Top Ad unit 728 × 90

News

recent

النظريات الثيوقراطية التي تفسر أصل نشأة الدولة


النظريات التي تنسِب السلطة في الدولة إلى الله. هذه النظريات الدينية يَجْمعُها أنها مِن خلق الله

النظريات الثيوقراطية التي تفسر أصل نشأة الدولة

أ) نظرية تألُـه الحاكم

ب) نظرية الحق الإلهي المُباشر

ج) نظرية الحق الإلهي غيرَ المُباشِر أو التفويض الإلهي


تمهيد:

الاتجاه الأول في أصل نشأة الدولة يأخُذ هذا الاتجاه بالتداخل الحاصل بين مفهومي الدولة ومفهوم السلطة السياسية، وقد اعتمد على عِدة نظريات لتفسير ذلك، فالنظريات الثيوقراطية أو الغيبية والتي تسمى بالنظريات الدينية، أي النظريات التي تنسِب السلطة إلى الله. هذه النظريات الدينية يَجْمعُها أنها مِن خلق الله، وأن السلطة في الدولة هي سُلطة الله. وهى مِن أقدم النظريات في الفِكر السياسي.
تقوم هذه النظريات على أساس أن الدولة من خلق الله وهو مصدر لكل السلطات فيها
الأسس التي تقوم عليها النظريات الثيوقراطية

تقوم النظريات الثيوقراطية أو الدينية على أساس أن الدولة نِظام إلهي خلقها الله وهو مصدَر السلطة فيها، وأن الحُكام مُصطفين مِن الله، وبذلِك فإن إرادتِهِم تسمو على إرادَة المحكومين، الذين يجِب أن يكونوا خاضعين تماماً لإرادَة الحكام.
والنظريات الدينية هي التي تُرجِع أصل نشأة الدولة وتأسيس السلطة إلى الإرادة الإلهية والحاكِم يدعى أنهُ يستمدُ سُلطته مِنْ قوى غيبيه عُليا تسمو على طبيعة البشر.
إنَ هذهِ النظريات لم يقُل بِها دين مِن الأديان السماوية الثلاثة وبغض النظر عن أن بعض أتباع هذهِ الديانات قد قام بالدفاع عنها. وتتدرج هذهِ النظريات في ربطِها بين سُلطة الدولة والإرادة الإلهية تدرُجاً يُخفف مِن هذهِ الرابطة بالقدر الذي كان تتاح فيهِ للعقلْ الإنساني أنْ يُحقق خُطوه إلى الأمام عن طريق النظرة العلمية للأمور، إذ بدأ الأمر باعتبار أنَ الحاكِم إلـه على الأرض، ثُم تدرجَ بعد ذلِك إلى اعتبار الحاكم من اختيار الله مباشرة لممارسة السلطة باسمه على الأرض. ووصلَ الأمر إلى أنَ الحاكِم مِن اختيار الله بطريقٍ غير مُباشِر أي التفويض الإلهي للحكام.
ويُرجِع أنصار هذهِ النظريات أصل نشأة الدولة، وظهور السلطة إلى الله، وعليهِ فإنهُم يطالِبونَ بتقديسِها لكونِها من صُنعهِ وحق مِن حقوقهِ، والحاكِم يستمدُ سُلطتهِ حسب هذهِ النظريات مِن الله، وبهذا يسمو على المحكومين مِن خلال الصِفات التي يتميز بها عن غيرهِ والتي مكنتهُ مِن الفوز بالسلطة، وإرادتهِ فوق إرادة المحكومين.
وبالتتبع للتاريخ نجِد هذه الدولة كانت موجودة في العصور القديمة وفى العصر المسيحي وفى القرون الوسطي واختفت آثارُها مع بداية القرن العشرين، وبمرور الوقت بدأ الاختلاف بين أنصار هذه النظريات حول طريقة اختيار الحاكِم، وإن كانوا مُتفقين على أن السلطة لله، وبإرجاع السلطة في الدولة إلى الإرادة الإلهية واختلفوا في تفسير ذلك.
مما أدى إلى ظهور ثلاث اتجاهات في التفكير أدت لظهور ثلاث نظريات وهى:
A) theory deify ruling
الحاكِم مِن طبيعة إلهيه يُعبد ويُقدس
وتسمى أيضاً بنظريَة الطبيعة الإلهية للحاكِم:
وتقوم هذه النظرية على أساس أن الحاكِم مِن طبيعة إلهيه يُعبد ويُقدس، ففي العصور والحضارات القديمة وَجَدتْ هذه النظرية مجالاً رحباً، حيثُ تأثرَ الإنسان بالأساطير، فظن أن الحاكِم إلهٌ يُعبدْ، وكان الحاكِم يصطبغُ بصِبغةِ إلهيه، أو يعتبرُ نفسهُ نصف إله، وكان الحُكام يعتبرون أنفُسهُم ويعتبروهم رعاياهُم أنهُم من طينه غير طين البشر، حيثُ أنهُم كانوا يُعتبرون مِن طبيعة إلهيه، ولاشك أن هذا التكليف الإلهي يجعل سُلطات الحاكِم مُطلقه ومُقدسه وفوق كُل مُناقشه أو نقد بشري، ولكن الإنسانية خطت بعض خُطواتِها في مسار التاريخ الطويل وحدثت النزاعات وبرزت فِكرة الإله الواحِد وترعرع الفِكر الفلسفي اليوناني، وأصبح مِن غيرَ المعقول ولا المقبول أن يُعتبر الحاكِم إلها أو ابنا للإله، وقد وجدت هذه النظرية صدى لها في العصر الحديث، فشعب اليابان كان حتى الحرب العالمية الثانية يعتبر الإمبراطور بمثابة إله يُعبد ويُقدس من قِبل الأفراد.
B) the theory of direct divine right
نظرية الحق أو التفويض الإلهي المُقدس المُباشِر
نظرية الحق أو التفويض الإلهي المُقدس المُباشِر:
وتختلِف هذه النظرية عَن سابِقتِها بِأن الحاكِمْ ليس إله أو مِن طبيعة إلهيَه وإنما هو بشر يصطفيه الله ويودِعَهُ السلطة، وتنطلق هذهِ النظرية باعتبار الدولة من خلق الله فهو خالِقُ كُل شيء، ويذهب أنصار هذهِ النظرية إلى أنَ الله هو الذي أختار بنفسهِ مُباشرةْ الحُكام وأودعهُم السلطة، وهو الذي يختار الملوك مُباشرةً لحُكم الشعوب، وتعنى هذه النظرية أن الحاكِم ليس إلهاً ولا نِصف إله ولكنهُ بشر يحكُم باختيار الله، ومن يصطفيهُم الله لحُكم شعوبهُ يَمدهُمْ بروحٍ مِن عنده، ويتحتم على الأفراد طاعتهُم والانصياع لأوامرهُم، ويجب على الشعب الطاعة المطلقة لأوامر الحاكِم ويترتب على ذلِك أن الحُكام لا يُسألون عن أفعالِهِم أمام شعوبهِم ولكنهُم مسئولون أمام الله وحدهُ عن كيفية استخدام سُلطاتهِم لأن الله هو الذي اختارهم وأقامهُم وسُلطتهِم مُستمده من تفويض خالق الدولة وخالِقُ كُل شيء وسُلطهِم مِن الله مباشرةً وهو الذي وحدهُ الذي يحاسبهُم.
ولقد ظهرت هذهِ النظرية وسادت اروبا بعد ظهور المسيحية، فخرج رِجال الدين على الناس بهذهِ النظرية، وذلِك لهدم نظرية تأليه الحُكام مِن ناحية، ولِعدم المساس بالسلطة المطلقة للحُكام مِن ناحيةِ أخرى، ومِن هُنا لم يَعُد يُنظر إلى الحاكِم مِن البشر على أنهُ إله، وجعلت الدين لله ولا عِباده لغير الله وإضافة تبريراً بأن جعلت السلطة للبابا وأنهُ ليس مُنفذاً لإرادة الله حيثُ كُل سُلطه مصدرُها الإرادة الإلهية، وأن من عصى الحاكِم فقد عصى الله، لأن الله هو مصدر السلطة وليس الشعب ولا يسأل الحُكام عن سُلطاتهِم إلا أمام الله، ومِن هُنا يتضح أن هذه النظرية تهدُف إلى تبرير سُلطان الحُكام المُطلق ولا رِقابَة عليهِم مِن شعوبِهِم ، ولقد انتشرت هذه النظرية بِظهور المسيحية لِحمايَة الإمبراطور.
الحاكِم لا يتِم اختياره مُباشرةً مِن الإله وحتى وإن كانَت السلطة مصدرُها الإله
هذهِ النظرية مُؤداها أن الله لا يتدخل بإرادتهِ في تحديد شكل السلطة ولا في طريقة مُمارستِها
نظرية الحق الإلهي غيرَ المُباشِر أو التفويض الإلهي أو العناية الإلهية:
ظهرت هذه النظرية في القرن الخامس الميلادي ونتيجة لانهيار الإمبراطورية الرومانية، وحيثُ قطعت البشرية شوطاً أكبر في طريق العِلم والرقي، فلم تعُد فِكرة الحق الإلهي المُباشِر مستساغة مِن الشعوب ولكنها لم تنعدِم تماماً، وإنما تطورت وتبلورت في صورة هذهِ النظرية التي مُؤداها أن الله لا يتدخل بإرادتهِ في تحديد شكل السلطة ولا في طريقة مُمارستِها.
وتذهَب هذهِ النظرية إلى أنَ الحاكِم لا يتِم اختياره مُباشرةً مِن الإله وحتى وإن كانَت السلطة مصدرُها الإله فإن الشعب هو الذي يقوم باختيار حاكِم مُعيَن وأنَ الذي يُرشِدَه إلى هذا الحاكِم هو الإله، ولقد قام بعض الفلاسفة بتطوير نظرية الحق الإلهي المُباشر إلى نظريَة العناية الإلهية، حيث إن العناية الإلهية هي التي تُرتب الحوادث وتوجهُها بشكلٍ مُعين كما توجِه وتساعِد إرادة الأفراد ورجال الدين خصوصاُ نحو الاختيار بأنفسِهِم نِظام الحُكم الذي يرتضونه ونحو اختيار شخص مُعيَن أو أسره مُعينه لِتتولى أعباء الحُكم في الدولة، فنجِد في القرن الخامس الميلادي أن الكنيسة سيطرة على العالم المسيحي ولم يعُد الملِك يستطيعُ مُمارسة مهامه إلا بعد قيام الكنيسة بالطقوس الدينية الخاصة بتتويجه، نظراً لكونِها مُمثِله للشعب المسيحي.
ولقد لعبت هذه النظرية دوراً مُهِماً بالِغاً في تقييد سُلطة الملوك، وبالمُقابِل ساهمت في تدعيم سُلطة الكنيسة مُمثِلة الشعب المسيحي، باعتبارها وسيطاُ بينهُ وبين السلطة المقدسة التي تأتى من التفويض الإلهي من عِند الله، وترى الكنيسة الكاثوليكية في محاوله لبسط نفوذها، أن الله قد أودع جميع السُلطات بيد البابا وهو معهُ سيف السلطة الدينية، وخلع للحاكِم سيف السلطة الزمنية، وبذلِك لم تعُد سُلطة الحاكِم مُطلقة.
وإذا كانت هذهِ النظرية قد أسهمت في ظهور بعض الدول إلا أنها تقوم على أساس عقائدي يفتقر إلى العقل والمنطِق، وذلِك لأنهُ لم يثبُت تاريخياً وجود هذا التفويض الإلهي لأي حاكِم مِن الحُكام، ولكِن كان الهدف هو إسقاط المسئولية عن الحُكام أمام المحكومين، وبالتالي استعملت كغيرِها لتكريس استبداد الحُكام وتجبرِهِم على الشعوب التي يحكموها، ولم تُنصِف هذه النظرية الشعوب، فلقَد ظهرَت نظريَه الحق الإلهي الغير المُباشِر في العصور المسيحية الوسطي للحد وللتقييد مِن سُلطان واستبداد وطغيان الأباطرة.
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً
== القادم أجمل ==
النظريات الثيوقراطية التي تفسر أصل نشأة الدولة Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat on 11/20/2016 Rating: 5

هناك تعليقان (2):

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.