Top Ad unit 728 × 90

News

recent

مجتمع أنتونى جيدنز

إعادة صياغة فكرة المجتمع من وجهة نظر جيدنز

مـجـتـمـــــع أنتونــــى جيدنـــــز

 Anthony Giddens community
مستوى التأويل الذي يقوم به الناس في حياتهم الاجتماعية.
ويرى "جيدنز" أن فكرة المجتمع يمكن أن تصاغ بشكل عام كل العمومية. 
والمفهوم العام للمجتمع يشمل الدول الصناعية، والزراعية، والإمبراطورية،
 وأيضاً المجتمعات المحلية القبلية الصغيرة.

الرؤية النقدية للرائد "أنتونى جيدنز":

رؤية "انتوني جـيـدنـز": لقد بذل هذا الرائد الكبير، الكثير من الجهد النقدي والنظري في مراجعة نظريات علم الاجتماع وفي درس خصائص الحداثة ومشكلاتها وتحدياتها. وقد تأسست هذه الرؤية من الناحية المنهجية على مفهوم التأويل الذي اتخذه أساساً لفهم الواقع. فهو يميل دائماً إلى تأكيد فكرة أن النظرية الاجتماعية هي نظرية تأويل بالضرورة، لأنها تظهر في ضوء تأويل مزدوج عبر مستويين هما مستوى التأويل الذي يقوم به الناس في حياتهم الاجتماعية، والذي يمكنهم من فهم بعضهم بعضاً ومن تأسيس حياة اجتماعية، والتأويل الذي يقوم به من يحاول التنظير لهذا الواقع، حيث يقوم بتأويل ما تم تأويله بالفعل. أما من الناحية النظرية فقد تبلورت رؤية "جدنز" النظرية حول مفهوم تشكيل البنية. فقد نسج نظرية تشكيل البنية التي ذهب فيها إلى تأكيد أهمية البدء من ممارسات الفاعلين الأفراد في حياتهم اليومية، ودراسة الطريقة التي تتشكل بها هذه الممارسات في أبنية اجتماعية، قابلة للتشكل والتحول المستمرين. في نظريته هذه تتحول ممارسات الأفراد إلى ممارسات مفتوحة الأفق، لا تحدها حدود القواعد البنائية الصارمة، بقدر ما تحدها حدود مكنة الأفراد وقدراتهم على اختيار بدائل سلوكية وأنماط فعل تتلاءم مع الأهداف التي يرغبون في تحقيقها.

رؤية "جيدنز" لصياغة فكرة المجتمع:

ويرى "جيدنز" أن فكرة المجتمع يمكن أن تصاغ بشكل عام كل العمومية. والمفهوم العام للمجتمع يشمل الدول الصناعية، والزراعية، والإمبراطورية، وأيضاً المجتمعات المحلية القبلية الصغيرة. والمجتمع عبارة عن شبكة، أو نسق، من أساليب السلوك التي تتخذ طابعًا مؤسسيًا. وتشير الأشكال المؤسسية من السلوك الاجتماعي إلى أنماط الاعتقاد والسلوك التي توجد في المجتمع وتتجدد جيلاً بعد جيل، ويجرى إعادة إنتاجها اجتماعيًا، عبر قنوات زمنية طويلة وعلى امتداد رقعة مكانية شاسعة. وتعد اللغة مثالاً رائعًا لمثل هذا الشكل من أشكال النشاط المؤسسي، أو للنظام الاجتماعي، على اعتبار أنها ذات أهمية أساسية للحياة الاجتماعية. وهناك عدا هذا كثير من جوانب الحياة الاجتماعية الأخرى التي تتخذ طابعًا مؤسسيًا، أي تصبح ممارسات تتبناها الغالبية، وتستمر موجودة محافظة على ملامحها العامة وهى تنتقل من جيل إلى جيل عبــر الزمن، وهكذا نستطيع أن نتحدث عن نظم اقتصادية، ونظم سياسية .. وهكذا.
ويجب أن نلاحظ أن الطريقة التي نستخدم بها هنا مفهوم "النظام" تختلف عن الطريقة التي يستخدم بها المصطلح نفسه في اللغة اليومية في الغالب، كمرادف فضفاض "للجماعة" أو "الكيان الجمعي"، وذلك عندما نصف السجن أو المستشفى بأنه "مؤسسة". ومن شأن تلك الاعتبارات أن تساعدنا على تحديد الطريقة التي يجب أن نفهم بها معنى المجتمع. ولكننا لا نستطيع أن نتوقف عند هذا الحد. فهناك أشكال من المجتمعات التي ظهرت في خضم الثورتين العظيمتين: التصنيع والتحضر. كما أن المجتمعات لا توجد إلا بمقدار ما تتخلق ثم يعاد إنتاجها من خلال أفعالنا كبشر. فنحن نخلق المجتمع في نفس الوقت الذي يخلقنا هو فيه. فالنظم الاجتماعية هي عبارة عن أنماط من النشاط الاجتماعي التي يتم إعادة إنتاجها عبـر الزمان وعبـر المكان.. كما أن الأنساق الاجتماعية تتضمن أنماط من العلاقات بين الأفراد والجماعات. وعملية تنميط الأنساق الاجتماعية لا تقوم لها قائمة إلا طالما كان الأفراد يكررون بشكل إيجابي أشكالاً معينة من السلوك عبر الزمان وعبر المكان.
وإذا نظرنا إلى النشاط الاجتماعي كمجموعة من الأحداث التاريخية، فنحن كبشر نعيش في التاريخ، وفهمنا للتاريخ يمثل جزء لا يتجزأ من التاريخ نفسه، ولما يمكن أن يحدث مستقبلاً. إن التحليل الاجتماعي يستطيع في الحقيقة أن يلعب دورًا تحريريًا في المجتمع البشري عندما يوضح أن الأشياء التي تبدو للمشاركين فيها حتمية، ولا يمكن التصدي لها (أي تشبه القانون الطبيعي)، ليست في الحقيقة سوى ثمرة بين ثمرات التطور التاريخي. هذا في الوقت الذي يعلمنا فيه التحليل السوسيولوجي الواقعية والاتزان. فعلى الرغم من أن المعرفة يمكن أن تكون سندًا مهمًا للقوة وعونًا لها، إلا أنها ليست هي القوة. ثم أن معلوماتنا التاريخية تتسم دائمًا بأنها تقريبية وغير مكتملة. كما أن التوسع العالمي للرأسمالية الصناعية قد خلف عددًا من التغيرات الاجتماعية التي كانت لها آثار عاصفة على نحو يفوق أي فترة أخرى من فترات التاريخ البشري المنصرم. إن مثل هذا العالم الاجتماعي (الرأسمالية الصناعية) والذي تخلق بهذه السرعة الفائقة العنيفة وخلال مدى زمني قصير، يمثل ظاهرة فريدة تمامًا لا نظير لها في التاريخ الإنساني.
ومن خلال وعينا بالتاريخ، نستطيع أن نفهم كيف تختلف معيشة أبناء المجتمعات الصناعية اليوم عن الأسلوب الذي كان يحيا به الناس في الماضي القريب نسبيًا. ونستطيع محاولة الاستعادة التصويرية (الخيالية) لنسيج أشكال الحياة الاجتماعية التي اندثرت اليوم إلى حد بعيد. فالمنظمات التي تبدو لنا بديهية اليوم لم تكن موجودة إلا بشكل أولى فقط؛ ولا نقصد المصانع والمكاتب وحدها، وإنما يشمل ذلك المدارس، والجامعات، والمستشفيات، والسجون التي لم تبدأ تنتشر إلا من خلال القرن التاسع عشر. ولا شك أن تلك التغيرات في نسيج الحياة الاجتماعية كانت من طبيعة مادية في جانب منها. حيث أن التكنولوجيا الحديثة تتميز بأنها تنتِج أكثر وأسرع، وتتميز بتحويل بعض العناصر والأشياء التي لم تكن يتسنى إنتاجها بأي حال من الأحوال في ظل الظروف المهنية الصناعية القديمة. وخلقت أيضاً أشياء لم يكن من الميسور تخيلها أو التفكير فيها في عصر ما قبل الصناعة. وكانت نتيجة ذلك زيادة هائلة في كم وتنوع السلع والخدمات، الأمر الذي أدى في ذاته إلى تغيير أسلوب حياة الإنسان أكثر من أي شيء آخر منذ اكتشاف النار؛.
إن المدى غير المحدود والطابع العام للتجديد التكنولوجي يمثل إحدى أبرز السمات المميزة للمجتمعات الصناعية المعاصرة. ويرتبط بهذا التجديد التكنولوجي أوثق الارتباط تراجع التقاليد (أو تداعيها)، التي تمثل أساس الحياة اليومية في المجتمع المحلى القروي، بل والأهم أساس تلك الحياة في المجتمع الحضري في عصر ما قبل الرأسمالية. فكانت التقاليد تحصر الحاضر في الماضي، وتعظم من قيمة الخبرة المكتسبة عبر الزمن خلافًا لما هو سائد الآن في المجتمعات الغربية المعاصرة. ولم تكن حياة الفرد موزعة إلى وقت عمل وقت فراغ كما هو الحال اليوم، فالعمل لم يكن منفصلاً انفصالاً واضحًا عن سائر الأنشطة التي يقوم بها الفرد، سواء زمنيًا أو مكانيًا.
إن التقاء ثورتين عظيمتين هما ثورة التصنيع وثورة التحضر هو الأساس والأصل في تحول مجتمعات أوروبا الغربية. وكانت ثاني هاتين الثورتين سياسية، ارتبط بها قيام الدولة الأمة التي لعبت دورًا في قيام العالم الحديث يوازى الدور الذي لعبته الصناعة. كما أن إحدى السمات الأساسية التي تميز العصر الحديث هو العلاقات بين الدول الأمة.
كما أن الرأسمالية الصناعية ترجع إلى التخصص الفائق التعقيد في الإنتاج، وتقسيم العمل الذي أصبحت علاقات التبادل فيه تشمل العالم على اتساعه. ولكن قبل ذلك كان تقسيم العمل أقل تعقيدًا من هذا بكثير في عصر ما قبل الرأسمالية الصناعية. فقد كان أغلب السكان يوفرون احتياجاتهم لأنفسهم بأنفسهم مباشرة، وحينما لم يكونوا يفعلون ذلك، كانوا يعتمدون على خدمات أفراد آخرين من أبناء مجتمعهم المحلى. أما المنتجات والسلع والخدمات التي نستهلها اليوم فتصنع ويتم تبادلها على نطاق عالمي، وفق نظام عالمي فعلاً لتقسيم العمل . به صلات معقدة بين العمليات الإنتاجية التي تنفذ في أماكن متباعدة عن بعضها البعض تباعدًا كبيرًا، وتسوق في أماكن أخرى متباعدة أيضًا عن بعضها البعض ومتباعدة عن أماكن الإنتاج كذلك.
وصاحب انتشار الرأسمالية انتشار عام للدولة الأمة. مع ملاحظة أن أوروبا قد عرفت منذ فجر تاريخها الدولة الأمة دائمًا، وهي دول كانت موجودة تربط بينها علاقات تتراوح بين الود والصراع مع بعضها البعض. أما اليوم فالعالم برمته مقسم إلى خليط متنوع من الدول الأمة. ولكن ظهور الدول الأمة في أوروبا، وخاصة تطورها في أجزاء أخرى من العالم بشكلها الراهن، يمثل ظواهر حديثة نسبيًا. فقد ظلت البشرية طوال الجانب الأعظم من تاريخها تعيش مبعثرة في شتى بقاع الأرض، حيث كانت حياتها عبارة عن مجتمعات شديدة الصغر، وتقيم أودها على صيد الحيوان وجمع النباتات القابلة للأكل، وهي ما يعرف بمجتمعات الصيد والجمع . وكان العالم كله يسكنه مجتمعات الصيد أو الجمع، أو المجتمعات الزراعية الصغيرة، أو الدولة المدينة، أو الإمبراطوريات. وكانت بعض الإمبراطوريات، وخاصة الصين، مجتمعات هائلة الحجم فعلاً. ولكنها كانت مع ذلك مختلفة كل الاختلاف عن مجتمعات الدولة الأمة التي نعرفها اليوم. إذ نجد مثلاً أن الحكومة الصينية المركزية في الصين القديمة لم تنجح كثيرًا في السيطرة المباشرة على شتى الأقاليم التي كانت تنتمي إليها، وخاصة الأقاليم النائية منها. وكان أغلب الرعايا الخاضعين لحكم دولة الصين يعيشون حياة مختلفة تمام الاختلاف عن حياة حكامهم، الذين لم يكن يجمع بينهم الكثير من السمات المشتركة سواء من ناحية الثقافة أو اللغة.
ونضيف إلى هذا أنه رغم أن مختلف أنماط المجتمعات التي أشرنا إليها كانت ترتبط بينها أنواع شتى من العلاقات، إلا أن من المؤكد أن تلك العلاقات لم تغط الكون أبدًا بالشكل الذي نراه اليوم. ولا شك أن ملاحظة أن " الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا "، وهي التي قيلت قبل القرن العشرين، كانت تعبيرًا دقيقًا عن ظرف واقعي تمامًا في حينه. ولقد كانت هناك علاقات عارضة، كما كان يوجد قدر معين من التبادل التجاري بين الصين وأوروبا منذ القرن الحادي عشر وحتى عهد قريب. ومع ذلك ظل كل من الصين والغرب لعدة قرون بعد ذلك يعيش عالمًا مختلفًا عن الآخر من شتى النواحي. ولكن هذا قد تغير الآن، برغم كل الفوارق الثقافية التي مازالت تفصل حتى الآن بين الشرق والغرب. ولم تعد الصين إمبراطورية وإنما أصبحت دولة أمة، وإن ظلت دولة ذات أبعاد هائلة سواء من حيث المساحة التي تشغلها أو عدد السكان الذين يعيشون فيها. وهي كما يؤمن أهلها دولة اشتراكية. فعلى الرغم من أن الدولة الأمة تغطى أرجاء عالم اليوم على اتساعه، إلا أنها لم تتبع كلها بالطبع النموذج " الديمقراطي الليبرالي " الذي ترسخ بأقوى صوره وضوحًا في أوروبا الغربية.
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً
== القادم أجمل ==
مجتمع أنتونى جيدنز Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat on 11/23/2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.