أهداف الدولة العصرية الحديثة

أهداف الدولة العصرية الحديثة

العناصر الرئيسية للموضوع:

 الأرضية الفلسفية لأخلاقيات الدولة. 

أهداف الدولة العصرية.

الأرضية الفلسفية لأخلاقيات الدولة:

في الواقع فإن البانورامة العامة للأفكار التي تدور حول الدولة الحديثة ككل يمكن إيجازها في أن الدولة الحديثة تقوم على أرضية فلسفية لأخلاقيات الدولة. من حيث أصل الدولة وتنظيمها وتعاملها مع أفرادها ونظام الحكم فيها. فقد كان الفكر الإنساني عموماً نتاجاً للتراكمات والتجارب التي مرت بها مختلف الشعوب في مختلف الحضارات، إذ كانت الحضارات تشارك في صنع وتطوير فكرة الدولة عن طريق إبداعات المفكرين في الحضارات المختلفة. كما أن تطور المجتمعات لا ينفك عن تطور الدولة وتطور أهدافها، ذلك أن المجتع بطموحاته نحو المستقبل لتطوير الحياة إلى الأفضل، هو الركيزة الأساسية التي تبنى عليها أسس الدولة. فالفارق بين الدولة القديمة بمختلف أشكالها وصورها وبين الدولة العصرية الحديثة يكمن في شكل المجتمع وأهدافه في الحياة وطبقاته وشكل أنظمة الحكم.

تهدف الدولة العصرية الحديثة لتحقيقْ ما يلي:

1)  إلى بناء مجتمع تسوده القوانين فيزول الخوف والصراعات. وبناء حياة اجتماعية يسودها السلم الاجتماعي في ظل دولة منظمة، دولة المؤسسات، دولة القانون. الدولة القائمة على حماية المصالح المشتركة لكل أفراد المجتمع. من أجل السلام والعدل الاجتماعي.

2)  باعتبار أنَ الدستور يُشكِل عقداً اجتماعيا سِلمياً، وهو القانون الأساسي والأعلى والأسمى في الدولة، الذي يُبين و يوضح ويُحدِدْ ويَضمنْ المصالِح العامة للدولة، والسيادة، والاستقلالية، ومواجهة تحديات بناء الدولة الحديثة على الصعيد السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، سواءٌ في العِلاقات الداخلية أو في العِلاقات الخارجية، مِن خِلال مفاهيم ورؤى جديدة واقعية لمسيرةْ البِناءْ والتعميرْ والتطورْ والتنميَة الشامِلة والمُستدامة، بما يُشكِل خارِطةْ طريقْ نحوَ الحداثة والمُعاصرة في مسير العمل السياسي والقيادي للدولة.

3)  تحديدْ وضمانْ نِظامْ التعدُديَة سياسياً واجتماعيا واقتصاديا وثقافياً، إن التعدُديَة السياسية أضحتْ حَقيقةْ دستوريَة ومُمارسَة سياسيَة تتفاعلْ معَ الواقِع بِكُلْ إيجابيات وتعقيداته وتعثُراته.

4)  بناء السلطات بالدولة وتنظيم العِلاقة بينها وتسييرها وتداولِها. والرجوع إلى الناس في تحديد شكل الحكم، والحاكم، وطريقة حكم الحاكم على المحكومين، وحدود الحكم.

5)  فَتَحَ الآفاق واسعاً ليؤسسْ المُجتمعْ المدني مُنظماته لِتكونَ القاعِدة الاجتماعية المُعزِزَةْ للدولة الحديثة، وفى الواقع الاجتماعي السياسي نجد أن مُنظمات المُجتمع المدني لها أدوارِها الدستورية، كفاعِل أساسي في التنميَة ، وشَريكْ أساسي في مجال الإسهام في صِناعةْ وتنفيذْ وتقييمْ السياساتْ العموميَة، كطرف أساسي يَهتمُ ويَعملْ في الشأن العام.

6)  وبشكل عام الدستور هو الذي سيُحدِدْ أسسْ هويَة الدولة، وشكلِها، ونِظام الحُكم فيها، والنظام الانتخابي، والسُلطة التشريعية، والسُلطة التنفيذية، والسُلطة القضائية، والنِظام الإداري، وضمانْ المُساواة بين المواطنين، واحترام التنوع والحقوق الأساسية، بما في ذلك حقوق المرأة والطفل والأقليات والشرائح الاجتماعية الضعيفة والمهمشة.

إن هذه المُقومات التي تُشكَل أهم مُكوِناتْ الدستور كعقد سياسي واجتماعي، وتبنى الدولة المُعاصِرة الحديثة على أساس مؤسسي ووِفقَ أسس ومُقوِماتْ الحداثة، وتعزيز واقع يتطور سياسياً وثقافياً واقتصاديا واجتماعيا باتجاه المُعاصَرَةْ، وضرورةْ الأخذْ في الاعتبار أبعادْ التنميَة المُستدامَة والشامِلة وضمانِها، مِن خِلالْ التنميَة السياسيَة والتنميَة الاجتماعية والتنميَة الاقتصادية والتنميَة الإداريَة والتنميَة العُمرانيَة والتنميَة الثقافيَة، وضمانْ تحديثْ كافةْ الأجهِزَةْ والمؤسساتْ التي تقوم عليها الدولة والمجتمع، بهدفْ إرساء مُقوِماتْ التحديثْ والمُعاصَرةْ في الدولة والمجتمع. فالوظيفة العليا للدولة هي حماية الثروة والحرية. وحماية الفرد، وتوفير الإطمئنان له، وضمان ملكيته وحريته وسلامته واستقرار النظام في ظل الدولة الحديثة. كما أن الدولة قد أوجدها الإنسان ولم تنشأ إلا كحتمية لإرادة الأفراد الدستورية.

عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك

 ولكم كل التقدير والاحترام

وسلام الله عليكم جميعا

وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة

انتظرونا قريباً

== القادم أجمل ==