Top Ad unit 728 × 90

News

recent

تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج4


الكون وتحول الفكر  إلى فكر معنوي امتزج في حينها بالفكر الفلسفي

تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج4

Reflections on the origins of the universe and the fate of self-A4

تحول الفكر إلى فكر معنوي ممتزج في زمانه بالفكر الفلسفي.

للإجابة على التساؤلات الفيزيائية الملحة عن الكون وكيفية عمل الطبيعة والحقائق الجوهرية التي تحكم كل شيء آخر.

من منظور التطور الذي حدث لكل من الفلسفة والفلاسفة والتفكير الفلسفي.

تحول الفكر إلى فكر معنوي ممتزج في زمانه بالفكر الفلسفي، للإجابة على التساؤلات الفيزيائية الملحة عن الكون وكيفية عمل الطبيعة والحقائق الجوهرية التي تحكم كل شيء آخر، من منظور التطور الذي حدث لكل من الفلسفة والفلاسفة والتفكير الفلسفي، فنوجزها في الآتي:

تحول الفكر بعد ذلك إلى فكر معنوي، الذي امتزج في حينها بالفكر الفلسفي. ويتقدم العلم عادة على هيئة خطوات صغيرة، فالعلم بأكمله يبدو وكأنما يعاد تنظيمه، فالمعارف الصغيرة تتجمع معاً بطريقة غير متوقعة. ويقصد بالكون من الناحية الفلسفية، تلك الأجرام والموجودات المادية التي لها مكان وزمان. ويستعمل الفلاسفة كلمة "كونية" لنفي وجود عالم طبيعي مستقل. وتعني الفلسفة بالمعنى العام لها النظرة الشاملة للكون أو الوجود مع الأخذ في الاعتبار أن لكل عصر الفلسفة الخاصة به.
فعندما ظهر الفلاسفة وبوجه خاص في بلاد الإغريق، وكان لهم رؤى مختلفة عن المفاهيم التي سبقتهم مما جعل الكثير من الناس يصدقون معظم ما يأتي من هؤلاء الفلاسفة أو ما قيل عنهم. ورفع فلاسفة الإغريق شعار مؤكدين على أننا نحن البشر نمتلك القدرة على إدراك كيفية عمل الطبيعة إلى جانب الحقيقة الكامنة وراء ما نرصده، أي الحقائق الجوهرية التي تحكم كل شيء آخر، وأكدوا على أن الكشف عن تلك الحقائق سيكون أمراً عسيراً. فالفلسفة تشتق أصولها من العصور المظلمة وكذلك الفيزياء حين بدأ الإنسان يميز نفسه عن أسلافه البدائيين مكتسباً خصائص عاطفية وعقلية جديدة، صارت فيما بعد علاماته المميزة، أهمها حب الاستطلاع العقلي الذي أثمر الفلسفة، وحب الاستطلاع العلمي الذي انتهى إلى العلم. حيث كان الإنسان البدائي يعتبر الشمس إلهاً واهباً للحياة، على حين اعتبرها الإغريق عربة إله تجرها الخيول، وفي عصر لاحق أقل وثنية افترض أن الملائكة موكلة بدفع الشمس والقمر والكواكب، وبصيانة حركة الأفلاك السماوية التي تثبت فيها النجوم البعيدة، وانتهت هذه المرحلة الفكرية تحديداً عندما أوضح "كوبرنيق" أن الحركة الظاهرية للشمس والقمر والنجوم عبر السماء تنتج عن الدورة اليومية للأرض.
والفلسفة في عمومها هي خلاصة للخبرة الإنسانية في المراحل التاريخية المختلفة، ولكل عصر فلسفته الخاصة. والفلسفة تعني محبة الحكمة وذلك من خلال الحجج الفلسفية والتساؤل عن كل شيء ولا تدعي صحة أي شيء. فالفلسفة تتساءل عن كل شيء ولا تقرر أو تدعي صحة أي شيء. وتعني النظرة الشاملة إلى الكون أو الوجود وعن وجود العالم الخارجي أو عدم وجوده، والفلسفة تتناول الحجج والأدلة الداعمة، والحجج في الأساس تبريرات عقلية للنتائج، ولكن المهم هو البدء بمقدمات الحجة فهي الأساسيات التي يجب القبول بأنها صادقة لكي ينطلق التبرير، وتستخدم المقدمات لإيجاد مبرر عقلي للاستنتاج. وإذا رفض المرء أية واحدة من المقدمات فإن الحجة لا يمكن أن تقوم.
لقد كانت الفلسفة في زمن ما، موهبة اختص بها النوابغ. أمثال بطليموس الذي كان يعشق النجوم وعلم الهندسة، وقالوا عنه أنه صعد إلى الفلك بالنفس وليس بالجسد، فمسح الأفلاك وأبعادها والكواكب وأحجام كتلتها، فعل كل هذا مستخدما الهندسة كسلم صعد به إلى الفضاء. وكان هذا من الخيال الأسطوري الذي جعل الخرافات تنتشر بسرعة في الأقاليم وتدخل عقول الفلاسفة مكونةً لهم مادة الفكر والتفكير والتفلسف التي تكونت بها عقولهم وطرق تفكيرهم. وفلسفة أي عصر في حقيقتها وتطورها وتغير الرؤى الفلسفية فيها، إنما تخضع للعلم الذي يسود ذلك العصر، فأي تغيير جذري في العلم يتبعه رد فعل في الفلسفة، فالتغيرات في الفيزياء لها لون فلسفي متميز.
كان الفلاسفة والكهنة يتخيلون الكون ونشوئه لعدم قدرتهم على إجراء التجارب العلمية والفلكية. وهناك عدد من الفلاسفة والمفكرين ظهروا عبر الأزمان، قاموا بإضفاء الصفة الدينية على فلسفتهم وأفكارهم، واستغلوا مكانة الدين في النفوس، ليضمنوا الاقتناع بها ويحققوا انتشارها، وصارت هذه الفلسفات أدياناً في التاريخ والمجتمع. وإذا كان الدين ينهض على الدليل ألنقلي والدليل العقلي، فإن منهجية الفلسفة تبدأ بالمنطقيات، ومن ثم الطبيعيات والإلهيات. والفلسفة تستعين بالدين في دعم الآراء الإلهية والأخلاقية والطبيعية لكي تكون أفكارها أكثر يقينية عن الكون والعلاقة في عالم الغيب والشهادة. لقد حاول الفلاسفة التوفيق بين الفلسفة والدين.
وهناك بعض الفلاسفة القدامى الذين تحدثوا عن الله ووجوده. ونجد أرسطو قد اهتم بإيضاح كيف تكون الأشياء وكيف تنتهي، خلافاً لمذهب وحدة الوجود ولا تغيره. وميز بين ما هو جوهر وما هو عرض. وأوضح أن كل جوهر يتألف من مادة ومن صورة. والصورة هي التي تكيف الجوهر . وهناك جواهر لا مادية لا تدركها الحواس. وأول هذه الجواهر العقل المفكر . وأرجع الحركة إلى حركة العنصر وحركة الكائن الحي وحركة السماوات الدائرية. وقال أن لهذه الحركات محركة يسببها.
الفيلسوف يحاول الكشف عن نمط الأحداث في العالم عل نطاق واسع في الطبيعة الجامدة وبدراسة المواضيع بالفكر والتأمل، لأن معمل الفيلسوف هو مخه الذي يتم فيه تفسير القضايا ومناقشتها. وتقريباً الفلسفة الأوربية تكاد إلى حد ما إغريقية. والفلسفة عند الإغريق تعنى أو تسمى "حب الحكمة"، وفكرة الحكمة عندهم مبنية على النظر والتخمين والتأمل. ومع هذا احتوت على قدر من المعرفة الحقيقية عن الرياضيات والفيزياء والفلك، واهتمت بقدر كبير بالتأمل في التركيب الأساسي للعالم، وفي القوانين التي تحكم نظام الأحداث، بالتأمل عامة في علوم الكون. واهتمت أكثر بفن تسيير الحياة الخاصة والعامة، كانت الفلسفة الإغريقية معنية أساساً بمشاكل المواطنة والأخلاق والبحث عن الخير الجمال. أما في مرحلة تالي وهي مرحلة العصور الوسيطة فكانت الفلسفة تهتم بدقائق وفتاوى العقيد الدينية. أما فلسفة عصر النهضة، وتقريباً في منتصف القرن الخامس عشر حيث بدأ فجر جديد من النشاط العقلي والروحي، ففي بدايات هذا العصر انصب الاهتمام على الإنسانيات، وفي مرحلة تالية بدأ إرساء دعائم العلم الحديث من خلال نمط فكري واهتمامات علمية جديدة وكان هذا بحلول القرن السابع عشر.
عزيزي الزائر أنظر الجزء رقم5  
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً
== القادم أجمل ==
تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج4 Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat on 12/02/2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.