مجتمع ر . م . ماكيفر  و شارلز ه . بدج 
                                 المجتمع من وجهة نظر  ر . م . ماكيفر  و شارلز ه . بدج 

                      مجتمع ر . م . ماكيفر  و شارلز ه . بدج 
              المجتمع من وجهة نظر  ر . م . ماكيفر  و شارلز ه . بدج 

R. community. M . McKeever and Charles e. Budge

 المجتمع

ماهية المجتمع الإنساني:

المجتمع الإنساني هو مجموعة من الأفراد، تربط بينهم علاقات قوية، ومع مرور الزمن تجسدت هذه العلاقات في شكل مجموعة من المؤسسات التي أصبحت في الغالب محمية بواسطة آليات الضبط والنظام. 

ويتكون المجتمع من أفراد وجماعات.المجتمع هو نسق مكون من العرف المنوع والإجراءات المرسومة، ومن السلطة والمعونة المتبادلة، ومن كثير من التجمعات والأقسام، وشتى وجوه ضبط السلوك الإنساني والحريات. 

هذا النسق المعقد الدائم التغير  يسمى المجتمع. إنه نسيج العلاقات الاجتماعية. وأخص صفات المجتمع أنه لا يثبت على حال. ووظيفة المجتمع أن يطلق نشاط الناس وفى الوقت نفسه يحد منه. إنه يضع لهم مقاييس للسلوك عليهم أن يتبعوها وأن يحافظوا عليها. فمن فطرة الناس أو الكائنات الاجتماعية قدرتهم في التعبير عن طبيعتهم بأن يسعوا دائماً وباستمرار إلى خلق نظام هو المجتمع الذي من شأنه أن يوجه سلوكهم وأن يضبطه بوسائل لا حصر لها. 

وأهمية هذا النظام تكمن في أنه شرط ضروري لأسباب الحياة، حتى وإن دلنا التاريخ على وجود نقص واستبداد. أن هذا النظام الذي يسمى المجتمع يعني إجمالاً أنه النمط المتغير للعلاقات الاجتماعية. ومجتمع الإنسان لا يوجد إلا حيثما تسلك الكائنات الاجتماعية فيما بينها سلوكاً يحدده ويوضحه إدراك كل منهم للآخر.

 وهذه العلاقات الاجتماعية شرطها النفسي هو هذا الإدراك المتبادل. وبدون تحقق ذلك الشرط لا توجد العلاقات الاجتماعية التي تربط بين أنساق المجتمع المختلفة، وبالتالي ينعدم الشرط اللازم لقيام المجتمع. كما أن سلامة المجتمع وقوة بنيانه ومدى تقدمه وازدهاره وتماسكه مرتبط بسلامة الصحة النفسية والاجتماعية لأفراده. المجتمع هو شعب له بنية اجتماعية وشبكة من العلاقات والتفاعلات والسلوكيات الإنسانية التي تربط الأفراد بعضهم ببعض وتجعلهم يشعرون بالانتماء إليه في عقولهم ووجدانهم. وأبعاد المجتمع هي البعد التقني، والاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي.

نطاق العلاقات الاجتماعية:

العلاقات الاجتماعية تأتي أهميتها في أنها تعمل على وحدة الجماعة وتدعيمها وتماسكها وتهذيبها. فالعلاقات الاجتماعية هي الروابط والآثار المتبادلة بين الأفراد والمجتمع والتي تتأثر بالوسط الطبيعي، وبالعامل الاقتصادي، وبمجموع من العوامل النفسية، وكل ما يؤثر في حياة الفرد ويغير من صفات إنسانيته، وكذلك كل ما يؤثر في حياة المجتمع ويغير من صفاته. 

والعلاقات الاجتماعية تنشأ من طبيعة  الجماعة واجتماعهم وتبادل مشاعرهم واحتكاكهم ببعضهم البعض، ومن تفاعلهم في بوتقة المجتمع، وتتأثر  بالعوالم الاجتماعية، وهي عالم الأشخاص وعالم الأفكار وعالم الأشياء، المكونة للمجتمع الذي هو كمية من الأفراد تشترك في اتجاه واحد من أجل القيام بوظيفة معينة ذات غاية. فعمل المجتمع هو تركيب هذه العوالم الاجتماعية، بحيث يحقق ناتج هذا التركيب في اتجاهه وفي مداه تطور المجتمع. 

وتمتاز العلاقات الاجتماعية بالتنوع. كما يتصف المجتمع بالتعقد. ومن أمثلة أنواع العلاقات الاجتماعية، كعلاقة الناخب بالمرشح السياسي، أو الأم بطفلها، أو الصديق بالصديق،أو العامل بصاحب العمل.

وهذه العلاقات بعضها علاقات اقتصادية، وبعضها شخصية، وبعضها غير شخصية، وبعضها الآخر ودية أو عدائيه وهكذا. ولكن تعتبر هذه العلاقات كلها اجتماعية ما دامت تقوم على الإدراك المتبادل الناتج عن تفاعلهم معاً.

تعتبر العلاقات الاجتماعية من أهم ضروريات الحياة. لأنه تقوم على التصور المتبادل والشعور بوجود شيء ما أو اعتقاد يشترك فيه جميع أعضاء المجموعة. والإجراء الأول الذي يقوم به المجتمع في طريقة تغيير نفسه مشروط باستكمال هذه الشبكة من العلاقات.

 

والعلاقات الاجتماعية هي تلك الروابط المحددة والمستمرة في وجودها والتي تنشأ وتتبلور من التبادل المستمر للفعل، ورد الفعل بين شخصين أو أكثر في عملية التفاعل الاجتماعي لفترة زمنية كافية في الواقع الاجتماعي، بحيث تتحدد على أساسها نوع وطبيعة العلاقات الناشئة، وتأتي هذه العلاقات في أشكال مختلفة قد تكون مؤقتة. أو طويلة الأمد أو محدودة.

 

ومن أهم هذه العلاقات علاقات الجوار والعلاقات الأسرية. وبغض النظر عما إذا كانت علاقات إيجابية أو سلبية.

 

من بين هذه العلاقات الاجتماعية تلك التي تعبر فقط عن الصراع أو العداء المطلق. على الرغم من كل هذا ، فإن العلاقات الاجتماعية تتضمن مبدأ وهو فكرة المجموعة أو الانتماء معًا إلى جسد واحد.

 

إذا كانت فكرة المجموعة غير موجودة ولا توجد علاقات تعاونية بين الناس ، فمن المستحيل أن يوجد نظام اجتماعي، وبالتالي لا يوجد مجتمع ولا مجتمعات.

انطواء المجتمع على فكرتي المشابهة والمخالفة:

لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية ظروفه الخاصة التي تميزه عن غيره من المجتمعات الأخرى، تلك الظروف المتعلقة بنظامه الاجتماعي والثقافي بوجه عام. كما أن المجتمعات لا تسير على وتيرة واحدة في تغيرها، ولا بطريقة متشابهة مع بعضها. ولقد عرفت المجتمعات بأشكالها المختلفة سواء كانت بدوية أو ريفية أو حضرية الحياة الزوجية والحياة الأسرية. والأسرة. والأسرة على صورة ما، كانت المجتمع الإنساني الأول، فهي نواة المجتمع، وبشكلها البسيط تتكون من الزوج والزوجة والأبناء غير المتزوجين. ويسمى هذا الشكل الأسرة النواة لأنها تتكون من جيلين فقط. أما الأسرة بمفهومها الاجتماعي تعمل على استمرار بقائها ورسوخها واستقرارها عن طريق العلاقات الاجتماعية والثقافية، ومن خلال التعليم والتدريب. وتنظم الأسرة سلوك النشء  وتراقب علاقاته مع غير من أفراد المجتمع. والأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع وهي الوحدة الأساسية في البناء الاجتماعي. والأسرة في المجتمع الإنساني الأول من المؤكد بحق قامت على نوع أولي وجوهري من أنواع العلاقات الاجتماعية هو العلاقات الجنسية التي تتضمن كلاً من المشابهة والمخالفة في الأشخاص الذين يرتبطون بها. وهذا ما يحدث بالفعل في المجتمع مهما تعددت مظاهره. حيث أن المجتمع يقوم على فكرة المشابه الموجودة بين الأفراد الذين يشبه  بعضهم بعضاً في الجسم والعقل، والذين هم داخل نطاق جيرة متقاربة، أو لديهم من الذكاء ما يكفي لتقدير فكرة المجتمع. كما يقوم المجتمع على الحس النوعي. كذلك يقوم المجتمع على فكرة المخالفة كما يعتمد على المشابهة وعلى الأحاسيس المتبادلة. وأما العلاقات الجنسية فموجودة في المجتمع بأشكال مختلفة في جميع النسق الاجتماعية، فهي تشتمل على علاقات تكمل فيها الأشياء المخالفة بعضها بعضاً. ويقع فيها التبادل؛ إذ أن من سمة المجتمع أن يسعى كل عضو من أعضائه للحصول على شيء ما وإعطاء شيء ما في مقابل ما يحصل عليه. وهذا ما يحد في الواقع فعلاً مهما كان النسق الاجتماعي، استغلالياً أو طفيلياً أو غير عادل. ويلعب رب الأسرة المستبد ذو النفوذ دورا يقوم على الأخذ والعطاء في نطاق الأسرة. وتفعل نفس الشيء الطائفة المقفلة الحاكمة في داخل الطبقات الاجتماعية. إنما ندأب على التذكير بما يصدر عن المخالفة من دور التبادل والتكامل في جميع أنماط العلاقات الاجتماعية.

تبعية المخالفة للمشابهة في المجتمع:

إن تقسيم العمل في المجتمع هو في الحقيقة تعاون قبل أن يكون انقساماً، وذلك من حيث إن للناس حاجات متشابهة فإنهم يجتمعون لأداء وظائف متباينة فيما بينها. والرغبة المتشابهة للربح قد تؤدى إلى أن يكوِن بعض الناس شركة تجارية مثلاً. كما أن الرغبة المشتركة في حب الشيء الواحد والحياة المنزلية هما في الغالب الأساس الذي تبنى عليه الأسر والحاجات المتشابهة للناس هي بالضرورة سابقة في الترتيب الزمني على التباين الموجود في النظام الاجتماعي.

الجماعة المحلية:

هم جماعة من الناس تعمر مكانا لأول مرة، أو على قرية أو مدينة أو أمة بأسرها، ويشتركون معاً في الأحوال الأساسية للحياة المشتركة. والسمة المميـزة للجماعة المحلية أن المرء يمكنه أن يحيا حياته كلها في داخلها. فالصفة الأساسية للجماعة المحلية هي أن كل علاقات الفرد الاجتماعية يمكن أن توجد في داخلها. وأسس الجماعة المحلية هي عبارة عن مساحة أو مكان للحياة الاجتماعية تتميز بدرجة من الترابط الاجتماعي. وأسس الجماعة المحلية هي الدائرة المكانية وعاطفة الجماعة. ومن الخصائص الكبرى لجماعتنا المحلية الحديثة والكبيرة الحجم أنه تقوم على التبادل الاقتصادي من جهة وعلى الارتباط السياسي المتبادل مع غيرها، والأخذ في الازدياد من جهة أخرى. ويرجع إلى حد كبير مفهوم الجماعة المحلية إلى كون هذا النوع من الجماعات يعزز العلاقة بين الترابط الاجتماعي والمنطقة الجغرافية. فالجماعة المحلية هي في الحقيقة مجال للحياة المشتركة المقترنة بإدراك من يحيوها.

انتشار الحضارة والجماعة العالمية:

تنتمي الجماعة المحلية المستكفية بنفسها وكيانها ووجودها استكفاءً تاماً إلى العالم البدائي. أما في العالم الحديث فأقرب الأشياء لها يتمثل في جماعة الأمة في داخل نطاق حدود الدولة الواحدة. وهذا ما يحدث بصفة خاصة عندما تسعى الدولة إلى تنسيق حياة الأمة كلها. ومع هذا فإن الحضارة الحديثة تطلق من القوى ما يحطم أي استكفاء ذاتي لدى الجماعات المحلية سواء كانت كبيرة أو صغيرة. وهذه القوى بعضها تكنولوجي وبعضها اقتصادي وبعضها ثقافي. والآن تقترب الإنساني من مرحلة في التقدم تكون فيها الإنسانية خالية من أي حجم للجماعات المحلية المستكفية بنفسها وكيانها ووجودها. وخلاصة القول هذا أن كلاً من الجماعة الصغيرة والجماعة الكبيرة لازمان لعملية اطراد الحياة الكاملة.

عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك

 ولكم كل التقدير والاحترام

وسلام الله عليكم جميعا

وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة

انتظرونا قريباً

== القادم أجمل ==