أبعاد مستوى المعيشة

أبعاد مستوى المعيشة

البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي والبعد البيئي

مستوى المعيشة يمكن فهمه ومعرفته من خلال مدي ما يتمتع به الفرد من ملبس ومآكل ومسكن وتعليم وصحة وكل الجوانب الاجتماعية والإنسانية

 مستوى المعيشة:

مستوي المعيشة يستعمل في الغالب للموازنة بين المجتمعات. واعتبار مستوى المعيشة وقياسه أمرين تقريبيين. مستوى المعيشة يمكن فهمه ومعرفته من خلال مدي ما يتمتع به الفرد من ملبس ومآكل ومسكن وتعليم وصحة وكل الجوانب الاجتماعية والإنسانية، ويمكن تحديد ذلك بمستوى الدخل والبيئة التي يعيش فيها والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها. ويقاس بعدة مؤشرات اقتصادية واجتماعية وثقافية كالدخل ونسبة التعلم والمستوى الثقافي والمستوى الصحي ومعدل الأعمار  وحجم الأسرة والبيئة المنزلية ونصيب الفرد من الدخل القومي والحالة العلمية ونوعية العمل ومتوسط الفقر ومعدل الفقر والقدرة على الإبداع والحرية والاحترام والكرامة ونصيب الفرد من عوائد التنمية الشاملة لكل جوانب البيئة الاجتماعية.

أبعاد مستوي المعيشة المختلفة نوجزها في الآتي:

البعد الاقتصادي:

المشاكل الاقتصادي أصبحت تتصدر اهتمامات الرأي العام الداخلي للمجتمعات وكذلك الرأي العالمي، فاستخدام الوسائل الاقتصادية المناسبة يؤدي تدريجياً إلى زوال الشعور بالحرمان وبالتالي إشباع الحاجات. فالحاجة هي الشعور بالحرمان الذي يلح على الفرد، مما يدفعه إلى القيام بما يساعد على القضاء على هذا الشعور، وبالتالي إشباع حاجاته. ومعني هذا أن الحاجة شعور بالحرمان مع معرفة الوسائل القادرة على القضاء عليه. لتقليص المعاناة الإنسانية، والدفع بالوضع الاجتماعي الاقتصادي إلى الأفضل، لتلبية وإشباع الحاجات في كافة الميادين الاقتصادية.

ولكن هنا عوامل تؤثر على دور الدولة، في عملية التنمية الاقتصادية، سواء من حيث الدرجة أم من حيث النوع، في كل من الدول المتقدمة والنامية، بهدف القضاء أو تقليل هذا الحرمان. وباستخدام أدوات التحليل الاقتصادي والتاريخي لأهم مراحل عملية التنمية في كلا المجموعتين تم التوصل إلى: أنه في الدول المتقدمة كان هناك دور كبير للعوامل الاقتصادية وبخاصة المتغيرات الاقتصادية الكلية، التي تحدد طبيعة حال النشاط الاقتصادي ودرجة الاستقرار الاقتصادي، فهذه العوامل كانت تلعب دور المتغير الرئيسي والحاسم في قرار الدولة المتعلق بدرجة ونوع التدخل الحكومي في الشؤون الاقتصادية. أما في الدول النامية كان هناك دور كبير للعوامل السياسية والاقتصادية الخارجية، التي تفرضها الدول المتقدمة والمؤسسات الدولية، وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فهذه العوامل كانت تلعب دور المتغير الرئيسي والحاسم في قرار الدولة المتعلق بدرجة ونوع التدخل الحكومي في الشؤون الاقتصادية. وفي عملية إقناع تلك الدول أو إجبارها على تقليص درجة تدخلها في الشؤون الاقتصادية، وتبني سياسات كان في مقدمتها تطبيق برامج الخصخصة، وتوسيع دور القطاع الخاص ونظام السوق في عملية التنمية.

  البعد الاجتماعي:

يعد الفقر هو أكثر الآفات الاجتماعية حدة من حيث آثاره الضارة وانعكاساته السلبية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. ومن هذه الآثار والانعكاسات، تفشي الأمراض الاجتماعية مثل الجريمة، والتسول، والتشرد، وانحراف الأحداث وتعاطي المخدرات وتداولها. كما يؤدي للفقر إلى انخفاض المستوى التعليمي والثقافي. وانخفاض المستوى الصحي. ويؤدي إلى ضعف المشاركة الاجتماعية في الحياة العامة بشكل عام وفي الحياة السياسي بشكل خاص. وللفقر انعكاسات سلبية على وضع المرأة والأطفال. وفي حقيقة الأمر الفقر قنبلة اجتماعية موقوتة حيث ترافقه مظاهر اجتماعية سلبية كضعف العدالة الاجتماعية، وانتشار الفساد، وقصور الخدمات الاجتماعية.. الخ.

إن التدخل في كافة الميادين لتحسين معيشة أعضاء الأسرة وكبار السن والمعوقين والأطفال، من خلال السياسة الاجتماعية، التي تهدف للتنمية والحماية الاجتماعية، والاقتناع بقيمة الاستثمار في كافة أشكال تدخل السياسة الاجتماعية كي يصبح النمو الاقتصادي مستداماً في المجتمع، ومن خلال تدابير سياسة التنمية البشرية الشاملة، لتحقيق التضامن والمساواة الاجتماعية، كي تكون لها الآثار والمنافع الاقتصادية في كافة جوانب الشرائح الاجتماعية المختلفة والمدن والقرى، ولتحقيق التماسك والتكامل الاجتماعي، من خلال إجراء سياسات التنمية الاجتماعية نحو الشمولية الاجتماعية.

  البعد البيئي:

البعد البيئي هو بمثابة رصيد من الموارد المادية والاجتماعية المتاحة في وقت ما وفي مكان ما لإشباع حاجات وتطلعات الإنسان. ولقد اهتم الإنسان المعاصر بالبعد البيئي نظراً لأهمية التفاعلات المختلفة بين أنشطة التنمية والبيئة. والتفاعل بين الحياة والبيئة. ومحاولة السيطرة على البيئة بهدف وقاية المجتمعات من التأثيرات الضارة، وفي نفس الوقت الحفاظ على البيئة من الأنشطة البشرية ذات التأثير الضار، وبتحسين نوعية البيئة لتناسب الحياة الإنسانية.
يشير مفهوم البيئة في العصر الحديث إلى: الطبيعة بمكوناتها جميعاً من الإنسان والكائنات الحية الأخرى، الحيوانية والنباتية، وموئلها في الطبيعة. فالبيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان، ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء ودواء وكساء ومأوى ويمارس فيها علاقاته مع كل مكونات البيئة. فيعيش الإنسان في البيئة ويتعامل مع مكوناتها، ويؤثر فيها ويتأثر بها، محاولاً توفير حاجاته الضرورية لبقائه واستمراره.
ودرج الإنسان على استغلال البيئة بصورة غير واعية، ولهذا وجب التصالح بين البيئة والإنسان. فبتقدم العلوم وبالتقدم التكنولوجي والمعارف المختلفة، كان التحضر والانتقال من حياة البداوة إلى التمدين، ومن مرحلة الصيد إلى مرحلة الزراعة، ثم استخدام مصادر الطاقة، ثم التحول من الصناعات اليدوية إلى الصناعات الآلية، ثم السيطرة على الطاقة والانطلاق بها إلى المجال النووي، ثم الفضاء، وأمكن التعرف على حركات الرياح والتنبؤ بظروف الجو، واستخدام كل هذا لدفع عجلة التنمية الزراعية والصناعية زاد من تلوث الهواء والماء والتربة والغذاء وجميع العناصر المكونة لبيئة الإنسان، لهذا وجب معرفة ماهية البيئة ومعرفة كيفية حمايتها، لحماية الإنسان نفسه، فالتلوث أصبح يهدد حياته، ويهدد جميع العناصر البيئية من نبات وحيوان وإنسان، والعناصر الطبيعية غير الحية، مما أدى إلى اختلال التوازن بين عناصر البيئة المختلفة.
ولقد أدرج البعد البيئي في عدة مشاريع محلية وعالمية ضمن استراتيجيات مكافحة الفقر. حيث يعتبر الفقر وجهة عاكسة لصور التمايز الاجتماعي وعدم المساواة، وانعدام العدالة. ويعد الفقراء الأكثر ارتباطاً بالبيئة حيث تمثل خصوصاً في المناطق الريفية مورد رزقهم ومنبع احتياجاتهم. والفقر هو المستوى المعيشي المنخفض بالاحتياجات الصحية والمعنوية المتصلة بالاحترام الذاتي للفرد أو مجموعة من الأفراد. والحقيقة إن الفقر هو أحد الأسباب المحدثة للتدهور البيئي خاصة إذا تزايدت احتياجات الفقراء متجاوزة قدرة الموارد البيئية المتاحة، حيث لا تسمح ولا تهيأ لها إمكانية التجدد. وتمثل البيئة الوعاء الشامل لعناصر الثروة الطبيعية وللعنصر الصناعي الذي يتكون من مجموعة النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإدارية. وعلاقة الإنسان بالبيئة علاقة متبادلة الأثر والتأثر. لأن البيئة هي الإطار العام الذي يمارس فيه الإنسان نشاطه اليومي، وهي المصدر الذي يحصل منه الإنسان على مقومات حياته.

عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك

 ولكم كل التقدير والاحترام

وسلام الله عليكم جميعا

وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة

انتظرونا قريباً

== القادم أجمل ==