Top Ad unit 728 × 90

News

recent

تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج3


الفكر والمعتقدات الصينية في نشأة الكون ومصير النفس

تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج3

Reflections on the origins of the universe and the fate of self-A3
الإنسان في الصين تطور فكره مثله مثل باقي البشر. وبتناول تاريخ الأفكار في عقلية الصينيون نجد أن الأفكار رسخت وتوطدت داخل عقليتهم عبر مراحل التاريخ المختلفة وأصبحت معتقدات وثوابت فكرية داخل الحركات البشرية، والفكرية والثقافية.


تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج3

أهمية النظر في أساطير الأولين بكل رموزها

وسنتحدث هنا عن الإنسان الصيني وفكره ومعتقداته - تكملة للجزء2

الإنسان في الصين وفكره ومعتقداته حول نشأة الكون ومصير النفس نذكر منها الآتي:

إن الإنسان في الصين تطور فكره مثله مثل باقي البشر. وبتناول تاريخ الأفكار في عقلية الصينيون نجد أن الأفكار رسخت وتوطدت داخل عقليتهم عبر مراحل التاريخ المختلفة وأصبحت معتقدات وثوابت فكرية داخل الحركات البشرية، والفكرية والثقافية. ومكث تاريخ الأفكار في الصين (ولاسيما الفكر الصيني القديم) والعقلية الصينية كنزاً مدفوناً في أحقاب التاريخ لا يعرف عنه باقي البشر شيئاً، حتى خيل للكثيرين أن الأمة الصينية الموغلة في القدم ليست لها فلسفة ولا لون خاص من ألوان الفكر الإنساني. ومع هذا فالمتتبع لحركة تاريخ الأفكار يكتشف أنه قد بدأ الفكر الفلسفي في الصين قبل قرنين على الأقل من بدايته في اليونان. وبمقارنة الفكر الصيني بباقي الفكر الإنساني نجد مثلاً أن الفلسفة الفرنسية عقلية، أما الإنجليزية فهي تجريبية حسية، أما الألمانية فهي ميتافيزيقية مثالية. أما في الصين فالفلسفة أخلاقية عملية تقوم على السلوك القويم للإنسان وتنحو نحو الأخلاق وتبتدئ بنظريات للأخلاق الفاضلة وأسس لقواعد الخير والشر، وامتازت العقلية الصينية بتحويل النظريات الخلقية إلى أخلاق عملية تتجسد في سلوك الشعب ومناهجه.
الصينيون: الصين في عهودها القديمة تقريباً سنة 2000 ق.م كانت الصين منغلقة على نفسها إلى حد كبير. حيث كان الشعب الصيني يعتقد أن إمبراطوريتهم هي مركز الكون وكانت تسمى شنج ــــ كيو، أي مملكة الوسط. وخلال فترة الانغلاق هذه نشأ الكثير من الأفكار الدينية والفلسفية التي كانت متأثرة بالفكر الهندي والبوذي والأرواحية (عبادة آلهة الطبيعة).
ولكن الذي اشتهر من الديانات كانت ديانتين وسطى تمثلان في العقل الصيني جملة من التعاليم والتوجيهات الأخلاقية والاجتماعية وهما: الديانة الأولى هي الطاوية التي ظهرت في القرن السادس ق.م، حيث ظهر "طاوتي شنج" وادعى النبوة، وأعلن تعاليم جديدة لم تكن معروفة آنذاك، حيث يرى أن هناك شيء طبيعي موروث يمكن اعتباره (أم الكون)، بيد أنني لا أعرف اسمه ولو اضطررت لتسميته لقلت أن "تاو" وأنه سامٍ، وهذا يعني أنه مستمر على المضي والاستمرار على المضي يعني المضي بعيداً والمضي بعيداً يعني العودة، ولهذا فإن "تاو" سامٍ والسماء سامية والإنسان سامٍ. وأم الكون هذا، كان موجوداً قبل السماء والأرض، وهو ساكن لا عمق له، وحيد لا يتغير، يَنْفُذُ إلى كل شيء ولا يصيبه الإنهاك أبداً.
وأما الديانة الثانية فهي الكونفوشيوسية نسبة إلى الفيلسوف الأول في الصين "كونفوشيوس" أو المعلم "كونج" الذي ظهر في الفترة 551 – 479 ق.م. كان الصينيون يعتقدون دينياً في أن العناصر الأثيرية التي لا تفسُد تحل محل العناصر الغليظة الفانية في الجسد الفاني. وأن الأبخرة التسعة كانت مدمجة في العماء أو السديم مع بداية الخلق ثم انفصلت فتكونت السماء من أنقاها وتكونت الأرض من أغلظها. وتكون الجسم البشري من العناصر الغليظة ثم منح الحياة عندما دخله البخار الأصلي لحظة الميلاد. ويتصل هذا البخار بالماهية أو الجوهرة فتشكلت الروح وهي مبدأ الحياة. وعند الموت ينفصل البخار عن الماهية. والجسم تحكمه الأرواح التي تحكم الكون.
ونظر الفكر الصيني في القرن الرابع والقرن الثالث ق.م إلى الأرض على أنها تبدو مساحة مسطحه أو هرماً مربع الزوايا مقطوع الرأس، تحيط به المياه من جهاته الأربع. أما السماء فتشبه كوباً يغطي الأرض المستديرة التي تدور دائماً. بينما الأرض المربعة تبقى ثابتة. ثم ظهرت بعد ذلك نظرية جديدة تقول أن العالم شبيه ببيضة هائلة. وقالوا أيضاً أن الأرض مقسومة إلى تسعة أقاليم، وأن السماء تسع سماوات بين كل طبقة وطبقة باب يحرسه الفهود. وحدود الكون لا سماء لها وإنما هي فضاء ينتفخ على الخلاء.
أما في المعتقدات البوذية، أن السماء الثالثة فهي أعلى السماوات وأطلقوا عليها اسم "أرويا" ويعني وصف السماء التي لا شكل لها، ويرون أنها تقسم إلى أربع طبقات. وأن سكان السماء الثالثة، جواهر صافية لا مادة فيها ولا شكل، حتى أنها تكاد تصل إلى العدم، وهؤلاء السكان لا تعيش إلا بالتفكير ولا حد لأعمارهم ولكنهم ليسوا خالدين. والبوذية قامت كردة فعل على البرهمية وسلطة الكهنة والطقوس التي أرهقت الناس. وهي في الواقع مجموعة من الأديان والفلسفات. والبوذية نشأت أصلاً في الهند،إبان عصر كان طابعه الغليان الديني. وكان الفكر الهندي ينوء وقتذاك تحت أعباء عبادة قوى الطبيعة. ويرجع العهد بالبوذية إلى القرن السادس ق.م. ونشأت أولاً كعقيدة أخلاقية، ولكنها تطورت إلى عقيدة دينية ألهت بوذا على الرغم من أن البوذية كانت تنكر فكرة الإله.
عزيزي الزائر تابعنا في الجزء 4   
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً
== القادم أجمل ==
تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج3 Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat on 12/02/2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.