الحياة الاجتماعية للبشر
ماهية الحياة الاجتماعية:
الحياة
الاجتماعية للبشر تعني أن هناك أفراد ومجموعات وجماعات يعيشون معاً في منطقة
جغرافية محددة، ولهذا يرتبطون معاً من خلال العلاقات والخدمات والتعاون، وكل هذا
يحدث بالتبادل بينهم بشكل قوي، ويتجسد في صورة مؤسسات، أصبحت في الغالب محمية
بواسطة آليات الضبط والنظام، بدأً من النهي والتوبيخ، حتى تصل إلى العقاب الذي
يشعر الفرد بسببه بقوة القهر والخضوع لإكراه الجماعة. فالمكون الأساسي فيما يسمى بالمجتمع هو الناس أو البشر الذين يجتمعون معاً في نوع من
التقارب المكاني في منطقة جغرافية كبيرة أو صغيرة وفي ذلك التجمع يقوم أفراده بكل
ما هو مفيد وفعال وواقعي بهدف إشباع حاجاتهم الإنسانية المتعددة والمتنوعة، حيث أن
لها ألواناً متعددة من الحاجات الجسمية منها والنفسية والاجتماعية. فالحياة تكافئ
الأفعال لأنها تدار ولا تعالج، من خلال التفاعلات التي تتم في الحياة اليومية للأفراد
والجماعات والمجتمعات والشرائح الاجتماعية المختلفة. وما تحمله هذه التفاعلات
اليومية من استجابات تصاحبها ابتسامة تحمل شيئاً من المرارة، أو بنظرات الأسف العميقة،
أو تأوه عميق يشي بكثافة ردّ الفعل الوجداني. ومن خلال كل الظواهر الأكثر صدقاً على
مستوى الدلالة الوجودية والتي يرتبط فيها الخاص والعام.
مقاصد أي مجتمع بشري وغاياته في الحياة الاجتماعية:
ففي
الحياة الاجتماعية يحاول البشر اكتشاف أدوارهم ، وتشكيل هويتهم الخاصة، وإعادة هيكلة حياتهم، والوقوف بتأمل لترتيب الأوراق الحياتية
المبعثرة، من خلال عصارة التجارب الحياتية المختلفة في السنين الماضية. وهكذا فإن
مقاصد أي مجتمع بشري وغاياته في الحياة الاجتماعية هي من صنع أيديهم، ورسالتهم في
الحياة الاجتماعية هي الرسالة التي يختارونها لأنفسهم. كما أن الحياة الاجتماعية
تنشأ بسبب العديد من العوامل مثل الحاجات الضرورية الاقتصادية، والحاجة إلى الأمن
والحماية، وعوامل الميل والألفة والسكن، وهي عوامل شعور فطري بين الفرد وأبناء جنسه.
وكل العوامل النفعية التي تشكل إطار التفاعل الممكن بين الحياة الاجتماعية ومجال العيش بصفة عامة والبيئة المحلية بصفة
خاصة، فتنشأ العلاقات وأساليب التعاون والصراع وغيره من العوامل التي تنسج بين
الأفراد والمجموعات والجماعات داخل حياة المجتمعات البشرية. فالوجود
الاجتماعي يتمثل في البشر وما يصدر عنهم من أفعال وممارسات وما يدخلون فيه من
علاقات طويلة المدى تحكمهم قيم ومعايير تكسب الحياة الاجتماعية دوامها.
الفرد والحياة الاجتماعية
=================
الفرد
داخل الحياة الاجتماعية يقع تحت المؤثرات القوية للمجتمع الذي يعيش فيه، وتوجهه
لتحقيق أهدافه في الحفاظ على تماسكه، وهويته، وتراثه‘ وقيمه، وتحقيق تقدمه
الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وأداء دوره الاجتماعي والإنساني، انسجاماً مع
الفلسفة التي يؤمن بها المجتمع. هذه المؤثرات
تتشكل من القوى الاجتماعية التي تشكل ملامح فلسفة الحياة الاجتماعية أو نظام
الحياة الاجتماعية لأي مجتمع من المجتمعات. وتتمثل القوى الاجتماعية في التراث
الثقافي للمجتمع، والقيم والمبادئ التي تسوده، والحاجات والمشكلات التي يهدف إلى
حلها، والأهداف التي يحرص على تحقيقها. فالمجتمع هو الإطار العام الذي يحدد
العلاقات التي تنشأ بين جمع من الأفراد في بيئة معينة، تنشأ بينهم مجموعة من
الأهداف والرغبات والمنافع المتبادلة، وتحكمهم مجموعة من القواعد والأساليب
المنظمة لسلوكهم وتفاعلاتهم، وكل هذا يشكل الإطار العام للحياة الاجتماعية التي
يعيش فيها الفرد ويحاول أن يحقق توافقه الاجتماعي، ونجاحه المهني، والإشباع
العاطفي بالشكل المشروع، والارتواء الروحي. ويتكون المجتمع والحياة الاجتماعية من
جملة من النظم التي تمارس أدوارها عبر المؤسسات الاجتماعية. حيث يعيش أفراد كل
مجتمع في عملية تفاعل دائم من التواصل المباشر وغير المباشر، ويؤدي هذا التواصل
إلى التأثير المتبادل فيما بينهم، فيغير بعضهم أنماطاً سلوكية سابقة، ويتبنى
أنماطاً سلوكية واتجاهات ومواقف جديدة من خلال هذا التفاعل الاجتماعي الذي يحدث
داخل الحياة الاجتماعية للبشر.
الأسرة والحياة الاجتماعية
==================
الأسرة في طبيعتها اتحاد تلقائي تؤدي إليه الاستعدادات
والقدرات الكامنة في الطبيعة البشرية النازعة إلى الاجتماع وهي ضرورة حتمية لبقاء
الجنس البشري ودوام الوجود الاجتماعي، ويتحقق ذلك بفضل اجتماع كائنين لا بقاء لأحدهم
دون الآخر هما الرجل والمرأة والاتحاد الدائم المستمر بينهما يتم بصورة يقرها
المجتمع تتمثل في الأسرة التي هي نواة المجتمعات بأشكالها المختلفة سواء كانت
بدوية أو ريفية أو حضرية. والأسرة تعمل على استمرار بقائها ورسوخها واستقرارها عن
طريق استمرار العلاقات الاجتماعية والثقافية، ومن خلال التعليم والتدريب، وتنظم
الأسرة سلوك النشء وتراقب علاقاته بغيره من أفراد المجتمع. وكما تتأثر الأسرة
بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتؤثر أيضاً في البناء الاجتماعي كله
عن طريق ما تورثه للأبناء من صفات حيوية أو وراثية، ومن خلال الخبرات الأسرية
والتراث الثقافي للآباء والأمهات. كما تتأثر صحة الطفل بالبيئة الداخلية والخارجية
حتى قبل مولده، ويعتمد ذلك على الظروف المادية والاجتماعية للوسط الذي تعيش فيه
الأسرة متمثلاً في الإسكان والغذاء والحالة الصحية بالإضافة للعطف والحنان الذي
يجب أن يتمتع به أبنا الأسرة. ولقد عرفت كل أشكل المجتمعات الحياة الزوجية والحياة
الأسرية، ولهذا كانت الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع وهي الوحدة الأساسية
للبناء الاجتماعي. وهي أهم الجماعات الإنسانية، وأعظمها تأثيراً في حياة الفرد
والمجتمع. ويتأثر سلوك أبنائها غالباً بدرجة ثقافة الوالدين ومدى التجانس بينهما. وبموقع الأسرة داخل أي طبقة من الطبقات الاجتماعية في داخل المجتمع الواحد. فكل طبقة تختلف عن الأخري في الحياة الاجتماعية.
الأسرة
أصل نظام العائلة التي هي منظومة يكون فيها الاهتمام بالآخرين ضرورياً. فالأسرة
نسق مفتوح ومتغير، فهي وحدة من الأفراد المتفاعلين. فمنذ فجر الحضارة كان هناك ميل
غريزي بين البشر لأن يتجمعوا في عائلات. فمن أقدم الطموحات البشرية هو التوحد أو الاتحاد الكامل للفرد
مع باقي البشر. والإنسان يعيش في إطار مجتمع بشرى يحتم عليه أن يتفاعل مع عناصره
التي تكونه وهي الأفراد والأشياء، ولكي يحافظ علي ديمومة مقوماته فإنه ينشىء
منظمات ومؤسسات تسعى لتحقيق أهدافه. وكل مجتمع يتميز بالتنوع السكاني والجغرافي
الذي يجعله مختلفاً عن غيره من المجتمعات، سواء في المدينة أو الريف أو الصحراء،
ويضم بين ثناياه تراثاً من المعارف والمعلومات والخبرات في مختلف المجالات، وهذا
التراث له دوراً كبيراً في الحفاظ على شخصية الشعوب وتثبيت هويتها، ويشكل حضارتها
في كافة جوانب ومزايا تطورها ونموها.
إن أول
خلية لتكوين المجتمع هو الأسرة التي تقوم على الأوضاع التي يقرها المجتمع فهي من
عمل المجتمع، ومع هذا فهي الإطار العام الذي يحدد تصرفات أفرادها فهي التي تشكل
حياتهم وتضفي عليهم خصائصهم وطبيعتها، والأسرة صورة مصغرة للمجتمع ولهذا فهي تؤثر
فيما عداها من النظم الاجتماعية وتتأثر بها. كما أن الأسرة هي الوسط الذي اصطلح
عليه المجتمع لإشباع غرائز الإنسان ودوافعه الطبيعية والاجتماعية، وتتمتع أفراد
الأسرة بالحريات الفردية العامة. فلكل فرد كيانه الذاتي وشخصيته القانونية.والفرد في نظام الأسرة ينتمي إلى أسرتين أسرة عن طريق
أبية وأسرة عن طريق أمه، ويرتبط أفراد الأسرة بطائفة كبيرة من الروابط الاجتماعية
والقانونية. كما أن
الحقوق والواجبات والأدوار بين أفراد الأسرة، تتعرض للتعديل كي تتناسب مع التغيرات
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. كما ترتبط التغيرات في بنية الأسرة ارتباطاً
وثيقاً بعمليات التحديث والتصنيع. وكذلك ارتفاع مستوى المنظومة الصحية الذي كان له
أثر في ارتفاع متوسط العمر. وأيضاً تنظيم الأسر الذي كان أثر واضحاً على قلة عدد
أفراد الأسرة. كذلك تبني المجتمع لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق
والواجبات والأدوار، في داخل الأسرة وفي خارج الأسرة. كما أن الأسرة عبر التاريخ
أساس وجود المجتمع ومصدر الأخلاق والدعامة الأولى لضبط السلوك، فهي جماعة اجتماعية
أساسية ودائمة، ونظام اجتماعي رئيسي. فهي الإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أول دروس
الحياة الاجتماعية. ولأسرة تعتبر كوحدة اقتصادية كانت تقوم بكل مستلزمات الحياة
واحتياجاتها. وكوحدة إحصائية تُتخذ أساساً لإجراء الإحصاءات المتعلقة بعدد السكان
ومستوى معيشتهم. الأسرة هي النقطة الأولى التي يبدأ منها المجتمع تطوره، فلها
وظيفة أخلاقية ووظيفة دينية ووظيفة تربوية. فالأحاسيس والمشاعر الإنسانية لأفراد
الأسرة هي قوة اجتماعية، والحب العاطفي هو أول خطوة في ظهور نظام الزواج. وأصبحت الأسرة
الحديثة صغيرة العدد ومحدودة النطاق. وبالرغم من صغر حجم الأسرة فهي أقوى نظم
المجتمع وتتشكل بتشكل الحياة الاجتماعية السائدة. وعندما
اتسع نطاق الحياة الاجتماعية وتفاعلت الأسر مع بعضها ونشأت القرى ثم المدن
المستقلة، قامت الدول وأخذت تسلب من الأسرة الوظائف التي كانت تقوم بها وأخذت تنشأ
لكل وظيفة هيئة مستقلة تأخذ على عاتقها تحقيقها الوجه الأكمل لصالح الأفراد.
التنظيم الاجتماعي والنظم الاجتماعية والوظائف الاجتماعية
================
بدأ
الإنسان حياته على وجه البسيطة وهو مهتم باكتشاف البيئة المحيطة به، ومعرفة أحوال
من يسكنها، وتعمق هذا الاهتمام مع تطور الحضارة الإنسانية عبر العصور. الأمر الذي
تطور معه التنظيم الاجتماعي والنظم الاجتماعية والوظائف الاجتماعية، مما شكل حياة
اجتماعية متنوعة وشدة التعقيد في جوانبها المختلفة. كما
أن المجتمعات التاريخية القديمة هي تلك المجتمعات التي خضعت للتطور الحضاري،
وانتقلت في هذا السلم من حياة الترحال وعدم الاستقرار إلى حياة الاستقرار والتنظيم
الاجتماعي، واستفادة من الخبرات الاجتماعية وتقدم النواحي التكنولوجية وخلفت آثارا
حضارية مادية وكانت لها فلسفة اجتماعية وكونية وعرفت تقسيم العمل والتخصص الاجتماعي،
وظهور الوعي بالفكر السياسي ونشأة الوحدة الاجتماعية الكبيرة للمجتمع المحلي في
صورة قرية أو مدينة ويمتاز البناء الاجتماعي في هذه المرحلة بوضوح نظام التدرج
الطبقي واستناد النظام السياسي والاقتصادي على أساس ديني ويعتبر هذا البناء
الاجتماعي في مستواه العام، مرآة للمثل الاجتماعية التي يرتضيها المجتمع كأهداف غائية في العلاقات الإنسانية. وكل
عصر من العصور يخضع لأسلوب خاص به من الحياة ونمط معين من السلوك، كما يتميز
بسيادة بعض التيارات العقلية وبوجود اتجاهات عقائدية أو فلسفية أو مذهبية، تتضح في
نماذج معينة من الفن والأدب والفلسفة، كما تغلب على تلك النماذج بعض السمات أو
الخصائص الكلية العامة التي تتسم بها، وتصدر عنها أنماط من السلوك والدوافع ، تلك
التي جاءت إلى الجود بفضل صدور القيم واتجاهات الرأي العام التي تخلق سائر معايير
الفكر، وتحدد اهتماماته، وتفرض اتجاهاته.
العوامل التي تبعث ميل الإنسان نحو الحياة الاجتماعية من أهمها:
توجد
العديد من العوامل التي تبعث ميل الإنسان نحو الحياة الاجتماعية من أهمها العوامل
الغريزية كالغريزة الجنسية التي أنشأت الحياة الأسرية التي مثلت النواة الأولى
والأساس للحياة الاجتماعية إلى حد ما. وكذلك العوامل العاطفية التي تستدعي الميول
الاجتماعية وربط حياة الفرد مع سائر الأفراد. وأيضاً العوامل العقلية وهي أن
الإنسان يدرك بعقله أنه عاجز عن توفير متطلبات حياته بنفسه فأدرك أنه بحاجة إلى
التعاون مع الآخرين في توفير حاجاته المادية مثل المأكل والملبس والمسكن، وكذلك هو
بحاجة إلى التكامل مع الآخرين بهدف إشباع حاجاته المعنوية، وهذا التعاون والتكامل
مع الآخرين يتم في إطار الحياة الاجتماعية للبشر التي تحكمها قوانين مثل قانون
الزوجية الطبيعية العام وهو نظام الازدواج وكينونة العائلة المتمثل في التركيب
الغريزي للرجل والمرأة، فهما عنصرا البناء الاجتماعي وأساس البنية الحيوية العضوية
والنفسية. وأيضاً قانون التعارف بين أبناء النوع البشري، حيث أن الإنسان يشعر بالراحة
والاستقرار وتكتمل إنسانيته بالعيش مع الآخرين. وأيضاً قانون تبادل المنافع المادية
والمعنوية بين الأفراد بهدف إشباع حاجاتهم ورغباتهم.
من أهم جوانب أو أبعاد الحياة الاجتماعية للبشر
============================
1) البعد
الطبيعي للإنسان بصفته كائناً بشرياً، فهو دائماُ يبحث عن أسباب الاستقرار والأمن
والرفاهية في علاقته مع الطبيعة وأحوالها ومواردها.
2) البعد
الاجتماعي المرتبط بمقتضيات التطور العمراني الحضاري وضغط التزايد السكاني وحاجات
تنظيم الألفة الجماعية (العيش معاً وجدوى المصير المشترك) التي تؤدي بشكل مستمر
نحو التحرر من قيود الطبيعة وإبداع وسائل التأقلم والملائمة مع تغير أحوالها
واستكشاف مواردها البديلة أو الجديدة في مقابل تضائل مواردها التقليدية؛
3) البناء
الاجتماعي: هو كل مترابط ومتفاعل من أنماط الجماعات الاجتماعية والنظم الأساسية
والأدوار التي يزاولها الأفراد والجماعات وما ينشأ بينهم من علاقات متبادلة. هذا
البناء الذي يمثل الإطار الذي يشكل المجتمع. ولقد تعددت وتنوعت المجتمعات ونمط
الحياة السائد فيها. ومع هذا التعدد والتنوع إلا أنه توجد خصائص مشتركة يمكن أن
تجمع بين عدد من المجتمعات كاللغة والدين والتاريخ.
4)التطور
الاجتماعي: هو عملية التأثير المتبادل بين أفراد المجتمع في مواقف مباشرة أو غير
مباشرة، التي تخلف سلوكية إيجابية أو سلبية.
5) النظم
الاجتماعية: هي مجموعة المعايير المنظمة المتفاعلة فيما بينها التي يجمع عليها
الأفراد لتنظيم سلوكهم وتحديد علاقاتهم ببعضهم البعض في مختلف جوانب الحياة.
6) التنظيمات
أو المؤسسات الاجتماعية هي: جماعة اجتماعية كبيرة تكونت بشكل مقصود لإنجاز بعض
الأهداف المحددة والمعلنة بوضوح يحددها لها المجتمع.
7) الوعي
الاجتماعي: هو اتجاه عقلي يمكن الفرد من إدراك ذاته والبيئة المحيطة به. فهو يؤدي
بالفرد أن يتجاوز إدراك ذاته أو واقع جماعته التي ينتمي إليها إلى إدراك واقع
مجتمعه ككل، فلا يتصرف الفرد حسب ميوله ولكن يجب أن يكون واعياً بما حوله من ظروف
الحياة الاجتماعية، حيث يعكس الوعي الاجتماعي تصورات الفرد وأفكاره والطريقة التي
يصبغ بها الفرد هذه التصورات والأفكار في تفاعله مع الآخرين في الحياة الاجتماعية.
فهناك فرق بين الوعي الفردي والوعي الاجتماعي، حيث الوعي الفردي يعبر عن فرد محدد
ومصالح معينة، أما الوعي الاجتماعي فهو الوعي الذي يتجاوز الظروف والمصالح الفردية
إلى مصالح الجماعة والمجتمع. ويتشكل الوعي الاجتماعي من التعليم ومؤسساته، ومن
وسائل الإعلام، ومن المنظمات الأحزاب، ومن التثقيف الذاتي.
8) الثقافات
السائدة وهي: (أ) مجموعة القيم المتمثلة في المثل العليا التي يسير على هداها
أفراد المجتمع مثل الإخلاص في العمل والتراحم الأسري والتعاون الخ. (ب) ومجموعة المعايير
التي تحكم سلوكهم أي المبادئ أو القواعد التي تحكم السلوك وتظهر في التوقعات
المتبادلة بين الأفراد وذلك في تفاعلاتهم اليومية والتي تتعلق بما يجب أن نفعله
وما لا يجب أن نفعله في موقف اجتماعي معين. (ج) ومجموعة المنتجات المادية التي
ينتجونها والتي تتكون من كل ما يضيفه الإنسان لمسكنه ومأكله ومشربه وأدوات إنتاجه
وانتقاله الخ. (د) ومجموعة الرموز التي يتعارفون عليها وهي التي تتكون من إشارات وعلامات
يتفق عليها المجتمع وتخدم عملية الاتصال الاجتماعي. وتعد الثقافة الإطار العام
الذي يغلف كل مكونات البناء الاجتماعي. حيث تعين الفرد على أداء دوره وتحدد وضعه
الاجتماعي وتحدد مدى انتماءه إلى المؤسسة الاجتماعية التي ينتمي إليها وتعينه على أن
يكون فرداً في المجتمع، وتجعله يشارك الآخرين قيمهم وعاداتهم وثقافتهم.
9) التغير
الاجتماعي:هو
كل صور التباين والتحول التي شهدها مجتمع من المجتمعات خلال فترة زمنية معينة. حيث
يلعب الأفراد البارزين أمثال الزعماء والعباقرة والمفكرين الذين يلعبون دوراً هاما
في إحداث التغيير.. وأن هؤلاء دفعتهم ظروف عصرهم لقيادة التغيير داخل المجتمع.
وكذلك تسهم العوامل المادية والاقتصادية في إحداث التغير الاجتماعي، وهذه العوامل
مثل التقدم التكنولوجي والإبداعات المختلفة. وأيضاً التخطيط العلمي بأجهزته
المختلفة يساهم بدور بارز في الإسراع بالتغير الاجتماعي وتوجيه مساره بما يحقق
الأهداف التي وضعت من أجلها الخطط.
ويحدث
التغير الاجتماعي في جميع أو الحياة الاجتماعية مثل تغير أدوات ووسائل النقل، والتغيرات
التكنولوجية، والتغير في العلاقات الاجتماعية وفي الأدوار والمكانة، وتغيرات في
المعايير والقيم، وفي الذوق والفن. والتغير يحدث في مستويات مختلفة كالمستوى
الشخصي، ومستوى الوحدات الاجتماعية والتنظيمات والنظم، وكذلك المستوى العالمي.
والتغيير
الاجتماعي الذي يحدث من داخل المجتمع هو التغيير الذي يحدث نتيجة قيام نظام
اقتصادي جديد، أو حدوث ثورة اجتماعية تفرض الأخذ بتعديلات جديدة في النواحي
السياسية والاقتصادية والفكرية في المجتمع. أما التغير الذي يحدث من خارج المجتمع
فهو التغير الذي ينشأ عن الاختراعات
والابتكارات الجديدة أو نتيجة غزو خارجي للدولة أو الاستجابة لقرارات وقوانين
دولية جديدة أو الدخول في التحالف مع الغير وهو ما يفرض تعديل في نظم المجتمع
واتجاهاته وأفكاره وتنظيماته.
والتغيير
قد يكون بطئ أو سريع أو طويل أو قصير في مجاله أو غايته أو منتهاه، فتوجد تغييرات
واسعة النطاق أو محدودة النطاق. والتغير الاجتماعي بمعناه العام يشمل التغيرات جميع
أنواع العلاقات الاجتماعية وأطرافها، والتغيرات الثقافي بكل ما يشمله معنى الثقافة
من معاني وأفكار وقيم وأدوات ومواضيع. حيث يكون التغيير في مستوى الفكر من خلال
ظهور الأفكار أو إعادة تشكيلها، أو ظهور العقائد والأيديولوجيات. وأيضاً يكون
التغيير في مستوى الفعل والسلوك وما ينتج عن هذا من عمليات تفاعل وعلاقات ووحدات
اجتماعية وتنظيمية من حيث ظهورها واستمرارها. وكذلك التغير في مستوى المصالح حيث
يظهر التغير في تشكيل أو إعادة ترتيب وتوزيع الفرص والمصالح. وأيضا يكون التغيير
في مستوى التنظيم والنظم، حيث يظهر التغير الثقافي في تأكيد أو رفض القيم والقواعد،
أو قيام أو انحلال أو تعديل النظم والأنساق الأخلاقية والقانونية.
10) السلوك الاجتماعي:
السلوك هو جميع أوجه النشاط التي تصدر عن الإنسان والتي يلاحظها شخص آخر مثل الضحك
والبكاء والسرور. والسلوك قد يكون ظاهراً مثل تعبيرات الوجه أو التعبير اللفظي أو
غير ظاهر مثل التفكير والتذكر والإدراك. أما السلوك الاجتماعي فهو وظيفة للمواقف
الاجتماعية ورغم أنه لا يكون سلوكاً دائماً إلا أنه توافق مع الموقف، وكل موقف
اجتماعي هو نتاج لتفاعل عناصر اجتماعية وفيزيقية وثقافية، والمواقف الاجتماعية
ليست فقط دائمة التغيير ولكنها تتشكل مرة أخرى وفقاً لهذا التغير.
11) التعديلات التي تطرأ على التصورات الاجتماعية والقيم: حيث أن المجتمع وبنيته له أثره في نشأة القيم
وصدورها، والعوامل الاجتماعية لها أثرها الكبير في اكتساب القيم وصدور أحكام القيمة.
والقيم بوجه عام، قد تعبر عن مضامين سياسية، كالسلطة والولاء والتنافس والصراع،
وقد تتحقق القيمة في مضمون اقتصادي، كقيمة الأجور أو قيمة العمل. وقد تتحقق القيم
في المضمون السيكولوجي السائد، كما هو الحال في قيمة الطموح. وقد تتحقق القيم في
المضمون الديني. بمعنى أن المحتويات الثقافية المتعددة والمتمايزة، إنما تفرز أو
تبرز تأليف وتنسيق وإنشاء البنيان المتكاملة لسائر القيم، كالقيمة السياسية،
والقيمة الاقتصادية، والقيمة السيكولوجية، والقيمة الدينية، وتنجم جميعها عما يسود
بناء الثقافة من اتجاهات وتصورات وميول. وقد تظل صورة القيمة ثابتة أو ساكنة و
جامدة أو غير متطورة، أما محتواها فديناميكي متغير، حيث يتغير المضمون من محتوى
سياسي أو اقتصادي أو ديني، وقد ينصب في محتوى عقلي أو إرادي أو تربوي. أما مقومات
القيم فإنها تستند أصلاً إلى مقومات ثقافية، كما تعتمد على أنماط أو طرق تربوية
متمايزة. والقيم بطبيعتها ترتد إلى وجود رغبات ذاتية ملحة لتفضيل أشياء بعينها،
فالشعور مثلاً بالحرمان والنقص والحاجة هو مبعث الوعي بالقيم. وللقيم وظيفة جمالية
حين تثير الشعور الإبداعي. كما أن التقييم الجمعي هو مصدر كل القيم، لأنه حاصل كل
المتغيرات الفردية والذاتية، كما أنه الحامل الوحيد لكل عموم وضرورة. ففكرة الضمير
الجمعي هي الرابطة الأولية التي تربط المشاعر الجزئية بعضها بعضاً.
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
ولكم كل التقدير
والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول
أيّ موضوع بأفكار ورؤى جديدة
انتظرونا قريباً
==
القادم أجمل ==
الحياة الاجتماعية للبشر
Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat
on
11/23/2016
Rating:

ليست هناك تعليقات: