Top Ad unit 728 × 90

News

recent

تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج10


النظرية السديمية وتفسير ألأنظمة أو المجاميع الشمسية

تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج10

Reflections on the origins of the universe and the fate of self-A10

النظرية السديمية وتفسير ألأنظمة أو المجاميع الشمسية

نظرية لتفسير كيفية تكون المجاميع الشمسية

النظرية السديمية وتفسير ألأنظمة أو المجاميع الشمسية

الكيفية التي تكونت بها الأنظمة أو المجاميع الشمسية وموقعها في الكون الفسيح، فسرت وفق النظرية السديمية التي أصبحت اليوم جزء من نظرية الانفجار العظيم.


النظرية السديمية 

وتفسير ألأنظمة أو المجاميع الشمسية

الكيفية التي تكونت بها الأنظمة أو المجاميع الشمسية وموقعها في الكون الفسيح، فسرت وفق النظرية السديمية التي أصبحت اليوم جزء من نظرية الانفجار العظيم.

النظرية السديمية التي تفسر نشأة النظام الشمسي:

السديم عبارة عن تجمع للجزيئات الغبارية وتجمع لغازان الهيدروجين والهليوم والمواد الكيميائية الأخرى في الفضاء ألنجمي أي في المسافات الشاسعة التي تفصل بين النجوم في أية مجرة. هذه السدم ذات علاقة وثيقة للغاية بحياة النجوم. فجميع أنواع السدم ترتبط بشكلٍ أو بآخر بولادة النجوم أو بموتها. وأم النظريات التي فسرت نشأت المجموعة الشمسية فمنها نظرية السديم للعالم " لا بلاس – 1796 ، ونظرية النجم العابر لـــــــ " تشمبرلن " و "مولتن " – 1950 ، والنظرية الحديث لـــ " فريد هويل " – 1944م.

السدم بشكل عام ثلاثة أصناف :

      الصنف الأول من السدم : هي السدم المنتشرة وهي بنى كونية هائلة الحجم ولا شكل لها محدد ومظهرها غيمي وتمتلك علاقة وثيقة بتشكل السدم النجوم ، فهي شكل متطور للمادة بين النجمية . والسدم المنتشرة تشمل السدم العاتمة والسدم الساطعة وهذه الساطعة تقسم إلى مصدرة وإلى عاكسة ، وهي ذات علاقة وثيقة مع ولادة النجوم وتطور إلى  أنواعها المختلفة من خلال علاقتها وتفاعلها مع النجوم الشابة حديثة التشكل . هذه السدم المنتشرة  غالباً ما تكون متلازمة معاً في منطقة واحدة حيث تشكل مراحل تطورية مختلفة .

     والنمط الأول من السدم المنتشرة هو السدم العاتمة ، وقد تكون أكبر أنواع السدم على الإطلاق . وتشكل السدم العاتمة المادة الخام المتناثرة في أرجاء الكون ، والتي تنتظر أي تحريض خارجي أو إذا تعرضت لاختلال في التوازن ألثقالي أو لموجة صدم عاتية بسبب انفجار مستعر أعظمي أو عبور ثقب أسود بجانبها لتبدأ عملية تشكل النجوم ، وإذا تشكلت نجوم بداخلها فهي إما أن تتحول إلى سديم مصدر أو إلى سدم عاكس . وهذه السدم العاتمة لا يمكن أن تشاهد نظراً لأنها لا تصدر إشعاعاً أي لا تنتج الضوء المرئي ، ومع ذلك نعرف بوجودها من خلال حجبها للنجوم والسدم الساطعة التي تقع خلفها ، وتتألف السدم العاتمة بشكل رئيسي من عنصر الهيدروجين بنسبة 99% وواحد% مواد أخرى هذا هو التركيب الكيميائي لها فهي تعتبر تجمعاً للمخلفات الكونية ، فهي تضم مخلفات تشكل المجرات والمواد بين النجمية ونواتج الانفجارات الكونية الهائلة مثل المستعرات الأعظمية وبقايا النجوم المحتضرة مثل السدم الكوكبية . ففي كل مجرة تنتشر سحب هائلة من الهيدروجين ، وهو أبسط العناصر في الكون ويمثل المادة الأولية التي تتشكل منها النجوم ، هذه السحب كبيرة وباردة ولهذا تظهر مظلمة . وأشهر السدم العاتمة على الإطلاق هو سديم رأس الحصان الذي يوجد في كوكبة الجبار ، وهناك سديم النسر الذي يشكل مصنعاً للنجوم .

      والنمط الثاني من السدم المنتشرة هو السديم المصدر أو المشع وهي عبارة عن سحابة متوهجة من الغاز المتأين بتأثير إشعاع النجوم المجاورة . وتشكل هذه السدم إحدى المراحل التطورية للغازات والغبار بين النجمية ، فهي تتشكل حين تولد نجوم جديدة بجوارها بفعل إشعاع هذه النجوم ، وكذلك تتلاشى بتأثير إشعاع النجم الأصلي ، نظراً لأن هذه السدم تتسخن بشكل مستمر وتقوم بإصدار الطاقة والإشعاع فتختفي شيئاً فشيئاً إلى أن تتلاشى . ويتخذ السديم ألواناً مختلفة حسب العناصر المتأينة فيه ، ويعتمد لون السديم على تركبه الكيميائي وعلى درجة التأين . ونظراً لشيوع الأوكسجين في الغاز بين ألنجمي وانخفاض مقدار الطاقة لتأينه فإن كثير من السدم المصدرة تبدو حمراء اللون نظراً لأن ذرات الهيدروجين المتأينة تصدر إشعاعاً في الجزء الأحمر من الطيف المرئي ، ولكن إذا توفرت كميات أكبر من الطاقة فإن ذلك سيؤدي إلى تأين عناصر أخرى غير الهيدروجين ، وبالتالي يتخذ السديم ألوان أخرى مثل الأزرق والأخضر . وتتألف بعض السدم من الهليوم ، الأوكسجين ، النيتروجين ، وبعض العناصر الأخرى .  أما معظم السدم المصدرة أو المشعة فتتألف من الهيدروجين ، بنسبة 90% . ومن أشهر وأكب السدم المشعة ، سديم الوردة . وسديم آخر يظهر بلون أحمر نموذجي ، وهو عبارة عن جزأين يفصل بينهما سحابة قاتمة ، وسمي الجزء الأيسر منه بسديم أمريكا الشمالية لأنه يشبه خريطتها ، وسمي الجزء الأيمن منه بسديم البجعة .

     والنمط الثالث من السدم المنتشرة هو السدم العاكسة التي تظهر عادة زرقاء اللون نظراً لأن عملية تشتيت الضوء تكون بالنسبة للضوء الأزرق أكثر فعالية منها بالنسبة للون الأحمر . وتتميز السدم العاكسة بأنها تظهر عادة مع السدم المصدرة للضوء بشكل سديم منتشر كما في سديم الجبار مثلاً . والسدم العاكسة هي عبارة عن سحب من الغبار التي تعكس ضوء نجم أو النجوم القريبة منها ، فتشتت الضوء بحيث يصبح السديم العاتمة مرئياً ، كما أن الطيف الذي يظهر يكون مشابها للنجم الأصلي الذي يضيء هذا السديم . والسبب الذي يجعل ذرات السديم العاكس لا تتأين هو إما لصغر النجم الذي انعكس ضوئه وإما لبعد السديم عن النجم . وكما أن سبب انعكاس الضوء هو أن هذا السديم يحتوي على العديد من العناصر التي تساهم في الانعكاس وهي مثل الحديد والنيكل والمركبات الكربونية . والسدم العاكسة مثل سديم الثريا الذي يشاهد بلون أزرق خلف مجموعة نجوم الثريا ويعكس ضوئها . ومثل سديم رأس الساحرة الذي يعكس الضوء القادم من نجم رجل الجبار .

     والنمط الرابع من السدم المنتشرة هو السدم المختلطة ، حيث أنه في كثير من الأحيان تتواجد معاً في مكان واحد عدة أنواع من السدم المنتشرة ، حيث يشاهد السديم العاتمة مثلاً أمام سديم مصدر أو سديم عاكس ، وقد تترافق السدم المصدرة والعاكسة معاً .

     والصنف الثاني من السدم هو: السدم الكوكبية وهي عادة تتألف من طبقات غازية تشكلت بسبب انقذاف الطبقات الخارجية لنجم متوسط الحجم عند انتقاله من مرحلة العملاق الأحمر إلى مرحلة القزم الأبيض في نهاية حياته . والسدم الكوكبية هي سدم مصدرة للضوء ومتناظر الشكل . وهي ذات علاقة وثيقة بموت النجوم ذات الكتلة المتوسطة مثل الشمس . لهذا فهي تتشكل نتيجة لموت النجوم المتوسطة التي تتراوح كتلتها بين كتلة شمسية واحدة وثمانية أضعاف كتلة الشمس. وأهمية السدم الكوكبية في علم الفلك تأتي من أن هذه الأجرام المهمة تلعب دوراً أساسياً في التطور الكيميائي للمجرة ، حيث تعتبر مرسالاً بين النجم والفضاء بين ألنجمي مما يساهم في تشكل نجوم جديدة وربما في نشوء الحياة على الكواكب التي تدور حولها . والسديم الكوكبي مثل سديم ألبومه ، وهو دائري الشكل ، ومثل سديم الحلزون وهو أقرب السدم الكوكبية للأرض .

الصنف الثالث من السدم هو: 

بقايا المستعرات الأعظمية وهي ذات علاقة وثيقة بموت النجوم الثقيلة ، والتي تفوق كتلتها ثمانية أضعاف كتلة الشمس . والمستعر الأعظم هو أحد أعظم الانفجارات التي تحدث في الكون . كما أن بقايا المستعرات الأعظمية هي سدم هائلة مصدرة للضوء وذات شكل غير منتظم وتتألف من مادة النجوم الثقيلة التي تشتت في الفضاء بفعل انفجار عنيف في نهاية حياة النجم بالإضافة إلى الغازات المحيطة بالنجم والتي تأثرت بهذا الانفجار . ويشاهد المستعر الأعظم من الأرض بشكل نجم لامع يظهر فجأة في السماء ويتوهج بشدة ليخبو خلال بضعة أسابيع أو أشهر . ويتحول ما تبقى من النجم في المركز إما إلى نجم نيوتروني أو إلى ثقب أسود ، وذلك حسب كتلة المادة النجمية المتبقية . أما في حالة النجوم المزدوجة ، حين يدور نجمان حول بعضاهما البعض فقد تنتهي حياة واحد منها قبل الآخر بأن يتحول إلى قزم أبيض ويقوم بشفط المادة من رفيقه نظراً لكثافته المرتفعة للغاية مما يؤدي إلى زيادة كتلته بشكل تدريجي إلى أن يصل إلى حد معين فينفجر أيضا بشكل مستعر أعظمي . ويسب هذا الانفجار للنجم أن تتناثر مادته في الفضاء من حوله ، بالإضافة إلى المادة بين النجمية التي تنجرف مع موجات الصدمة المرافقة للانفجار ، فتتشكل بهذا كل بقايا المستعر الأعظمي . وتطور بقايا المستعر الأعظمي ، حيث يمر السديم المتبقي بعد انفجار المستعر الأعظمي بخمسة مراحل منذ أن يتشك وإلى أن يتلاشى ، فيمر بمرحلة التمدد الحر للمواد المقذوفة من النجم باتجاه المحيط قبل أن تصادف أي عائق في طريقها ، ثم تأتي مرحلة تأثير موجة الصدمة الناجمة عن الانفجار والمرافقة للمواد المقذوفة ، وتقوم بكنس المواد والغازات المحيطة بالنجم وما بين النجمية ، ثم تأتي مرحلة ثالثة هي مرحلة برودة غلاف السديم ، حيث تبرد الطبقات الخارجية من السديم بتأثير تفاعلها مع الوسط بين ألنجمي البارد مشكلة قشرة رقيقة ولكنها كثيفة تحيط بالجزء الداخلي من السديم الذي لا يزال ساخناً . ثم تأتي محلة برودة باطن السديم حيث يستمر الغلاف الكثيف بالتوسع ويبرد تدريجياً . ثم أخيراً وخامساً تأتي مرحلة الاندماج مع الوسط بين ألنجمي حين تتباطأ سرعة المواد المقذوفة في بقايا المستعر الأعظمي ، وتنخفض حرارتها فيقال بأن السديم قد اندمج مع الوسط بين ألنجمي بشكل كامل . وكذلك فإن المستعرات الأعظمية تعتبر هامة للغاية في التطور الكيميائي للمجرة ، حيث تنقل العناصر الثقيلة والمعقدة التي تشكلت في باطن النجم إلى الفضاء بين ألنجمي من خلال اندماجها فيه لتساهم هذه المواد أو هي الدافع الرئيسي في تشكل نجوم وأجرام جديدة . بالإضافة إلى ذلك فإن السدم تعتبر مصدراً رئيسياً للأشعة الكونية . وإجمالاً فإن السدم تتناثر بأنواعها المختلفة في كل مكان في مجرتنا (درب التبانة) كما في المجرات الأخرى ، ولا حدود لأشكالها ولا لألوانها ، فلكل سديم طابعه الخاص وخصائصه المميزة له.

 مجموعتنا الشمسية :

     ما زال الكون الفسيح بنجومه وكواكبه وأقماره من أكثر ما يثير فضول البشر لمعرفة أسراره وحل طلاسمه. ومن بين خصائص الكون أن كل عنصر من عناصره، وأن كل جزيء من جزيئات هذه العناصر، هو في حركة مستمرة ومنتظمة ومقننة ومقدرة. فكل من الكواكب ومجموعات النجوم والكويكبات والمجرات تدور حول نفسها في حركة محورية وتدور في مداراتها في حركة انتقالية . وينتج عن الحركة المحورية للنجوم والكواكب قوة طرد مركزية تحفظ للنجم أو للكوكب موقعه في مداره على بعد ثابت بينه وبين النجم الأم. بل أن الكون كله يتحرك حركة انتقالية حول مركز سحيق. كانت الجاذبية تلعب دوراً صغيراً في المراحل الأولى من نشأة الكون . ولكنها بدأت الآن أكثر سيطرة ، بحيث تجعل المادة تتشكل في صورة كتل تجذب إليها كتلا غيرها ، لينتج من ذلك في نهاية الأمر تجمعات أكبر وأكبر . ونتيجة هذا التراكم والتكثيف ترتفع درجة الحرارة حتى تصبح المادة مضيئة.

وبوجه عام:

 يعتبر النظام الشمسي من أحد أنظمة الكواكب، وهي أنظمة تحتوي على نجوم تدور حولها كواكب سيارة وأجسام أخرى. ويُرجع العلماء تكون هذه الأنظمة لما يسمى بالانفجار العظيم . ولهذا فإن نظامنا الشمسي كان يتكون من السحابة الأصلية الأولى وهي غيمة عبارة عن تجمع للجزيئات الغبارية وتجمع لغازان الهيدروجين والهليوم والمواد الكيميائية الأخرى يطلق عليها اسم السديم ، تقع في أعماق الذراع الحلزوني لمجرة درب التبانة التي هي واحدة من المجرات العديدة التي تكونت بسبب الانفجار العظيم . هذه السحابة أو الغيمة الضخمة كانت تتكون من عنصرين خفيفين هما الهيدروجين والهليوم مع قليل من الأوكسجين وحتى كميات صغيرة من العناصر النادرة . كما أن السديم الشمسي عبارة عن غازي الهليوم والهيدروجين وغبار من الحديد والصخور والثلج . وتكونت الكواكب الداخلية من الغبار وهذه الكواكب هي عطارد والزهرة والأرض والمريخ. وتكونت الكواكب الخارجية من اتحاد الغبار والثلج والغازات ، هذه الكواكب هي المشتري وزحل وأورانوس ونبتون . واختلاف طول اليوم والسنة من كوكب إلى آخر بسبب التوازن بين قوة جاذبية الشمس وقوى الطرد المركزية للكوكب . فاليوم هو المدة التي يستغرقها الكوكب للدوران حول محوره ، وأما السنة فهي المدة التي يستغرقها الكوكب للدوران حول الشمس.
والسديم يدور ببطيء حول مركزه الذي يتكون من كتلة تحتوي على دوامات معقدة نشأت بسبب ما يعرف بالسقوط أو الانقلاب ألجذبي  وتحت تأثير قوة الجاذبية اخذ السديم شكل القرص الدوار مع زيادة في حرارة وكثافة الكتلة عند المركز والتي أدت بالنهاية إلى تكون الشمس.
الجزء الخارجي من السحابة أو الغيمة (السديم) كان بالطبع هو الأكبر والأكثر برودة، لذلك فأن مواده ـ مثل الماء والامونيا والميثان ـ تصلبت كالثلج منخفض الكثافة. المواد القريبة من الشمس بقيت بهيئة بخار ولكن السليكون والحديد والألمنيوم والمواد المشابهة استطاعت الاتحاد مع الأوكسجين وتبلورت عند درجات حرارة عالية إلى مواد صلبة مؤدية إلى تكوين مواد صخرية كثيفة.
بعد فترة قصيرة نسبياً ، بعد تكون السديم ، فان الدقائق الصغيرة في النظام الشمسي ألجنيني أو غير الناضج أصبحت أكبر وأكبر حتى أصبحت أجساماً مكونة من الصخور والجليد ، وتسمى بالكواكب البدائية . عندما تتحرك هذه الكواكب البدائية في مدارات حول الشمس فأنها تصبح أجساماً أكبر قادرة على النمو حتى تصبح كواكب رئيسية، ويحدث هذا بواسطة التعاظم ألجذبي الذي يجعلها تكنس أو تجمع العديد من المواد الأصغر القريبة من مداراتها.
    كما أن حجم ومكونات الكواكب يعتمد بالدرجة الأساس على بعدها عن الشمس. ففي الأماكن القريبة من الشمس، ذات الحرارة العالية، فأن الفلزات النادرة والسيليكات يمكن أن تتبلور إلى مواد صلبة تتجمع لتكون الكواكب. أما في الأماكن البعيدة عن الشمس، ذات الحرارة المنخفضة أو الباردة ، فأن المواد التي لها القدرة على التبلور في درجات الحرارة المنخفضة مثل الماء والميثان والنيتروجين يمكنها أن تصبح صلبة بشكل جليد وتتجمع لتكون الكواكب. وفي الأماكن الباردة بصورة كافية في النظام الشمسي تتكون أجسام جليدية كبيرة من تجمع غازي الهيدروجين والهليوم مكونة الكواكب العملاقة.
      كثير من مواد السديم تدور في داخله وتتجمع متوجهةً نحو مركز النظام الشمسي، ونتيجة لهذا التجمع يتولد ضغط شديد يرفع من درجة حرارة مركز النظام الشمسي إلى الحد الذي يصبح فيه هذا المركز عبارة عن فرناً نوويا ضخماً  ليكون نجمة جديدة هي الشمس في أثناء ذلك، كانت الكواكب الرئيسة وتوابعها تدور في مداراتها حول الشمس كانسةً اغلب القطع المتبقية بالقرب من مداراتها، هذه المرحلة النهائية من الشكل الكوكبي مسجلة بشكل واضح بواسطة مناطق الفوهات الموجودة على أسطح كل من القمر وعطارد والمريخ والعديد من الأجسام الكوكبية.
     جميع الأجسام الكوكبية كانت ترتفع درجة حرارتها بسبب تصادم عدد من الكواكب البدائية التي تكونها مع بعضها، إذا كان هذا الارتفاع في درجة الحرارة كافياً لإذابة الكوكب فان المواد المكونة له سوف تتفاضل ، حيث أن المواد الأكثر كثافة تنزل لتتجمع في مركز الكوكب مكونة اللب والمواد الأخف تتجمع بالقرب من السطح. هذه العملية تعرف بعملية التفاضل الكوكبي وتقود إلى تكوين طبقات في الكواكب المكونة للنظام الشمسي.

إنّ مجموعتنا الشمسية تقع في:

 مجرة تسمى درب التبانة أو الطريق اللبني. وإذا دققت النظر بالتلسكوب في تعقيدات مجرتنا فستلحظ الكثير منها تحجبه سحابات هائلة من الغاز والغبار ، بعضها منتشر جداً وبعضها اقل انتشاراً . وعلى الأرجح تتكون جسيمات الغبار من أجزاء دقيقة من الحديد والصخر والثلج ومركبات الكربون ، مختلط بعضها ببعض ، وحجم الدور الذي تلعبه هذه المقادير من الجزيئات المختلفة المبعثر في الفضاء في نشوء الحياة ، فهو شيء غير محدود ، ولو أن دورها المباشر على الأغلب لم يكن رئيسياً . إن مجرتنا درب التبانة أو الطريق اللبني وشكلها حلزوني ، وهي عبارة عن قرص مفلطح من النجوم والغاز والغبار الكوني ولها ذراعين حلزونيين، وتدور حول محورها مكملة دورة واحدة . إننا نستطيع بدقة بالغة أن نقدر أبعاد الأجرام الأساسية في نظامنا الشمسي باستخدام نظريتي الميكانيكا الشمسية ونظرية المسح الراداري . أما أبعاد أقرب النجوم فتقدرها عن طريق التغير الطفيف في مواقعها النسبية إذا ما رصدت من المواقع المختلفة التي تتخذها الأرض أثناء دورتها السنوية حول الشمس . تحتوي مجرة درب التبانة على مئة ألف مليون نجمة مختلفة الحجم والبريق . ويبدأ النجم حياته على هيئة سحابة سديمية تتكون في الغالب من الغازات الخفيفة ، مثل الهيدروجين والهليوم ، ويتغير حجم النجم أثناء تطوره وتقدمه في العمر . واحدة من هذه النجوم هي الشمس التي هي عبارة عن نجم يتكون من غازات ملتهبة ، وهي متوسطة الحجم ومعتدلة البريق، وتقع في حافة مجرة درب اللبانة، والشمس تقع في مركز المجموعة الشمسية التي تتكون من الشمس وكواكب وأقمار وكويكبات ومذنبات ونيازك . وتسمى الشمس ومجموعة الكواكب التي تدور حولها بالمجموعة الشمسية ، ويدور حول الشمس تسعة كواكب سيارة وتدور جميعها حول الشمس في مدارات تقريباً بيضاوية الشكل في اتجاه واحد من الغرب للشرق ، عكس اتجاه عقارب الساعة ، وهي بالترتيب من الشمس تبدأ بــــ عطارد وهو اقرب كواكب المجموعة وأصغرها حجماً ، ويدور حول الشمس في 988يوماً ويواجه الشمس بجانب واحد ولا يحيط به غلاف جوي ولهذا تستحيل الحياة عليه . ثانياً كوكب الزهرة ويعد حجمه قريب من حجم الأرض ولكنه غيرها في الكثافة ويدور حول نفسه ببطء ويتم دورته حول الشمس في 440يوماً ولا توجد عليه حياة نعرفها. ثم الأرض ثالث كوكب بعداً عن الشمس ، وتكونت الأرض من السديم الغازي حيث بدأت بالتكون نتيجة لتجمع المواد الصلبة الصخرية المختلفة في الحجم والكثافة وحدث التفاضل أو التباين بين هذه المواد التي كانت مواد سائلة أو مائعة في بدايتها ، والمواد الثقيلة نزلت إلى مركز الأرض مشكلة اللب ، بينما المواد الأخف ارتفعت إلى الأعلى مكونة القشرة ، أما المواد ذات الكثافة المتوسطة احتلت الجزء الأوسط من الأرض بين القشرة واللب لتكون ما يسمى بالجبة أو العباءة ، إن التغيرات التي مرت بالأرض هي التي مهدت لوصولها لما هي عليه الآن ، وأهم هذه التغيرات تتمثل في تكون الأغلفة الداخلية للأرض ( اللب والجبة والقشرة ) ، والأغلفة الخارجية ( الغلاف الغازي والغلاف المائي والغلاف الحياتي ) . والكوكب الرابع هو المريخ الذي يشبه الأرض في أنه يحتوي على يابس وماء ، ويحيط به غلاف غازي قد يلائم لنمو النبات والحيوان ، وقوة جاذبيته ضعيف ولهذا فغلافه الجوي ضئيل ومياهه ليست وفيرة ، ويتم دورته حول الشمس في 5و686يوماً ، ويتبعه قمران . والكوكب الخامس المشتري وهو أكبر كواكب المجموعة ، حجمه قدر حجم الأرض 130مرة ، وكثافته تقريباً ربع كثافة الأرض ، وكتلته قدر كتلة الأرض 300مرة ، وهو سريع الدوران حول محوره ، فيتم دورة كاملة حول نفسه في 9ساعات و55دقيقة ويتم دورته حول الشمس في 9و11سنة ، ويتبعه 12قمر منهم 8 أقمار تدور في نفس اتجاه دوران الكوكب والأربع أقمار الباقية تدور عكس اتجاه دوران الكوكب . أما الكوكب السادس فهو زحل الذي يدور حول نفسه في 10ساعات و14دقيقة ، ويتم دورته حول الشمس في 5و29سنة أرضية ، وحجمه قدر حجم الأرض 740مرة ، وكتلته تبلغ 95مرة من كتلة الأرض ، ويحيط به غلاف يتكون من غازي الهليوم والميثان ، ويتبعه تسعة أقمار . الكوكب السابع هو أورانوس الذي يبلغ حجمه 64مرة حجم الأرض، ويدور حول محوره في زمن يقدر بين 10 – 12ساعة، ويتم دورته حول الشمس في نحو 84ستة أرضية. والكوكب الثامن هو نبتون ولبعده عن الشمس فهو لا يتلقى من أشعة الشمس سوى 09و0% مما تتلقاه الأرض، وتبلغ كثافته ربع كثافة الأرض، وكتلته 17مرة قدر كتلة الأرض، ويتبعه قمران. والكوكب التاسع "بلوتو" وهو كوكب صغير يدور حول الشمس قي 247 سنة أرضية ويدور حول نفسه قي 4و6يوم، هذا مع العلم بأنه في عام 2006 لم يعد بلوتو يصنف بين الكواكب وإنما أصبح يعد من الكواكب القزمة بسبب صغر حجمه. والمجموعة الشمسية هي كل ما يقع في حقل جاذبية الشمس ويدور حولها من أجسام بما في ذلك الكواكب والكويكبات، والمذنبات، والأقمار، والشهب، والغبار كوني. وتنقسم كواكب مجموعتنا الشمسية إلى قسمين بفصل بينهما حزام الكويكبات، والقسم الأول هو الكواكب الداخلية وهي أربعة هي عطارد والزهرة والأرض والمريخ، والقسم الثاني هو الكواكب الخارجية وهي أربعة هي المشتري وزحل وأورانوس ونبتون. وبلوتو قد اختفى. ويعتقد أن شمسنا قد نشأت هي وكواكبها عن تكثيف سببته الجاذبية لسحابة بطيئة الدوران . وبشكل عام فبانهيار السحابة تتزايد سرعة دورانها لتتحول إلى قرص يتحول مركزه في نهاية الأمر ليصبح الشمس، أما بقية الحزم الصغيرة من المادة فتتكاثف لتكون الكواكب والكويكبات. ولا بد من أن معظم هذه السحابة كانت من الهيدروجين والهليوم، لأن هذين العنصرين هم أكثر العناصر وفرة في الشمس.

وبشكل عام مختصر: 

يمكننا من هذا العرض استنباط أن الحياة كما نعرفها لم تكن لتظهر بعد فترة قصيرة من نشأة الكون ، لأن العناصر اللازمة لظهورها لم تكن عندئذ موجودة ، فالأمر يحتاج إلى فترة تبلغ بليون سنة أو بليونين ، وربما أكثر ، قبل أن يمر عدد كاف من النجوم الكبيرة بدورة الحياة المفترضة ، لتنفجر وتوفر الذرات اللازمة للحياة العضوية . إن مشكلة نشأة الحياة في أساسها مشكلة كيميائية عضوية ـــــ كيمياء مركبات الكربون ــــ ولكنها كيمياء عضوية داخل إطار غير عادي . فالكائنات الحية محددة التفاصيل على مستوى الذرات والجزيئات، برهافة ودقة لا تصدقان، ولا بد من أنها كانت عند البداية جزيئات تطورت لينتج منها أول النظم الحية.

عزيزي الزائر - تابعنا في الجزء رقم11   
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً
== القادم أجمل ==
تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج10 Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat on 11/30/2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.