ماهية تقسيم العمل
تقسيم العمل بوصفه تخصصاً
======================
تقسيم العمل باختصار شديد هو:
التخصص في مهام مختلفة، وطريقة لتنظيم الإنتاج وتطويره مع التطور الذي يحدثه التخصص في زيادة المهارات والإتقان للعمل وكثر الإنتاج، من خلال السماح للأفراد والشركات بالتخصص في مهام بعينها، بحيث ينقسم إنتاج السلعة أو الخدمة إلى عدد من المراحل الجزئية لكل مرحلة عامل. وتقسيم العمل بوصفه تخصصاً هو ظاهرة اجتماعية قديمة وليست حديثة المنشأ، فتقسيم العمل حقيقة اجتماعية مادية تؤشر على المحددات المرتبطة بالتخصصات والمسؤوليات، ذلك لأن إنتاجية العمل مرتبطة بتنظيمه وتوزيعه، وعليها يتوقف مقدار التقدم الاقتصادي. ومن مصالحة المهمة هي التشديد على جودة نشاطاتهم، ومهارة اختصاصاتهم. ومهارة الاختصاص يمكن دفعها إلى أبعد الحدود. ومن الثابت أن تقسيم العمل المنضبط عقلياً والمنتظم عمليا، هو إحدى سمات المجتمعات البشرية في عصرنا الحالي. بحيث يتم تقسيم العمل على أساس تعبئة وتنمية الخبرات للهيكل التنظيمي من المهن المختلفة، وتنمية القدرات المختلف للبشر في البيئات المختلفة التي يعيشون فيها.
وتأتي
أهمية تقسيم العمل من أن القائمين عليه يتخصصون في مهن مختلفة بحيث ينتجون أكثر، ويجيدون ويفهمون
ويطورون أكثر. فتقسيم العمل يؤدي إلى زيادة المهارة، ويوفر في الوقت اللازم
للإنتاج، بحيث يؤدي التخصص إلى الوصول إلى أفضل وأكفأ طرق أداء للعمل، ويساعد على ابتكار الأدوات والميكنة المتطورة التي تساعد العامل على زيادة الإنتاج، كما أنه يؤدي إلى إدخال أساليب
جديدة أرقى ومتطورة وأحدث باستمرار على عمليات الإنتاج التي تؤدي بدورها إلى زيادة
الإنتاج باستمرار وبكثافة أكثر عما سبق. حيث يتم تقسيم العمل إلى أنواع مختلفة من
المهام، ويتخصص الأفراد في أداء مهمة واحدة أو بضع مهام، فتزداد الإنتاجية كثيراً،
وتزداد المهارة في العمل، ويتم علاج الكثير من مشاكل وصعوبات العمل بأكثر من طريقة
وبكفاءة.
التخصص
يسمح للناس بالتركيز في مهام معينة ومحددة فيجيدوها ويطوروا العمل ويزيدوا إنتاجية
الموارد، فتزداد السلع والخدمات التي ينتجها الأفراد والشركات، مما يساعد على رفع
مستوى معيشة كل فرد. فمن مزايا تقسيم العمل أنه يزيد المهارة في أداء الأعمال
نتيجة لتبسيط العمل المطلوب، كما أنه يساعد على تنظيم العمل بشكل أكفأ من حيث التوقيت
والتتابع والإشراف، ويساعد على توفير الوقت وتقليل الفاقد أثناء انتقال العامل من
عملية إلى أخرى، ويسهل استخدام الميكنة كنتيجة لتقسيم العملية الإنتاجية إلى عدة
عمليات جزئية، وكل هذه المميزات تؤدي إلى زيادة الإنتاج وإلى زيادة الكفاءة
الإنتاجية. فالاقتصاديات اليوم تعتمد على تخصص الأفراد والشركات، والتي ترتبط
بشبكة تجارة كثيفة. فالنمو الاقتصادي والكفاءات الهائلة التي يسرها وهيأها التخصص
هي التي مكنت من قيام هذه الشبكة المعقدة اليوم من التجارة، ما بين الأفراد وبين
الدول التي نراها اليوم.
تقسيم العمل بوصفه عملاً اجتماعياً
======================
المجتمع الإنساني هو مجموعة من الأفراد ذات ثقافة جامعة ونظام اقتصادي واحد وتربطهم مصالح مشتركة تتم من خلال العمل الاجتماعي الذي يتضمن ما يعرف بالمجتمعات المهنية التي لها دور يبدو أنها معدة للقيام به داخل الحياة الاقتصادية والاجتماعية للتنظيم الاجتماعي للشعوب المعاصرة. والعمل
بوصفه عملاً اجتماعياً يهدف إلى النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وتنمية
الأساليب الحياتية للأفراد، ويهدف إلى تحقيق وضمان العدالة داخل المجتمع من خلال
منهج مضبوط بآليات ووسائل محددة، تستجيب لحل الأزمات والمشاكل اليومية للمجتمع
عامة ولأفراده، لتحقيق حاجات ورغبات ورفاهية المجتمع. وفي عصرنا الحالي هو ضرورة
ومطلباً اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، بحيث تصاغ البرامج والسياسات التي
تتفق معه بشكل واسع يتحدد فيها قدر واسع من المهام والأعمال والمسئوليات المختلفة
الموجودة في بنية المجتمع بما يساعد على التماسك الاجتماعي، من خلال تقسيم العمل الاجتماعي
الذي يسمح للناس وللبنيات الاجتماعية التي يخلقونها بالتكامل المؤدي إلى السلام
الاجتماعي. لأن العمل الاجتماعي هو القدرة على العمل معاً بهدف تحقيق رؤية مشتركة،وتسخير
الكفاءات الفردية تجاه الأهداف التنظيمية، من خلال هيكلة تقسيم العمل أي جدولة
جميع النشاطات الفردية التي تكون الواقع الاجتماعي. ومن هنا نجد العمل بوصفه عملاً
اجتماعياً أكثر تأثيراً من العمل الفردي، ويقوم على التعاون والتنسيق، ويسعى إلى
تحقيق الأهداف الاجتماعية العامة، ويمكن ممارسته على جميع مستويات المجتمع متضمناً
للجهود الذاتية. فهو علم وفن ومهنة لمساعدة الناس على حل مشاكلهم وتحسين ظروفهم
الحياتية من خلال مجموع الأعمال التي تهدف إلى النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية
وتنمية أساليب الحياة. ولهذا العمل هو ظاهرة إنسانية واجتماعية شاملة ذات أبعاد
متعددة كالبعد الاجتماعي ذو الصلة بشبكة العلاقات الاجتماعية التي تنسج بين
الأفراد داخل مجالات العمل المختلفة. والعمل بمختلف أبعاده هو مجموعة من المهام
التي يتطلب تنفيذها بذل جهد فكري ونفسي وعضلي، بهدف إنتاج سلع وخدمات معينة لتلبية
جملة من الاحتياجات والرغبات الإنسانية. وظاهرة العمل قد تتعدد وتتنوع؛ فيمكن
التعامل مع هذه الظاهر على أنها مهن أو
حرفة، أو مهارة، أو على أنه ممارسة نشاط بما يمثل جملة من المهام المتناسقة التي
يقوم بها الفرد، كما أنه يمكن اعتبار العمل وظيفة. ومع كل هذا فهو جهد يبذل في
إطار ممارسة نشاط معين لهدف معين.
إن لكل
مجتمع غاية يسعى إليها وهي أن يقضي على الصراع بين الناس أو على الأقل أن يخفف من
حدته، عن طريق إخضاع ناموس القوة الطبيعي إلى ناموس أسمى منه. كم أن بنية المجتمعات
تتغير بين فترة وأخرى ومن ثم تتغير العلاقات وتتغير المشكلات، واستتبع هذا تحول في
فكرية الإنسان ورؤيته ... والتغير عملية مزدوجة، تغير في الواقع المادي وتغير في
الفكر الإنساني، وكل منهم يؤثر في الآخر. ولابد وأن يتوافر قدر من المواكبة بين
الاثنين ضماناً لسلاسة الحركة الاجتماعية، وضماناً لاطراد حركة المجتمع في تقدمها
وارتقائها، وضماناً لتوفر قدر من التوافق الاجتماعي بين الفرد والمجتمع، وبين
الواقع المادي والواقع الفكري.
والمجتمع
المنظم وحده هو الذي يتمتع بالسلطة الأخلاقية والمادية الضرورية لسن القوانين على
الأفراد. والشخصية المعنوية التي تقوم على الجماعة هي وحدها تتمتع بالاستمرار
والدوام اللازمين لضمان بقاء القاعدة قائمة وراء كل العلاقات العارضة التي تتجلى
بها يومياً في الوظائف الاجتماعية التي تسعى بصورة عفوية إلى أن تتوافق بعضها مع
بعض شريطة أن يقوم بينها اتصال منتظم. كما أن الوظائف الاقتصادية التي شهدت تطور
كبير منذ قرنين تقريباً والتي نراها الآن وقد احتلت المقام الأول، وينازعها في هذا
المقام الوظائف العلمية التي تخدم حاجات العمل، أي الوظائف الاقتصادية. ولما كانت
الوظائف الاقتصادية تشغل اليوم أكبر عدد من المواطنين، فإن هنالك عدداً كبيراً من
الأفراد يقضون كل حياتهم تقريباً في الوسط الصناعي والتجاري. والشخصية المعنوية
للجماعة هي الحكم الطبيعي في تحديد المصالح المتضاربة، وتعيين لكل واحدة منها
الحدود التي تناسبها. ثم أنها أول من يهمه أن يسود النظام والسلام.
ولا
يمكن أن ينظم نشاط أية مهنة، تنظيماً فعالاً، إلا من قبل جماعة قريبة بالدرجة
الكافية من هذه المهنة (وهذا ما يسمى بالنقابة أو بالمجموعة المهنية) حتى يتسنى
لها أن تعرف صورة نشاطها، وتحس بجميع حاجاتها، وتتبع تغيراتها. واليوم اتجاهات الصناعات
الحديث تنساق أكثر فأكثر إلى الآليات الجبارة، وإلى التجمع والتعاون في شكل حشد كبير
من القوى ورؤوس الأموال، وبالتالي إلى أقصى أشكال تقسيم العمل. والأعمال دخل
المعامل منفصلة ومتخصصة وكل تخصص يقتضي تخصصات أخرى. وكذلك فروع الصناعة الزراعية
تنساق أكثر فأكثر في هذا التيار العام. وكذلك التجارة هي الأخرى تبذل قصارى الجهد
في إتباع واقتفاء التنوع ألا متناهي للمشاريع الصناعية بكل ألوانها. وتقسيم العمل هذا
يعتبره الاقتصاديون ضروري ويرنه شرط التقدم، والقانون الأعلى للمجتمعات الإنسانية.
ومع ذلك فإن تقسيم العمل ليس بالأمر الخاص بالعالم الاقتصادي بلله أثره المتزايد
في أكثر مناطق المجتمع اختلافاُ. حيث أن الوظائف السياسية، والإدارية، والقضائية،
والفنية، والعلمية، آخذة بالتخصص أكثر فأكثر.
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى جديدة
انتظرونا قريباً
== القادم أجمل ==
ماهية تقسيم العمل
Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat
on
11/26/2016
Rating:

ليست هناك تعليقات: