها استمرارية أو دوام السلطة الذي يُضفى على الدولة صِفةْ الشخصية المعنوية الثابتة من جهة، واهتمام الدولة بالشأن العام من جهة ثانيه ، وذلك بشكل يجعل منها سُلطه لا يستفيد منها من يملكُها بل تكون موجهه نحو خِدمة المُجتمع بِشكلٍ عام.
وبهذا المعنى يتبين أن الإنسان تظل حياتهُ رهينة بوجود الدولة نظراً لما تضطلع بهِ من مهام حيوية تهدُف إلى إشاعة النِظام وتحقيق الأمن وتأمين الحقوق الأساسية لأفراد المُجتمع من تعليم وصحة وعمل ...الخ ورعاية تطلعاتهم نحو الحرية والعدالة ...الخ، غير أن هذا الوجه الإيجابي للدولة قد لا يتحقق دائماً على أرض الواقع، مما يستدعى دائماً التفكير في أساس وجود الدولة والغاية منها كإطار تَستمِدُ منه مشروعية ممارستها لسُلطتها على المواطنين، إضافةً إلى طبيعة السلطة السياسية وعلاقة الدولة بكلٍ من الحق والعنف.
كما أن عِلم الدولة سوف يَمتدُ بتأثيره إلى مجال الدراسات المتعلقة بثورِة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لما سيكون للأغراض التي تستهدفُها الدول في هذا المجال والوسائل والآليات التي تضعُها لتحقيق هذه الأغراض في الداخِل والخارج من تأثير واضِح على التطور التكنولوجي في مداه وتأثيرهُ ومجالاتهِ المتعددة خصوصاً في المجالات المتعلقة بالاجتماع والأخلاق كالتناسُخ البشرى، وتكنولوجيا الإنتاج الصناعي والزراعي، وهندسة الوراثة وهو العلم الذي يبحث في تحسين السلالة أو النوع وتعديل خصائصها، ...وغيرهُ.
ولهذا تنوعت واختلفت التعريفات التي أعطاها الفلاسفة والعُلماء لفكرة الدولة، سواء في الفِكر داخِل الدولة ذاتها أوفى الفِكر العالمي، ومازال الإنسان يُفكِر في تحقيق نِظام سياسي لِمُجتمعهِ يَكْفُلْ السعادة لِجميع المواطنين، ومازالَ الفلاسفة يُخرِجونَ للناس ثمرِة تفكيرهُم وخُلاصِة آرائهم مِن شتى النظريات السياسية التي يَرونَ فيها صلاح الفرد والمجموع.
إن السعادة التي يُنشِدُها الإنسان لا تتحقق إلا في مُجتمع صالِح، فالإنسان سعادتهِ ورفاهيتهِ رهينة برفاهية المُجتمع وسعادتهِ، كما أنَ المفكرين الواقعيين يهتموا بالواقع وبالمشاكِل العملية أكثر مِن اهتمامهم بالمبادئ النظرية المجردة أو الأفكار الفلسفية التي يقوم عليها النِظام السياسي، فيتناولون بالدراسة والتحليل الأنظمة السياسية، ويفسرون الظواهِر السياسية القائمة والعِلاقات الاجتماعية، وقارنوا بين أشكال الحكومات المختلفة، وأساليب تنظيم السلطة، وأنواع الاختصاصات التي يُمارسُها الحُكام، وطُرق ممارستهم لهذهِ الاختصاصات، وتحديد دور المحكومين في مُباشرة الحُكم ... وغير ذلك من المُشكلات العملية الواقعية.

فكرة الدولة في العقل الإنساني

 تـعــريـف الدولــــــــــــــــة:

     ===========
الدولة هي ظاهِره اجتماعيه تاريخية معقده تطورت بتطور المجتمعات البشرية، فهي كائِن معنوي ينتمي إلى عالم الفكر. فالإنسان اخترع  فكرة الدولة ليتخلص من الخضوع وإطاعة إنسان آخر. إنَ فكرة الدولة تنتمي إلى مملكة العقل، ولا وجود لها إلا على الصعيد الفكري.
ومع ذلك لا يُمكِنْ لأي إنسان أن يدعي عدم  أهميتُها في الحياة اليومية لكل فرد، ونَحنُ نُنسب إليها مع إنها كائن فتراضى، وبغير فِكرة الدولة ينهار الكثير مما حولنا، حيثُ تسعى الدولة إلى تحقيق نِظام اجتماعي مُعينْ.
فالدولة هي  كيان سياسي وقانوني وإداري مُنظم .  يُثبِتْ وجود شعب يُقيم على إقليم مُعين يتمتع بسيادة تامة ولهُ حكومة مستقلة.  ومجال لِتصارُع وتفاعُل وتداخُل القوى المختلفة في المُجتمع.
إن الدولة حقيقة تاريخية لها طبيعة بالِغة التعقيد.  وتتألف من الشعب والإقليم والحكومة والسيادة .  ولها نظريات قانونيه وأخرى غيرَ قانونيه تُفسرُها، فالنظريات غير القانونية هي النظرية الثيوقراطية والنظرية الطبيعية والنظرية الاجتماعية أو السوسيولوجيه، أما النظريات القانونية فهي في النظرية الاتفاقية والنظرية المجردة.
إنَ موضوع الدولة في الأدبيات السياسية والقانونية والاجتماعية والتاريخية والفلسفية والاقتصادية وغيرها المعاصرة يثير الكثير من المُشكلات والتساؤلات، وعلى سبيل المِثال فإنَ تعريف الدولة لوحده محل جدل بين مُختلف المدارِس الفكرية، سنشير إلى العديد مِنها.
إلا أنهُ مِن الجدير بالذِكر أن هُناك تداخُل بين مفهوم الدولة وعِدة مفاهيم أخرى، مِثل المُجتمع والسلطة والقوَه والنفوذ والسيادة، وغيرِها مِن المفاهيم التي تحتاج عِند تفسيرِها إلى توضيح معانيها بِشكل يُبين عدة فروق الجوهرية التي تُميـز كُلٍ مِنها، وقد أدى هذا الارتباط في تفسير هذهِ المفاهيم بتفسير مفهوم الدولة، إلى صعوبَة وضع تعريف مُحدد لها.

عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً
== القادم أجمل ==

الدولة في الفكر والعقل الإنساني Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat on 2/10/2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.