Top Ad unit 728 × 90

News

recent

مستوى المعيشة ومشكلة الفقر

النقص في مستوى إشباع الحاجات الأساسية وتدني مستوى المعيشة ونوعية الحياة

مستوى المعيشة ومشكلة الفقر

Standard of living and the problem of poverty
الفقر يعتبر من اخطر الأمراض أو الظواهر الاجتماعية ذات الأبعاد المتعددة والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية. فالفقر هو حالة من العوز المادي. يؤدي إلى انخفاض المستوى الصحي والتعليمي والحرمان من امتلاك السلع المعمرة والأصول المادية الأخرى، وفقدان الضمان لمواجهة الحالات المفاجئة مثل المرض والكوارث.


مستوى المعيشة ومشكلة الفقر

مقــدمــــــة:

الفقر يعتبر من اخطر الأمراض أو الظواهر الاجتماعية ذات الأبعاد المتعددة والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية. ولهذا فإن العلاقة وثيقة بين الفقر والسياسات العامة في كافة النواحي والمجالات، اقتصادية وصحية وتعليمية وبيئية. فالفقر هو حالة من العوز المادي، حيث يعيش الإنسان دون الحد الكافي، المتمثل بسوء التغذية والمجاعة حتى الموت، والذي يؤدي إلى انخفاض المستوى الصحي والتعليمي والحرمان من امتلاك السلع المعمرة والأصول المادية الأخرى، وفقدان الضمان لمواجهة الحالات المفاجئة مثل المرض والكوارث. ومما لا شك فيه أن الفقر أصبح واحداً من المهددات الحقيقة للاستقرار الاقتصادي والأمني الاجتماعي في العالم.

قراءة في مفهوم الفقر

==========
يعتبر الفقر وجهة عاكسة لصور التمايز الاجتماعي وانعدام المساواة وانعدام العدالة:

المفهوم الموضوعي للفقر: 

وهو تعيين مستوى محدد من الدخل أو الإنفاق أو الأرقام القياسية أو النسبة، ويعتبر هذا المستوى الحد الفاصل بين الفقراء وغير الفقراء.

المفهوم الذاتي للفقر: 
وهو الذي يعرف الفقر من وجهة نظر الفرد ذاته، والذي يعنى شعوره أنه لا يحصل على ما يحتاج إليه.

مفهوم الفقراء: 

الفقراء هم المحرومون من الحدود الدنيا لفرص العيش الكريم الآمن. وهم الذين يحصلون من المجتمع على المساعدات الاجتماعية. وهم الأشخاص غير القادرين على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة.

مفهوم الفقر لغة: 

أفتقر بمعنى احتاج وهي ضد استغني، الفقر هو العوز والحاجة والهم والحرص. فالفقر هو حالة من لا تكفيه موارده. والفقيــــر الذي لا شيء له. فالفقر في اللغة هو ما يكسر فقار الظهر. والفقيـر هو المكسور فقار الظهر، والفقير من الناس من لا يملك إلا أقل القوت.

مفهوم الفقر شرعاً: 

الفقير الشرعي هو الذي لا يملك قوت سنته له ولعياله (أولاده – أسرته) لا قوة ولا فعلا، والفقر يطلق على فقر المال وفقر العلم وفقر النفس وفقر القوة الخ، وكلها تعنى فقد الشيء والحاجة إليه.

مفهوم الفقر اصطلاحاً: 

له مفاهيم متعددة، من أهمها الآتي:

ورد في قاموس علم الاجتماع أن مصطلح الفقر يعبر عن مستوى معيشي منخفض بالاحتياجات الصحية والمعنوية المتصلة بالاحترام الذاتي للفرد أو مجموعة من الأفراد.
وتعريف آخر للفقر بأنه الحالة الاقتصادية التي يفتقد فيها الفرد إلى الدخل الكافي للحصول على المستويات الدنيا من الرعاية الصحية والغذاء والملبس والتعليم والسكن وكل ما يعد من الاحتياجات الضرورية لتأمين مستوى لائق في الحياة.
وتعريف آخر، الفقر هو عدم القدرة على الحفاظ على المستوى الأدنى من المعيشة، أو بغياب الحد الأدنى من الدخل أو الموارد لتلبية الحاجات الأساسية.
يحمل مفهوم الفقر معاني مختلفة باختلاف رؤى الباحثين. منها ما هو مادي أو اجتماعي أو ثقافي، ولهذا فالفقر ظاهرة مركبة تجمع بين أبعادها ما هو موضوعي مثل الدخل والملكية والمهنة والوضع الطبقي، ومنه ما هو ذاتي مثل أسلوب الحياة ونمط الإنفاق والاستهلاك وأشكال الوعي والثقافة. إن مفهوم الفقر يدل على وجود أوضاع وظروف معيشية لفئات اجتماعية، هذه الأوضاع تتسم بالحرمان على مستويات مختلفة، وليس بمقدور هذه الفئات الحصول على سلة السلع الأساسية التي تتكون من الغذاء والملبس والسكن، وكذلك الحصول على الحد الأدنى من الرعاية الصحية والمواصلات والتعليم.
ومصطلح الفقر ينظر إليه نظرة نسبية بسبب ارتباطه بمستوى المعيشة العام في المجتمع وبتوزيع الثروة ونسق المكانة والتوقعات الاجتماعية. ويتصف الفقر بمجموعة من السمات والخصائص التي تميز الفقراء عن غيرهم، كالجهل وسوء التغذية بين الأطفال والوفاة المبكرة وضعف الرعاية الصحية وعدم حصول الفرد على المياه الصالحة وغيرة. كل هذه وغيرها تشكل مجموعة السمات الأساسية لتعريف الفقروعلى هذا فأن مفهوم الفقر يشير إلى غياب أو عدم ملكية الأصول أو حيازة الموارد أو الثروة المتاحة المادية منها أو غير المادية. 

الفقر النسبي هو:

النقص في مستوى إشباع الحاجات الأساسية وتدني مستوى المعيشة ونوعية الحياة وخصائص وقدرات الأفراد والجماعات داخل المجتمع.

الفقر المطلق هو:

عدم القدرة على إشباع الحاجات الإنسانية مثل الأكل واللبس والسكن والتعليم والصحة والنقل بصورة كلية. فهو الحالة التي لا يستطيع فيها الإنسان، عبر التصرف بدخله، الوصول إلى إشباع الحاجات الأساسية السابق ذكرها.

الفقر كظاهرة اجتماعية:

هذه الظاهرة لا يخلو منها أي مجتمع. فهو مشكلة عالمية وظاهرة اجتماعية ذات امتدادات اقتصادية وانعكاسات سياسية متعددة الأشكال والأبعاد. ولهذا عند تحليل وفهم الفقر كظاهرة اجتماعية، فإن ذلك يعتمد على التحليل الكيفي لظاهرتين أساسيتين: الأولى تتعلق بعملية التفاوت في توزيع الدخل وإعادة توزيعه على الفئات الاجتماعية، وأما الظاهرة الثانية فترتبط بقضية التفاوت الطبقي والتمايز في مستويات المعيشة. وعلى الرغم من التفاوت في تجديد مفهوم الفقر ومعاييره، إلا أن انخفاض الدخل للفرد أو الأسرة وضعف القدرة على توفير مستلزمات الحياة الضرورية من مسكن وملبس ومأكل وصحة وتعليم وغيره. كل هذا يمثل حقيقة المفهوم وهذه المعايير. الفقر الاجتماعي هو الفقر الذي يتجاوز عدم المساواة الاقتصادية الناتجة عن نقص الدخل والممتلكات وانخفاض مستوى المعيشة، ليشمل بشكل أوسع عدم المساواة الاجتماعية والدونية والاعتماد على الغير والشعور بالنقص والاستغلال. ظاهرة الفقر تبرز في المجتمعات على مستويات مختلفة وفى صور وأشكال متباينة، تعكس وضعية البناء الاجتماعي، من حيث عملية التفاوت في توزيع الدخل وإعادة توزيعه على الفئات الاجتماعية، وقضية التفاوت الطبقي والتمايز المعيشي، وقضية المفهوم النسبي للفقراء في إطار سياسات النظام الاجتماعي. فإن الفقر صفه لمجتمع ما الفرد فيه لا يحقق مستوى معين من الرفاهية (خط الفقر أو عتبة الفقر) حيث يدرج ضمنه كل فرد استهلاكه أقل من الحد باعتباره فقيراً. إن الفقر مؤشر نقيس به صور التمايز الاجتماعي، وعدم المساواة، وانعدام العدالة الاجتماعية، بين أفراد وشرائح المجتمع المختلفة. الفقر ظاهرة اجتماعية متعددة الأبعاد حيث نميز بين فقر الدخل وفقر القدرة. فقر الدخل يشير إلى عدم كفاية الموارد لضمان وتأمين الحد الأدنى لمستوى المعيشة المناسب اجتماعي.أما فقر القدرة فهو الذي يشير إلى تدني مستوى قدرات الإنسان إلى حد يمنعه من المشاركة في عملية التنمية.  

الآثار الاجتماعية والاقتصادية للفقر:

الفقر يؤثر وينعكس سلبياً على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ومن أهم هذه الآثار: تفشي الأمراض الاجتماعية مثل الجريمة والتسول والمخدرات. ومن هذه الآثار هو انخفاض المستوى التعليمي والثقافي. وانخفاض المستوى الصحي. وعدم المشاركة في الحياة العامة. وينعكس سلباً على وضع المرأة والطفل.

مفهوم الحاجات:

يختلف مفهوم الحاجات من مجتمع لآخر ومن ثقافة لأخرى ومن فرد لآخر، ولم يستطع العلماء الاجتماعيون حتى الآن أن تحديد قائمه بالاحتياجات الفردية التي يتعين على أي مجتمع أن يوفرها، كما أننا لا نستطيع أن نحدد بيقين أي الاحتياجات ترجع في الأصل إلى الوراثة وأيها ثمرة الحياة الاجتماعية، فهناك حاجات أوليه لحفظ وجود الإنسان، وحاجات اجتماعيه التي يفرضها التطور الاجتماعي، فهناك علاقة تبادلية تكاملية بين الفرد والمجتمع، فالمجتمع الذي يفشل في إشباع الاحتياجات الفردية لأعضائه فإنه لن يستطيع الاستمرار والبقاء، أما في حالة قدرته على إشباع حاجات أفراده فإنه يستمر في البقاء لمده أطول. فقد يعانى بعض الأفراد فقراً في إشباع إحدى الحاجات، بينما يشبعون حاجات أساسيه أخرى، بما يتجاوز الحد الأدنى للمعيشة. أما مفهوم الحاجات الإنسانية، فإنه مفهوم حيوي مستمر متطور، بمعنى أن القدر اللازم من السلع والخدمات لإشباع الحاجات الاجتماعية يزيد ويتنوع ويرتقى كلما حقق المجتمع نجاحاً في مجالات التنمية المختلفة. وهناك فرقاً بين الحاجات الفردية والحاجات الاجتماعية.

مؤشرات الفقر:

هناك عدد من مؤشرات الفقر مثل: نسبة الفقر، و فجوة الفقر، وشدة الفقر، ومعايير الأمن الغذائي، ومعايير الحاجات الأساسية، ودليل التنمية البشرية. إن تطور الفقر وانتقاله من مجرد ظاهرة اجتماعية متعددة الأبعاد ممكن أن تتعايش معها المجتمعات إلى مشكلة اقتصادية اجتماعية ذات أبعاد متشعبة، يحتاج وقفة لتصحيح مسار التنمية والمساواة والتمايز الاجتماعي والعدالة الاجتماعية. فالفقر مشكله اقتصادية واجتماعية وقضيه إنسانيه تنعكس آثارها على مدى مستوى معيشة وجودة حياة المجتمعات. 

عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً
== القادم أجمل ==
مستوى المعيشة ومشكلة الفقر Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat on 11/29/2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.