الحراك والتغير الاجتماعي
الحراك الاجتماعي
=======
ماهية الحراك الاجتماعي
الحراك الاجتماعي بشكل عام هو:
الانتقال من شريحة أو فئة اجتماعية إلى شريحة أو فئة اجتماعية أخرى. ففي حالة الانتقال من مهنة إلى مهنة أخرى يكون انتقالاً أفقياً، أما إذا حدث الانتقال من شريحة إلى أخرى كان انتقالاً رأسياُ، وقد يكون الانتقال على شكل حركة بين تجمعات تقع على مستوى واحد. ويعد الحراك الاجتماعي الوسيلة والأداة الآمنة التي من خلالها يمكن أن يحقق الأفراد طموحاتهم ويلبون رغباتهم أثناء الانتقال الذي يمكن أن يحدث للفرد في سلم المستويات أو الطبقات أو الأوضاع الاجتماعية نتيجة لما توفره وتهيئه قدراته واستعداداته وجهده الذاتي أو المكتسبات التي يحصل عليها بفضل انتماءاته العائلية أو المهنية. وبمعنى أكثر دقة نجد أن الحراك الاجتماعي يعبر عن إمكانية تحرك الأشخاص أو الجماعات في هرم التدرج الاجتماعي إلى أسفل أو إلى أعلى الطبقة أو المكانة الاجتماعية. ومع كل هذا فإن الحراك الاجتماعي الحقيقي يعبر عن طاقة وقوة كامنة في المجتمع وتغيره واستجابته لكل التغيرات التي تحدث نتيجة تغير نوع العلاقات الاجتماعية وتقريب الفوارق الطبقية. ومن أهم العوامل التي تساعد على حدوث الحراك الاجتماعي والتي تحدد مداه وتسهاه وتحفزه هي: الهجرة والتعليم والتقدم التكنولوجي والتحولات السياسية. وباختصار شديد الحراك الاجتماعي هو عمل هدفه إحداث تغيير في المجتمع، فهو سمة ملازمة للمجتمعات البشرية لأن واقع تلك المجتمعات يميزها بالتفاعل المستمر والموجه عقلياً ما ينتج عنه علاقات اجتماعية تؤسس إلى تكون نظم اجتماعية وأنساق اجتماعية تسمى البناء الاجتماعي، وما ينتج عن ذلك من حراك اجتماعي يتوزع تبعاً له أفراد المجتمع على مرتبة أو منزلة أو مواضع اجتماعية مختلفة وبالتالي تتباين الأدوار والوظائف الاجتماعية بينهم. حيث لا يخلو مجتمع ما من تحرك الأفراد والجماعات من مركز اجتماعي إلى مركز اجتماعي آخر، عدا تلك المجتمعات المغلقة التي يقل فيها الحراك الاجتماعي إلى أدنى مستوياته.الحراك الاجتماعي المثالي:
هو الحراك
الاجتماعي للأفراد داخل المجتمع الذي يفترض أن هذا المجتمع مفتوحاً بحيث يهيأ
وييسر للأفراد قدر من السهولة دون وجود أسقف أو جدران مانعة، وقدر من الحركة
بحرية من خلال الفرص المتاحة للانتقال إما أفقياً ما بين أجزاء المجتمع الجغرافية،
وإما بالانتقال عمودياً على السلم الاجتماعي، ما بين الوظائف والشرائح الاجتماعية،
هذا المجتمع يفرز أوليات مؤسسية مركبة ينتقل الفرد عن طريقها من موقع اجتماعي أصلي
منطلقاً إلى موقع اجتماعي يصل إليه مرتقياً طالما يمتلك من القدرات والكفاءات التي
تؤهله لذلك، وعلى قدر ما يبذل من جهد. فهذا الحراك الاجتماعي في نمطه المثالي
يدل على حركات الأفراد أو الوحدات العائلية داخل منظومة الفئات الاجتماعيّة –
المهنية / أو داخل منظومة الطبقات الاجتماعية. وهذا مؤشر على أن هذا المجتمع يقدر
الأفراد في ضوء مكانتهم المكتسبة وليست الموروثة. ومؤشر على أنه توجد حالة من العدالة المحققة في توزيع
القيم والفرص. وهذا النموذج المثالي للحراك الاجتماعي الذي يشترط أن يكون المجتمع
مفتوحاً، صعب المنال في الواقع لأن ظروف الحياة الاجتماعية تفرض صوراً من الكبح
والاستبعاد وعدم المساواة.
التغير الاجتماعي
===========
ماهية التغير الاجتماعي:
التغير
الاجتماعي هو كل تحول يحدث في بناء أو وظيفة النظم والأنساق والأجهزة
الاجتماعية خلال فترة زمنية محددة. وقد يحدث التغير في فترة زمنية معينة وبشكل
سريع، أو قد تستغرق كل التاريخ الحضاري للإنسانية. لأن التغير في حد ذاته سمة من
سمات الإنسانية، وهو ظاهرة طبيعية تخضع لها جميع مظاهر الكون. أما التغير
الاجتماعي فمعناه القدرة على فصل العلاقات المتغيرة عن تلك التي تتغير ببطء شديد
أو ثابت تماماً، مما يعني أنه تغير في العلاقات والبناء الاجتماعي، وهو رابطة من
العلاقات الحاضرة، ولهذا فإن أي تغير في العلاقات يؤثر على البناء الاجتماعي في
مجمله وفي تفصيلاته، وفي شكل النظام الاجتماعي. وخلاصة القول أن التغير الاجتماعي
هو كل تحول يحدث في البناء الاجتماعي، والمراكز والأدوار الاجتماعية، وفي النظم
والأنساق والأجهزة الاجتماعية خلال فترة زمنية معينة. كما أنه ظاهرة عامة واضحة وله هدف لأنه يتصف بالديمومة والاستمرارية التي تساعد المجتمع على
الانتقال إلى حالة أفضل من حيث القدرة الإنتاجية والسيطرة على الطبيعة والارتقاء
ثقافياً ويساعد على التقدم الاجتماعي فهو كل صورة أفضل من سابقتها من صور
المجتمعات عبر مراحل النمو والتطور والرقي للمجتمعات. أما المفهوم المطلق للتغير
الاجتماعي فهو التحول أو التبدل الذي يطرأ على البناء الاجتماعي متضمناً تبدل
النظام الاجتماعي والأدوار وقواعد الضبط الاجتماعي سلباً وإيجاباً. ولا يحدث دون
سبب يحركه ويدفعه إلى الأمام.
التغير الاجتماعي والأنشطة الاجتماعية:
التغير
الاجتماعي يحدث، حينما تميل الحياة الاجتماعية والمواقف اليومية إلى أن تكون نمطية
متفق عليها، حتى تدخل التجديدات في إطار الحياة الاجتماعية والثقافية، فحينها يحدث
نوع من الاضطراب والخلل في توازن النظام الاجتماعي، ثم يحدث بعض التغيرات
الاجتماعية. فالتغير الذي يحدث في البيئة
الطبيعية والجماعات الإنسانية والثقافية السائدة والمظاهر النفسية للأفراد، ينتج
عن كل هذا تغير في المواقف الاجتماعية. لذا
فإن التغير في أي من تلك العوامل يستدعى تغيرات توافقية في الأنساق الاجتماعية المرتبطة
بالسلوك الاجتماعي بداية من مرحلة الإحساس إلى مرحلة الاهتمام إلى مرحلة التقييم
إلى مرحلة المحاولة ثم أخيـرا إلى مرحلة التبني للمواضيع الجديدة واعتمادها لتأخذ
مكانة المواضيع السائدة.فالتغير
الاجتماعي حقيقة متأصلة في طبيعة المجتمعات، حيث يرث كل جيل عن الجيل الذي سبقه،الجوانب
الثقافية والتراث الاجتماعي ويضيف إليها تارة ويعدلها تارة أخرى بحيث ينتهي تعاقب
الأجيال إلى تغير المجتمع الإنساني في الكثير من الخصائص تمشياً مع الواقع
الاجتماعي. ويشير التغير الاجتماعي إلى الأوضاع الجديدة التي تطرأ على البناء
الاجتماعي أو النظم والعادات وأدوات المجتمع نتيجة لقاعدة جديدة تم تشريعها لضبط
السلوك، أو نتيجة لغير بناء فرعي أو جانب من جوانب الوجود الاجتماعي أو البيئة
الاجتماعية أو الطبيعية. التغير ظاهرة تشمل كل مرافق الحياة.
مصادر وعوامل التغير الاجتماعي:
للتغير مصادر كثيرة ومتعددة، كالبيئة الجغرافية والتكنولوجيات والأفكار والتجديد الثقافي والفعل الإنساني. وأسباب التغير فهي أسباب داخلية، وأسباب خارجية، وأسباب مختلطة. فعوامل لتغير الاجتماعي هي: العامل الأول هو العامل البيئي المتمثل في المناخ والموقع الجغرافي والثروات الطبيعية والكوارث. وعامل آخر هو جميع الاستعدادات التي تعين المرء على الحياة والتي تعمل تحت تأثير الظروف البيئية والاجتماعية والثقافية. وكذلك العامل السكاني وهو العلاقة بين عدد السكان ومستوى المعيشة مما يولد انعكاسات على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والعلاقة التي بين حجم السكان والعمالة والبطالة ومستوى الأجور والمعيشة واستعمال الآلات بما يؤثر في الأفراد وفي البنية الاجتماعية للمجتمعات البشرية. وكذلك العامل التكنولوجي من اختراعات وابتكارات واكتشافات علمية وتقدم .. وغيره مما يؤثر على الأساليب الفكرية للناس وسلوكهم وعلاقاتهم الاجتماعية. وأيضاً العامل الفكري حيث يؤثر تعدد المذاهب الفكرية في المجتمع في أساليب حياة أفراده. وأيضاً العامل الاقتصادي الذي يشمل جميع النواحي المادية التي تحيط بالمجتمع، والبناء الاقتصادي مسئول عن كل التطورات والأحداث التاريخية وعن توجه عمليات التغيير الاجتماعي في المجتمع. كما أن مسارات التغير يمكن أن تكون أحادية الخط أو دائرية، تكرارية. ويمكن توقع حدوث بعضها، كما يصعب توقع حدوث البعض الآخر منها، لأنها تكون في إحدى مراحل تطورها، مولدة لمطلب التجدد. ومصادر
التغير الاجتماعي اثنان هما: المصدر الداخلي، الذي يكون نابعًا من داخل النسق
الاجتماعي وإطار المجتمع نفسه، أي أنه يكون نتيجة للتفاعلات التي تتم داخل المجتمع.
وهناك المصدر الخارجي، الذي يأتي من خارج المجتمع نتيجة اتصال المجتمع بغيره من
المجتمعات الأخرى.
من أمثلة التغير الاجتماعي:
التغير
من النمط الإقطاعي في المجتمع إلى النمط الرأسمالي أو الاشتراكي والأخلاق المرتبطة
بكل منهم التغير من النظام الديكتاتوري إلى الديمقراطي أو الملكي، أو في شكل
الأسرة من ممتدة إلى نووية أو من وحدانية الزوجة إلى تعدد الزوجات، التغير في
الأدوار الاجتماعية ومراكز الأشخاص في مؤسسات المجتمع ، التغير في أساليب الحياة
القديمة إلى أشكال حديثة ولها العديد من الأمثلة التي تتضح بالملاحظة والمقارنة في
حالتين سابقة وحالية.
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
ولكم كل التقدير
والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول
أيّ موضوع بأفكار ورؤى جديدة
انتظرونا قريباً
==
القادم أجمل ==
الحراك والتغير الاجتماعي
Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat
on
11/24/2016
Rating:

ليست هناك تعليقات: