مراحل تكوين الاتجاهات
![]() |
يمر تكوين الاتجاهات بمراحل متعددة نذكر منها الآتي |
يمر تكوين الاتجاهات بمراحل متعددة نذكر منها:-
1 - المرحلة الإدراكية أو المعرفية:-
أ - إدراك الأحداث الاجتماعية والحكم عليها :
الكيفية التي يتفاعل بها الإنسان مع عالمه الاجتماعي:
نريد الآن أن نوجه الاهتمام إلى المناحي الأكثـر دقة الخاصة بالكيفية التي يتفاعل بها الإنسان مع عالمه الاجتماعي. من خلال البحث حول الكيفية التي يستخدم بها الناس المعلومات المتاحة لهم مباشرة في المواقف الاجتماعية كي يدركوا ويفسروا هذه المواقف. وبما أن التنشئة الاجتماعية، بالطبع، تحدد بصورة جزئية كيف يستخدم الناس مثل هذه المعلومات، فإننا لا نستطيع أن نغفل العوامل المحددة للشخصية. ومع ذلك، فهدفنا الآن هو فحص الآليات ( الميكانيزمات ) قصيرة الأجل للإدراك الاجتماعي.وبصورة عامة:
فإن ما نرمي إليه هو وصف كل ما نعرفه عن الكيفية التي نتلقى بها المعلومات الاجتماعية.
وبعبارة أخرى:
الكيفية التي يتم بها تفسير المنبهات الاجتماعية، وكذلك الكيفية التي ترسل بها ( سواء بصورة عمدية أو غير عمدية ).
في هذه المرحلة يدرك الفرد المثيرات التي تحيط به ويتعرف عليها، وبهذا تتكون لدي الفرد الخبرات والمعلومات التي تصبح إطاراً معرفياً لهذه المثيرات والعناصر، ويُعرَف الإتجاه في هذه المرحلة على أنه ظاهره إدراكية أو معرفيه، تتضمن تعرف الفرد بصوره مباشره على بعض عناصر البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية، التي تكون من طبيعة المحتوى العام لطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه، وهكذا قد يتبلور الإتجاه في نشأته حول بعض الأشياء المادية، وحول نوع خاص من الأفراد، وحول نوع محدد من الجماعات، كالأسرة وجماعة النادي، وحول بعض القيم الاجتماعية كالشرف والنخوة والتضحية، إنها مرحلة التعرف على عناصر الثقافة والبيئة التي يعيش فيها الفرد، فالإطار المعرفي مرتبط بعملية تنظيم المعارف أياً كان مضمونها أو حكمنا القيمي عليها، فالاتجاهات يحكمها البناء والنمو المعرفي عن موضوع الإتجاه.
هنا نبحث كيفية قيام سلوكنا ألإدراكي الدقيق على المعلومات المتاحة مباشرة عن الحدث الاجتماعي. ومع ذلك، فإن مجموعة الوسائط الارتباطية والمعرفية المعقدة بدرجة كبيرة أو قليلة تتصل بهذه الإشارات المباشرة، وغالباً ما تستثار بها؛ ومن أمثلة هذه اللوائح الثقافية التي تساعدنا على تفسير المعلومات التي يعطينا إياها الحدث الاجتماعي نفسه. وهكذا، فهناك علاقات ثابتة بين أوضاع العين والرأس المتصلة بالحكم على كون الفرد يتعرض لنظر الغير إليه.
وهناك ثلاثة أبعاد للحكم تساعد على تنظيم المعلومات الصادرة عن وجوه الأشخاص الآخرين، ومن ثم على قراءة عواطفهم. وتساعدنا مجموعة معقدة من الافتراضات على تصنيف قرارات الآخرين عند قيامهم بالاختيار بحيث يمكننا الوصول إلى أحكام بشأن نواياهم. وعندما يتفق شخص ما معنا فإننا نقدر سبب ذلك على حكمنا على مكانته النسبية، ونرجع سبب الاتفاق إلى خصائصه هو الشخصية ( العوامل الداخلية ) إذا كان في مكانة أعلى منا، وإلى حججنا نحن المقنعة ( العوامل الخارجية ) إن كان أدنى منا. وتؤثر علينا الثرثرة المعتادة للآخرين عندما نقوم بإرجاع الفضل في الإسهامات الاجتماعية إلى أشخاص ما. وندرك الكثير من المواقف حسب مفاهيمنا الشخصية أو التي نشارك فيها المجتمع عما هو مُتَوَقَعْ من الشخص في دوره. وننحو إلى الافتـراض بأن التنظيمات الهرمية للناس مرتبة بطريقة بسيطة إلى أن نكتشف أنها غير ذلك ( إذا كان ذلك في استطاعتنا.
إن مشكلة إدراك الأشخاص في الأدوار ومسألة كيفية توحيد المراقب للتقييمات المعقدة وغيرها من المعلومات المتضمنة في إدراك الدور قد تحددت كقضية مركزية في إدراك الأحداث الاجتماعية.
2_ مرحلة تقييـم ونـقـد كل عنصر من عناصر ثقافة البيئة:
في
هذه المرحلة يقوم الفرد بتقييم علاقته بكل عنصر من عناصر ثقافة بيئته الاجتماعية،
وذلك بتقييم حصيلة تفاعله مع المثيـرات وعناصر تلك الثقافة، من خلال أمرين: طبيعته و طبيعة الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه،
فيحكم على أساليب وثقافة هذا الوسط وينقدها، ليكتشف الخصائص والمزايا والعيوب.
وعند قيام الفرد بهذا النقد فإنه يعتمد على أمرين:
الأمر الأول الأسس
المنطقية الموضوعية، فالنقد الموضوعي له أصول وقواعد ومعايير عقليه للحكم على
الأشياء.
والأمر
الثاني مشاعره وأحاسيسه الذاتية، فالنقد الذاتي يعتمد على الذاتية الفردية والذوق
الشخصي في الحكم على الأشياء، ففي هذه المرحلة تحدث عملية تبلور للمعارف والمعتقدات
المتأثرة بخبرة المرء السابقة فتتكون المشاعر، والتي تكون في شكل تفضيل أو عدم
تفضيل وحب وكراهية وإعجاب أو عدم إعجاب والارتياح أو عدم الارتياح، ويفهم ذلك في
شكل التنبيه للتعرف بطريقه معينه حول الأشياء الموجودة في البيئة المحيطة، إن هذا
التبلور يصبح على شكل استعدادات تصبح هي القاعدة في توجيه سلوكيات في توجيه
سلوكيات الفرد، وذلك بكون هذه القاعدة أصبحت تشكل أساساً للفعل وتوجهات الفرد.
3 - مرحلة الحكم أي المرحلة التقريرية:
وبعد
مرحلة التقييم والنقد تأتى هذه المرحلة وهى مرحلة الحكم أي المرحلة التقريرية،
فيبدأ الفرد من خلال التفاعل بينه وبين المحيط الاجتماعي والثقافي والمادي وفهمه
للأمور حوله في إصدار الحكم على علاقته بعناصر ثقافة هذا الوسط الاجتماعي، إنها نتج
خبرة الفرد في وسطه الاجتماعي، فيحدد كيف سيتعامل مع أفراد هذه البيئة الاجتماعية
في المواقف المختلفة، فإذا حقق الأسلوب المقترح النتائج المرجوة وثبُت تفكيـر
الفرد حول تقرير خطواته الإجرائية المنعكسة على سلوكياته بشكل عام، ونضج واستقر وتوافق
وكوَّنّ وجهة نظرهِ ورؤيته، فإنه يعلن بها عن اتجاهاته، وبهذا يتكون الاتجاه لدى
الأفراد في المجتمع.
4 - مرحلة ثبوت واستقرار الاتجاه:
المرحلة
الأخيـرة في تكوين الاتجاهات هي مرحلة ثبوت واستقرار الاتجاه، وفيها يُدعم الاتجاه
بناءً على ما يتحقق للفرد (بدوافعه وحاجاته وتطلعاته) من ارتياح أو توافق أو مكاسب
(سواء أكانت نفسيه أو اجتماعيه أو طبيعية) ويكون الفرد منسجماً مع معتقداته وقيمه
وثقافته، في المواقف المختلفة مع المحيط الاجتماعي والمادي والثقافي من حوله.
العوامل والشروط التي يجب توافرها لتكوين الاتجاهات لدى الأفراد:-
1
- تكامل الخبرات:-
تتكون
الاتجاهات عندما تتكامل الخبرات الفردية المتشابهة في وحده واحده كليه، بحيث تصبح
هذه الوحدة مقياس تصدر عنه أحكامنا حول موضوع الاتجاه.
فتتكون
الاتجاهات لدى الفرد مع نموه ونضجه، وتكون نتيجة لخبراته الناجمة عن التفاعل بينه
وبين المحيطين الاجتماعي والمادي حوله، وفى جملة ما تضمه هذه الخبــرات تأثير
الآخرين في الفرد، ولابد من توافر شيء معلوم و أن تتكامل الخبــرات لدى الفرد عن
موضوع الاتجاه.
ومع
ازدياد خبــرات الفرد عن موضوع الاتجاه، تتراكم وتتـرابط وتتكامل تلك الخبـرات
مكونة اتجاها نحو موضوع الاتجاه لدى الفرد، إن خبـرات الفرد والتي اكتسبها من خلال
العديد من المواقف التي مر بها ومن خلال عدد من العوامل النفسية والاجتماعية
والمادية، فهذه الخبـرات عندما تعمل في اتجاه معين فإنها تعمل نحو تكوين اتجاه
الفرد أو موقفه من موضوع الاتجاه، والفرد هنا يقوم بتعميم هذه الخبـرات ويقوم من
خلالها بإصدار الحكم على موضوع الاتجاه.
فالخبرة تشتمل
في مضمونها مفهوم المعرفة أو المهارة أو قدرة الملاحظة لكن بأسلوب فطرى عفوي عميق،
وعادة يكتسب الإنسان الخبرة من خلال المشاركة في عمل معين أو
حدث معين.
كذلك
تترافق كلمة خبره بشكل خاص مع المعرفة الإجرائية أي معرفة كيفية عمل شيء ما وليس
مجرد معرفه خبريه ( قوليه )، فهي معرفه تجريبية أو معرفه بعديه، إن ما يكتسبه
المرء من التجارب الروحية ( ألدينيه كالصوفية والبوذية ) يسمى خبره أيضاً، وكذلك
السفر والسياحة للتعرف على ثقافات جديدة تعتبر مصدرا مهماً لزيادة خبرات الفرد،
ومع ازدياد خبرات الفرد عن شيء معلوم، تتراكم وتترابط وتتكامل تلك الخبرات، مكونة
اتجاها عن هذا الشيء المعلوم لدى الفرد.
2
- تكرار الخبرة:-
تتطور
اتجاهات الفرد بتطور مراحل نموه واكتساب مزيد من الخبرة والتجربة، فالاتجاهات
تتكون من تكرار واتصال واحتكاك وارتباط الفرد بموضوع الاتجاه وغالباً ما يكون هذا الاحتكاك
أو الارتباط لا شعورياً، حيث أنه لم يحدث بطريقه عقليه ومنطقيه بل حدث أثناء خبـرة
الإنسان في حياته.
إن
تكرار خبـرة الفرد يجعل ثبات الاتجاه نحو موضوع الاتجاه أعلى بدرجه أكبر عما إذا
كانت هذه الخبـرة مؤقتة أو ناتجة عن موقف مؤقت سرعان ما يزول أثره، فلكي يتكون الاتجاه لابد أن تتكرر خبـرة الفرد حول
موضوع الاتجاه، فتكرار زيارة الصحراء لقبائل البدو يساعد في تكوين اتجاه معين نحو كل منهم.
ويؤدى
تكرار الخبرة إلى مزيد من إيضاح جوانبها، أي زيادة معرفة الفرد بها، ومن ثم زيادة
المكون المعرفي للاتجاه، ويؤدى إلى زيادة الألفة بها، ومن ثم يحدث تعديل في المكون
الوجداني من الاتجاه. وأيضاً تكرار الخبرة يدفع الفرد للتصرف إزاءها على نحو ما،
ولذلك يتغير المكون السلوكي للاتجاه.
إن
اختلاف وحدة الخبرة وتمايزها عن غيرها، يبرزها ويؤكدها عند التكرار، لترتبط
بالوحدات المتشابهة فيكّون الاتجاه النفسي.
ومعنى
ذلك أنه يجب أن تكون الخبرة التي يمارسها الفرد محددة الأبعاد واضحة في محتوى
تصويره وإدراكه حتى يربطها بمثلها فيما سبق أو فيما سيحدد من تفاعله مع عناصر
بيئته الاجتماعية ، وغالباً ما يؤدى هذا تكرار هذا العمل أو الحدث إلى تعميق هذه
الخبرة وإكسابها عمقاً أكبر وعفويه أكبر ، إن كل هذا يدفع الفرد إلى تكوين اتجاه
ما نحو موضوع الاتجاه.
3
- الشدة الانفعالية للخبرة:-
إن
للخبـرات الانفعالية الحادة أثر قوى في تكوين الاتجاه، ومن هنا نجد أن تفاعل الفرد
مع عناصر موضوع الاتجاه، وطبيعة هذا التفاعل واختلافه باختلاف المواقف وتعددها،
ونتيجة لعدم التأهيل الكافي ليجعل الفرد يتعامل بإيجابية أو سلبية مع المواقف التي
تواجهه في موضوع الاتجاه.
كل
ذلك يجعل الفرد يمر بانفعالات حادة تعمق خبرته، وتجعله يكون موقفاً ثابتاً نسبياً
نحو موضوع الاتجاه.
فإذا
صاحب الخبرة الخاصة بموضوع الاتجاه انفعال معين، ساعد ذلك في تكوين الاتجاه، لأنه
يحدث ارتباط أو اقتـران بين الخبـرة والانفعال المصاحب لها.
فإنه
تتكون المعتقدات والاتجاهات عن طريق الخبرات التي يعانيها الفرد، ولاسيما في
جانبها الانفعالي، فإذا كانت الخبرة الناتجة عن موقف معين سارة كان الاتجاه
إيجابياً أما إذا كانت الخبرة الناتجة مزعجه كأن تكون لوماً أو عقاباً، فإن الاتجاه
الناتج كثيراً ما يكون اتجاها سلبياً، كما أن الخبرة التي يصاحبها انفعال حاد
تساعد على تكوين الاتجاه أكثر من الخبرة التي يصاحبها مثل هذا الانفعال، فالانفعال
الحاد يعمق الخبرة ويجعلها أعمق أثراً في نفس الفرد وأكثـر ارتباطا بنزوعه وسلوكه
في المواقف الاجتماعية المرتبطة بمحتوى هذه الخبرة، وبهذا تتكون العاطفة عند الفرد
وتصبح ذات تأثير على أحكامه ومعاييره.
4
- تمايز الخبرات ووضوحها في ذهن
الفرد:-
حيث
يؤدى تعميم الخبرات الفردية المتتالية، إلى تحديد الاتجاه تحديداً واضحاً وقوياً،
فلابد أن تكون الخبرات محدده وواضحة المعالم في ذهن الفرد حتى يستطيع أن يدركها
إدراكاً تاماً في ذهنه، ويربطها بما يماثلها من خبرات، فلابد أن تتمايز وحدة
الخبـرة عن غيرها، لأن هذا التمايز يساعد على إبرازها وعلى ارتباطها بالوحدات المتشابهة
عند تكرار تلك الخبـرة، فالخبرة لابد أن تكون محددة الأبعاد حتى ترتبط بمثيلاتها من
الخبـرات، القديم منها أو الحديثة، فيتكون بهذا اتجاه عام لدى الفرد نحو موضوع الاتجاه.
5
- انتقال وتبادل الخبرات بين الأفراد:-
تنتقل
الخبـرة بعدة طرق، كانتقالها بالمحاكاة والتوحد والتقليد أو من خلال التصور أو
التفكيـر أو التخيل، أي تبادل الخبـرات وانتقالها من فرد لآخر، كل هذا يعتبـر من
العوامل الهامة في تكوين الاتجاه، فالقرار الذي سوف يتخذه الفرد بالاستمرار نحو
موضوع الاتجاه، سوف يتأثر إلى حدِ كبيـر بمدى تفاعله مع عناصر موضوع الاتجاه.
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
ولكم كل التقدير
والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول
أيّ موضوع بأفكار ورؤى جديدة
انتظرونا قريباً
مراحل تكوين الاتجاهات
Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat
on
11/12/2016
Rating:

ليست هناك تعليقات: