Top Ad unit 728 × 90

News

recent

طبيعة الاتجاهات وخصائصها


الاتجاهات وعلاقتها بالأفكار والمفاهيم والتفكير والشعور

طبيعة الاتجاهات وخصائص الاتجاهات


الاتجاهات وعلاقتها بالأفكار والمفاهيم والتفكير والشعور:

================
الاتجاه هو أسلوب منظم متسق في التفكير والشعور ورد الفعل تجاه الناس والجماعات والقضايا الاجتماعية،أو تجاه أي حدث في البيئة بصورة عامة. والمكونات الرئيسية للاتجاهات هي الأفكار، والمعتقدات، والمشاعر أو الانفعالات، والنزعات إلى رد الفعل. فالاتجاه قد يتشكل عندما تترابط هذه المكونات إلى حد أن ترتبط هذه المشاعر المحددة والنزعات إلى رد الفعل بصورة متسقة مع موضوع الاتجاه. فالاتجاهات تعبر عن الأفكار والمفاهيم التي لها أبعاد متعددة بسبب تفاعل عدة عوامل مع بعضها في آن واحد. فمن طبيعة الاتجاه أنه يعبر عن استعداد أو ميل الفرد ونزعته للاستجابة بطريقة ما (سلبية/إيجابية)، كما أنه يعبر عن توجه الفرد نحو موضوع ما أو ضده (فهو يتضمن مدى من القبول/الرفض)، وغالباً ما يأخذ الاتجاه شكل الثبات النسبي في سلوك الفرد. وتميل الاتجاهات إلى مقاومة التغير.

طبيعة الاتجاهات:

================
الاتجاهات من طبيعتها أنها تتأثر بالعوامل البيئية التي يعيش فيها الفرد، فكل إنسان له اتجاه ورغبة تحرك سلوكه في كل مواقف حياته. وتتكون اتجاهاته عن طريق الخبرات الانفعالية المختلفة، واتجاهات الفرد تتكون وتنمو مع نموه، فتنظم له بشكل مستمر كل العمليات الانفعالية و الإدراكية و المعرفية حول بعض النواحي الموجودة في المحيط الذي يعيش فيه.
وتنشأ اتجاهاتنا خلال التعامل مع بيئاتنا الاجتماعية والتوافق معها وبمجرد تكون الاتجاهات فإنها تضفي النظام على أسلوب ردود أفعالنا وتيسر التوافق الاجتماعي، من خلال تكوين فرض أو متغير كامن ومتوسط يقع بين المثير والاستجابة، ومن خلال الاستعداد النفسي أو التهيؤ العكسي العصبي المتعلم للاستجابة الموجبة أو السالبة نحو أشخاص أو أشياء أو مواضيع أو مواقف أو رموز في البيئة التي تستثير هذه الاستجابة ويتكون الاتجاه بالخبرة نتيجة احتكاك الفرد ببيئته وهذا الاستعداد إما أن يكون وقتي أو قد يكون مستمر.
وفي مراحل نمو الاتجاه، يمكن أن تعدل مكوناته من إجراء التجارب الجديدة. ولكن في مرحلة تالية قد تصبح الاتجاهات غير مرنة ونمطية، وذلك لأننا قد تشجعنا مع مرور فترات زمنية طويلة على رد الفعل تجاه أحداث وجماعات معينة بصورة مقننة. حيث تكون اتجاهات الأفراد نحو ما يواجهونه في الحياة لا تكون بنوع واحد أو شكل واحد بل تكون بأشكال وأنواع مختلفة.
ومع رسوخ الاتجاه في الثبات نصبح أكثر استعداداً لتصنيف الأشخاص أو الأحداث إلى فئات طبق أنماط فكرية ذات صبغة انفعالية بحيث لا نعود قادرين على التعرف على الصور الفردية أو النادرة. وتقلل الاتجاهات الثابتة أو المتحيزة من الثراء الكامن في بيئاتنا وتقيد من ردود أفعالنا. ولسنا على وعي كامل بكل اتجاهاتنا ولا نعي التأثير الضخم الذي تمارسه على سلوكنا الاجتماعي. ولكن إذا حللنا أنفسنا بعمق أكثـر نستطيع أن نتعلَم الكشف عن وظيفة الاتجاهات المنتقاة القوية. ومن خلال نظرة عاجلة وسريعة جداً لبواطن أي ما تحتوي عليه وظيفة الاتجاهات في أنفسنا يمكننا أن نصبح أكثر حساسية نحو اتجاهات الآخرين.
وفي الحقيقة، فنحن نبذل الكثير من الطاقة في التفاعل الاجتماعي محاولين التحقق من اتجاهات الآخرين. لكن الناس لا يكشفون عن اتجاهاتهم بصورة واضحة وهم يتعلمون من خلال التجربة الاجتماعية أن يخفوا اتجاهات معينة عن معارفهم العرضيين، أو حتى عن أصدقائهم المقربين. ولأن هذا يبدو كما لو كان استراتيجية نمطية فقد استخدمنا مصطلح النزعة لرد الفعل بدلاً من رد الفعل للمكوَن الثالث من مكوَنات الاتجاهات كي نشير إلى أن الاتجاهات لا يُعبَر عنها بصورة علنية بالضرورة. ونتيجة لهذا، غالباً ما يتوقف النجاح في التفاعل الاجتماعي على مهارة الفرد في استنتاج أفكار ومشاعر، ونزعات رد الفعل عند الآخرين، وذلك من خلال إشارات سلوكية دقيقة.
ومن الخواص الإنسانية الشائعة أن نكون الاستنتاجات عن اتجاهات الآخرين ثم ننظم تصرفاتنا طبقاً لها. فقد نستخلص، مثلاً، من عينات محدودة وصغيرة من سلوك شخص آخر أنه متحرر، أو متفاهم، أو غير متحيز، ثم يكون رد فعلنا تجاهه بالأسلوب الذي نعتقد أنه ملائم. وعلى الرغم من أننا جميعاً نقوم بهذه الاستنتاجات إلا أننا نختلف في قدرتنا على الاستنتاج بصورة دقيقة.
فالشخص الحساس اجتماعياً ماهر في استنتاجاته، إلا أن بعضنا في الواقع حساسون جداً لاتجاهات الآخرين إلى درجة أنهم يفقدون القدرة على التفاعل الاجتماعي. ومن ناحية أخرى، فإن الشخص المرتبك اجتماعياً غالباً ما يخطئ أو يسئ فهم الإشارات المتاحة ويستخلص استنتاجات غير صحيحة عن اتجاهات شخص آخر وذلك لأن اتجاهاته هو تتداخل، فيفترض خطأ أن الآخرين يشاركونه تحيزه الخاص. ولكن حتى الشخص المرتبك اجتماعياً يستطيع تعلم التعرف على اتساق طرق ردود فعل شخصي آخر ويستطيع استخلاص استنتاجات موثوق بها عن اتجاهاته. فهو يستطيع، مثلاً، أن ينتفع بتجاربه مع أصدقائه. والأصدقاء الحميمين الذين يتناقشون بلا حرج في خلافات الأفكار والمشاعر التي تتعلق بالمواضيع الهامة المشتركة يُعلِمونَ بعضهم البعض كيفية إجراء تقديرات أكثر دقة لاتجاهاتهم.

الاتجاهات لها ثلاثة أجزاء رئيسية هي:

1) الجزء العاطفي، وهو أسلوب شعوري عام يؤثر في استجابة أو قبول موضوع الاتجاه أو رفضه وقد يكون هذا الشعور غير منطقي.
2) والجزء السلوكي، وهو نزعة الفرد للسلوك وفق أنماط معينة.
3) والجزء الإدراكي و المعرفي، وهو المعلومات أو الحقائق التي يدركها الفرد ويعززها حول موضوع الاتجاه.

خصائص الاتجاهات متنوعة ومتعددة

==============   

للاتجاهات خصائص متنوعة ومتعددة، تميزها عن غيرها من المتغيـرات والظواهر الأخرى، من أهمها:

1) إن الاتجاهات قد تكون مركزيه: وهى التي تمثل البناء الأساسي للآراء والمعتقدات، وتعبـر عن ألنظره التي يكونها الفرد عن الواقع. فهي مرآة عاكسة لواقع توجه كل ما يوجد داخل ذلك الفرد من وجهات نظر خاصة به ومدى استثارته نحو موضوع معين، فهي حاله داخليه جسميه أو نفسيه تثير السلوك في ظروف معينه وتواصله حتى ينتهي إلى غاية معينه، فهي الاتجاهات التي يكونها الفرد والتي تعبر عن مكونات عقله عن الواقع.
2) الاتجاهات قد تكون محيطيه : وترتبط بالأحداث الأقل أهميه لدى الأفراد والتي لا تربطهم بها علاقة وطيدة، وهى اتجاهات ضعيفة، وتكتسب تحت تأثير إيحاء ضعيف من الإعلام أو الأشخاص، وهى اتجاهات من السهل إن يتخلى عنها الفرد نظراً لضعف شدتها، كما أنها تكتسب حول مواضيع أو مواقف بيئية ثانوية وقيمتها ضعيفة لدى الأفراد.
3) إن الاتجاهات بناءً على كيفية تكوينها: تكون مكتسبه ومتعلمة وليست فطريه ولا وراثية ولا يولد بها الفرد، ولكن يكتسبها الفرد خلال حياته، نتيجة لما يعرف من خبـرات عديدة، وتأتى من تفاعل الفرد بكل ما عنده مع محيطه بكل ما فيه ومن الخبـرات الناجمة عن هذا التفاعل، ويدخل في هذه الخبـرات المشاعر والانفعالية التي ترافقها وتكون جزءاً منها، أي أنها تحتاج خبـرة الفرد في وسطه الاجتماعي، بناءاً على نوع التنشئة ألاجتماعيه التي تلقاها، وما يتعرض له الفرد من مؤثرات وخبرات، ومن هذه الزاوية يكون النظر إلى تكون الاتجاهات لدى الفرد مع نموه والنظر إلى التفاوت بين الأفراد في اتجاهاتهم، وأن كان موضوع الاتجاه واحداً، والتي تهدف قبل كل شيء إلى الاحتفاظ بما هو قائم ومنظم أي الاستمرار، وقد يكون لها هدف آخر أي الحصول على استجابات جديدة حسب تخطيط معين ومن هنا غالباً ما تأتى اتجاهات الأفراد مطابقة أو متقاربة مع اتجاهات المجتمع إلا في حالات خاصة بالنسبة للأفراد، كمرحلة المراهقة، وفى حالات المصلحين السياسيين أو الدينيين أو الاجتماعيين، وكذلك في ألحاله الخاصة بالمجتمعات التي تمر بمراحل انتقالية أو أنها تعيش وضعاً من فقدان التنظيم الطبيعي أو القانوني، حيث لا تكون هناك ضوابط معروفه لتكوين الاتجاهات أو في التعاملات البينية، بسبب فقدان الخطة أو انعدام الثقة أو الشك، فهي حالة من الاضطرابات واختلال النظام والشك وعدم اليقين وبذلك تنهار المعايير والقواعد الاجتماعية التي تحكم السلوك فيضعف التماسك الاجتماعي.
4) إن الاتجاه يمثل: علاقة بين ذات الشخص وبين مواضيع محدده، فليس هناك ما يتكون من فراغ، وإنما يتكون الاتجاه نحو مواضيع متجسدة في أشخاص أو نظم معينه أو أشياء، فهي تتضمن دائماً علاقة بين الفرد وموضوع الاتجاه، فيكون ذاتياً مرتبطاً بالفرد، حيث الاتجاهات يكون لها بناء نفسي لا يخضع للملاحظة مباشرةً وهو أيضاً عقلي، إضافة لوجود قابليه من الناحية ألعصبيه لدى الأفراد لإصدار السلوك المعبـر عن اتجاهاتهم، ومن خلال مختلف الدوافع والميول ومستوى الذكاء والشخصية.
5) تتكون الاتجاهات وترتبط بالآتي: إن الاتجاه لا يتكون بالنسبة للحقائق الثابتة ألمقرره بل يكون دائماً حول مواضيع مثيره للجدل والنقاش أو موضوع خلاف في الرأي، فالاتجاهات تتكون وترتبط بمثيـرات ومواقف اجتماعيه، كالحاجات ألماديه والثقافية وكذلك ألحاجه للاستقرار والتقدير والاندماج في جماعه معينه، ويشترك عدد من الأفراد والجماعات فيها، فالاتجاهات ألموضوعيه مرتبطة بالبيئة، في كونها تقدم المثير لإثارة اتجاهات الأفراد فيشكل الوعي لهم نحو موضوع الاتجاه، فهنا البيئة تقدم المثير إضافة إلى أنها تمكن من ملاحظة ما يمكن تسميته بالوجه الخارجي للاتجاه، وهو سلوك الأفراد نحو موضوع الاتجاه من ناحية، ومن ناحية أخرى أي مثيـر آخر والذي يمكننا من رؤية التأهب والاستعداد الذي يكون لدى هؤلاء الأفراد، في شكل قدرات كامنة قابله للتعبير عنها من خلال الفرد بطريقة رسمية.
6) يتصف الاتجاه بالآتي: إن الاتجاه ليس عابراً أو عارضا، دائماً يتصف بالاستمرار النسبي إنه حيوي ومستمر ومتطور فهو يستقل ويستمر بعد أن يتكون، ولكن من الممكن تعديله أو تغييـره تحت ظروف معينه، ولكن يستغرق فتـره طويلة، فالاتجاه يحرك سلوك الفرد نحو المواضيع التي انتظم حولها، والاتجاهات تتعدد وتختلف حسب المثيـرات التي ترتبط بها، ويحدد سلوك الفرد وأقواله وأفعاله ويفسرهم، والاتجاهات قابله للقياس بأساليب وأدوات مختلفة ويمكن ملاحظتها والتنبؤ بها.
7) قد يكون الاتجاه سلبي أو محايد، وقد يكون قوياً أو ضعيفا، نحو شيء أو موضوع معين، فتكون الاتجاهات موجبه أي معبره أو متطابقة مع موضوع الاتجاه، وقد تكون سالبه في ألحاله التي يكون فيها الفرد ضد موضوع الاتجاه ويعبر عن كرهه له، ويكون الاتجاه قوياً وذلك من خلال التماسك بين مكوناته والتعبير السلوكي الفعلي عنه، وتختلف الاتجاهات في شدة قوتها، فقد يكون لدى فردين نفس الاتجاه ولكن بدرجات متفاوتة ألشده، والاتجاه قد يكون ضعيفاً فنجد الفرد رغم أنه يحمل اتجاها نحو موضوع ما إلا أن سلوكياته نحوه تكون متناقضة أو أن آرائه تكون متذبذبة، وهو ما يسهل عملية تبديل الاتجاه وتغييره.
8) وضوح وغموض الاتجاهات: الاتجاهات تتفاوت في درجات وضوحها وجلائها، فمنها ما هو واضح المعالم، ومنها ما هو غامض المعالم، فنجد محتوى الاتجاهات الذاتية يغلب عليها غموض المعالم أكثـر من ألموضوعيه، فالاتجاهات تتكون حول مواضيع مثيره للجدل والنقاش أو موضوع خلاف في الرأي، ونظراً للتفاوت بين الأفراد في القدرات ألعقليه والثقافية والانفعالية والعاطفية ودرجات الجمود والمرونة واختلافهم في طرق التعبير عن اتجاهاتهم وكل المحتوى التكويني للأفراد في الحكم على مختلف المواضيع، فإنه تتفاوت اتجاهاتهم في درجات الوضوح والغموض نحو موضوع الاتجاه.
9) الاتجاهات ذات طبيعة تقويميه: حيث تعبـر عن درجة قبول أو رفض الفرد لشيء ما، وتحدد مدى قدرة الفرد على ألمساهمه في حل المشكلات والتصدي لها، والاتجاهات تعبر عن مكونات ألخبـره، كما تعتبر منابع الطاقة الحقيقية ألموجهه لسلوك الفرد، فالاتجاهات وسيله للتنبؤ بالسلوك، وفهم الظواهر ألنفسيه والاجتماعية، حتى يمكن معالجتها على أسس سليمة، لتنمية الاتجاهات الإيجابية الرشيدة والمرغوب فيها، وإضعاف الاتجاهات غير المرغوب فيها، فالاتجاه فيه تقويماً بمعنى منح قيمه ما من الشخص لموضوع ما.
10) تكون اتجاهاتنا موجهة نحو شيء ما: سواء كان مادياً أو غيـر مادي، ويعرف باسم موضوع الاتجاهات، فالاتجاه متخصص، أي إن لكل اتجاه موضوعه الخاص به، إن اتجاه الفرد يظهر في أنماط السلوك المتصلة بموضوع الاتجاه والصادرة عن ذلك الفرد، إن تلك الأنماط من السلوك مترابطة ومتجهة نحو موضوع واحد في الأصل، إن الاتجاه يعبر عن نظام تأتلف فيه أنماط من السلوك وتقدم مجتمعه دلاله على وجه التفضيل في الاتجاه، فالاتجاه محوري حيث ينطوي على نوع من التحيز الشخصي الموجه نحو شيء ما.
11) الاتجاهات المتشابهة: توجد درجه من الترابط بين الاتجاهات المتشابهة، بحيث يمكن القول بوجود حزم من الاتجاهات، باعتباره إدراك الفرد ومشاعره القوية نحو مجتمعه ونحو المواقف والمواضيع، من خلال احتكاكه وتفاعله، فيكون حزم من الاتجاهات المترابطة، التي تنظم عن طريق خبراته التي تتعلق بتلك الأشياء أو الأحداث أو القضايا المتشابهة، حيث توجد درجه من الترابط بين الاتجاهات ذات المحور المشترك أو الموضوع الواحد، وهو ما يسمى أحياناً بعمومية الاتجاه.
12) الاتجاهات والجمود: تتميـز الاتجاهات بدرجه من الجمود، نتيجة لما حققته من تدعيم وإشباع في تاريخ حياة الفرد ألسابقه، وما تؤديه من وظائف في حياته، وهى تنشأ حول مواضيع ومواقف بيئية وتظل ثابتة لدى معتنقيها من الإفراد ويصعب تغييرها، مثل الاتجاهات التي تنشأ حول بعض المعتقدات ألشعبيه، فالاتجاهات ثابتة نسبياً، ويبدو هذا الثبات في استمرارية الاتجاه لدى الفرد لسنوات من حياته بعد تكون الاتجاه، ويظهر هذا الثبات واضحاً في أعمال ذلك الفرد المتصلة بموضوع الاتجاه وفى إدراكه للعالم من حوله.
13) اتجــاهـــات الفـــرد: إن الاتجاهات هي التمثيل النفسي في داخل الفرد لآثار المجتمع والثقافة، فالفرد يكتسب من مجتمعه العادات والتقاليد والقيم والرغبات وأنماط ثقافية تكون غالباً في مجتمعه للاتجاهات المناسبة نحو ألأنشطه وبعض الأفراد الآخرين، فكل هذا يشير إلى العلاقة الحيوية المستمرة المتطورة بين الفرد وبيئته وتشمل العوامل والحالات المختلفة الفطرية منها والمكتسبة ألداخليه والخارجية المتعلمة وغير المتعلمة وغيرها، التي تعمل على بدء وتوجيه واستمرار السلوك حتى يتحقق هدف ما، فتتفاوت الاتجاهات في درجة استعدادها للاستثارة، فبعضها يمكن استثارته بسهوله عن غيرها، فالاتجاه متغيـر أو متحول، أي أنه ينطوي على درجات متفاوتة في شدة التفضيل الإيجابي ودرجات في عدم التفضيل أي التفضيل السلبي، ويرجع ذلك لتفاوت درجات الدوافع ألنفسيه والاجتماعية والتفضيل وانعكاسات السمات ألشخصية (الضبط/السيطرة/الاجتماعية/الهدوء/ قابلية الاستثارة/العدوانية/ألعصبيه/ الحزن/ الانكسار /الهم) داخل الفرد. فالاتجاهات نوع من أنواع الدوافع الاجتماعية المهيأة للسلوك، فهي تمثل القوى التي تحرك الفرد وتثيره لممارسة نشاط ما والاستمرار في ممارسته بصوره منتظمة، والاستجابة بطرق خاصة حيال مواضيع خاصة، فتتفاوت الاتجاهات حسب تفاوت درجات الاستثارة.
14) أبعاد الاتجاهات: الاتجاهات لها ثلاثة أبعاد، فلها أبعاد معرفيه عقليه التي تتضمن الحقائق والمعلومات والأفكار والمعتقدات والقيم وهو يتمثل في كل معلومات الفرد أو معتقداته عن موضوع الاتجاه، ولها أبعاد وجدانيه وهى مجموعه من الخبـرات ألوجدانيه التي تتضمن درجات الانفعال والعواطف والمشاعر والاستعدادات لدى الفرد، والاتجاه الوجداني يعبـر عن انجذاب الفرد أو نفوره من موضوع الاتجاه، والاتجاهات لها أبعاد سلوكية حركيه التي تتضمن الأداء أو ألنزعه إلى الفعل والأطر ألمرجعيه والمعايير السلوكية التي تناسب المواقف المختلفة فيعبـر البعد السلوكي عن سلوك الفرد الصريح نحو موضوع الاتجاه، ففيها بعد الماضي من حيث تكونها واستمرارها حتى الحاضر والعوامل الموجودة فيه، وفيها بعد المستقبل، ويبدو ذلك واضحاً في استمرارها مستقبلاً وفى إجراءات اعتماد الاتجاهات للتنبؤ بما يمكن أن يفعله صاحبها إذا واجهته ظروف معينه تتصل بموضوع تلك الاتجاهات، وفيها بعد الحاضر، ويبدو في ظهور الاتجاهات حاضراً، عن طريق أنماط السلوك ألمعبره عنها، حين وجود استثاره معينه ترتبط بموضوعها أو حين تدعو حاجه حاضره إلى ذلك، وتتميز الاتجاهات بالاتساق بين هذه الإبعاد الثلاثة، فتؤثر هذه الأبعاد الثلاثة كل بالأخرى فإذا تغيرت إحداها فإنها يمكن أن تؤثر في هيكل اتجاهات الفرد بشكل عام.
15) الاتجاه والسلوك: الاتجاه حاله من تهيؤ وتأهب عقلي وعصبي، لسلوك يدعو إليه دافع ما أو أكثـر، وتنظم هذه ألحاله خبـرة الفرد ألسابقه، وتقوم بتوجيه استجابات الفرد للمواقف والمثيرات المختلفة، فالاتجاه يبدو على شكل استعداد أو استجابة أو نزوع للقيام بفعل ينطوي على علاقة بين الفرد وموضوع الاتجاه، والاتجاه هو أيضا قوه تتفاعل مع قوة الدافع وتتعاون معه، ويهيئ للفرد ألقدره على اتخاذ القرارات في المواقف المختلفة دون تردد أو خوف، ولهذا فإن الاتجاه يعنى استعداد وتهيؤ وتأهب من قبل الفرد لاتخاذ موقف معين بعداً أو قرباً نحو موضوع الاتجاه، والاتجاهات توضح وجود علاقة بين الفرد وموضوع الاتجاه.
16) محاور الاتجاه: الاتجاه محوري أي مستقطب، فله محوران (مع أو ضد/تفضيل أو لا تفضيل/تحبيذ أو رفض)، ومن هذه الزاوية يقال عن الاتجاه أنه ينطوي على نوع من التحيـز الشخصي، وأن فيه تقويماً أي منح قيمه من الشخص لموضوع الاتجاه، وقد تكون ألقيمه (أي التفضيل) عالية وقد تكون دون ذلك، ومن هذه الزاوية ينظر إلى الاتجاهات على أنها يمكن أن تختلف من حيث شدتها أكانت مع أم كانت ضد، إن هذا التحيـز الشخصي يتحكم فيه المفاهيم والعادات والدوافع والميول والاستعدادات الذهنية والعصبية والنفسية للفرد، وتنظمها خبرته ألشخصيه، وتحكمها أيضاً معتقدات ورأى الفرد، لتوجيه وتحفيـز وتهيئة سلوك الفرد نحو موقف معين أو موضوع معين، والتأهب أو التهيؤ له مستويان إما أن يكون لحظي أي مؤقتاً وإما أن يكون ذا مدى طويل، فالتأهب المؤقت أو اللحظي ينتج من التفاعل اللحظي بين الفرد وموضوع الاتجاه، وأما التهيؤ ذا المدى الطويل يتميـز هذا الاتجاه بالثبات والاستقرار النسبي الذي يتبع بطبيعة الحال تطور الفرد في صراعه مع موضوع الاتجاه نتيجة لتأثره بالمثيرات المتعددة التي تصدر عن اتصاله بموضوع الاتجاه، وبالتالي يكون الرأي الشخصي تعبيـراً عن اتجاهاته حيال موضوع الاتجاهات سواء كان سلباً أو إيجاباً.

أهم خصائص الاتجاهات إجمالاً:

الاتجاه حادث نفسي، ومن هنا فهو لا يخضع للملاحظة مباشرة. كما أنه حالة من التهيؤ والاستعداد أو النزوع للقيام بفعل ينطوي على علاقة بين الشخص وموضوع الاتجاه. كما أن الاتجاه محوري أي أنه مستقطب وله محوران (مع/ضد، تفضيل/أو لا تفضيل، تحبيذ/أو رفض). وأيضاً الاتجاهات متعلمة,ليست موروثة بل هي مكتسبة. كما أن لكل اتجاه موضوعه الخاص به ولذلك فهو متخصص. ومن خصائصه أنه متغير أو متحول بمعنى أنه ينطوي على درجات. ومن خصائصه أنه ثابت نسبياً. وثلاثي الأبعاد من حيث بعد الماضي والحاضر والمستقبل. كما أن الاتجاهات لا تتكون من فراغ وإنما تتضمن علاقة بين فرد وموضوع. وتقع الاتجاهات بين طرفين متقابلين (موجب/سالب)، فتكون الاستجابة (قبول/رفض). 

عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً
طبيعة الاتجاهات وخصائصها Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat on 11/12/2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.