Top Ad unit 728 × 90

News

recent

تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج6


رحلة العقل البشري لفهم العالم باستخدام المنهج العلمي

تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج6

Reflections on the origins of the universe and the fate of self-A6

التفسيرات العلمية للإجابة على 

التساؤلات الفيزيائية الملحة عن نشأة الكون ومصير النفس

أولا: المنهج العلمي الجديد لفهم الطبيعة

ثانياً: رحلة العقل البشري عبر أعلام ورواد التفكير العلمي في تاريخ الإنسانية

التفسيرات العلمية للإجابة على التساؤلات الفيزيائية الملحة عن نشأة الكون ومصير النفس نذكر منها الآتي:

أولا: المنهج العلمي الجديد لفهم الطبيعة

العمل العلمي المنظم

إنّ البحث العلمي يرجع تأثيره في حياة الإنسان إلى الانتفاع بفوائد تطبيقه وإلى الأسلوب العلمي في البحث الذي يبنى عليه جميع المكتشفات والمخترعات. والفرق بين العصور السالفة وعصرنا الراهن هو أن الإنسان يسعى الآن، بالعمل العلمي المنظم، ليجعل من نفسه سيداً على الطبيعة، بعد أن كانت فيما مضى تمثل السيد مطلق القوة على الإنسان الذي استقى علمه ومهارته من ظواهرها. ومن الغريب أن بعض الفكر الإنساني ما يزال متأثراً برواسب الماضي رغم التقدم العلمي والفكري الذي بلغة العالم. فمنذ ما يقرب من خمسة قرون بدأ منهج جديد لفهم الطبيعة في بسط هيمنته ببطء ، وهذا المنهج يسمى العلم ، نشأ من احتشاد التقنيات الجديدة والاكتشافات التي تمخضت عنها. إنّ مختلف العلوم مثل علم الكونيات (ومن الكون جاء علم الكونيات الذي يبحث في القوانين العامة للعالم من حيث أصله وتكوينه العام). وعلم الفلك. وعلم الفيزياء. وعلم الجغرافيا الفلكية. ويقصد بالكون جغرافياً: الأجرام التي يتكون منها العالم، أي العالم في نظامه المحكم الكامل الاتساق. ويطلق معنى الكون على حصول الصورة في المادة. كل العلوم تحاول وتسعى لتفسير العديد من الظواهر والمشاهدات، لتصور الإجابات عن بعض التساؤلات الفيزيائية الملحة عن نشأة الكون ومصير النفس. ولا تزال الأبحاث مستمرة للتفسير والتأمل والبحث، ومحاولة تفسير ما هو غامض، والاستفادة من الأحداث غير الواضحة للتوصل إلى نتائج لم يتم التوصل إليها من قبل.

ثانياً: رحلة العقل البشري عبر أعلام ورواد التفكير العلمي في تاريخ الإنسانية، وهم يحاولون البحث والتأمل في نشأة الكون ومصير النفس، نذكر منها:

لقد كانت من أولى الدراسات الفلكية مسائل ذو علاقة وثيقة مع حياة الإنسان اليومية مثل التوقيت وتغيراته اليومية، وبداية ونهاية الفصول خلال العام، ودراسة النجوم وخواصها، والظواهر الفلكية التي يشعر بها الإنسان، وانشغل الباحثين بدراسة العلاقة المتبادلة بين الشمس والنجوم والكواكب وغيرها من الأجرام السماوية، وكذلك حركة كل منها بالنسبة للآخر، والبحث في مواقع وإحداثيات الأجرام السماوية. لقد انشغل الباحثين في هذا المجال واهتموا بمثل هذه المسائل منذ قدم التاريخ.

الكون والأجرام السماوية والقوى الموجودة بالكون ومحاولات الفكر البشري في إيجاد الصلة بين عالم الأفكار وعالم الظواهر:

إن الخطوط العريضة لمحاولات الفكر البشري في إيجاد الصلة بين عالم الأفكار وعالم الظواهر، وكذلك الدوافع القوية التي تجبر العلم على اختراع أفكار تتصل بواقع العالم الذي نعيش فيه. فالعلم يقوم على التشكيك المنظَّم؛ أي الشك المنهجي المستمر. وأوجد العلماء معاً نظاماً طبيعياً للتصويب والتقويم الذاتي يهدف لتقدم المعرفة البشرية. كما أن اكتساب المعرفة قائم على مبدأ مفاده أن السبيل الأكثر فعالية لفهم الكون هو الملاحظة الدقيقة المقترنة بمحاولات لتحديد مبادئ عامة وأساسية تفسر مجموعة من المشاهدات. كما أن تطور معرفة الإنسان بالطبيعة التي هو جزء منها، جعله يفكر في السماء وأجرامها المختلفة. ودراسة السحابة الأولى وما قبلها وما بعدها، فمنذ عهد بعيد كان وجه العالم ممسوحاً لا تتميز فيه أجزاء عن أجزاء. ودراسة تطور الكون وتطور الأرض وتطور الحياة وتطور الإنسان. لم تكن هناك سوى ظلمة قاتمة فسيحة، وسكون مخيف غير محتمل لبداية الأشياء ولا لبداية الحياة. فلقد كانت المادة حينذاك مفتتة إلى مستوى الذرات متناثرة غير محددة في ظلمة الكون، منتشرة في هيئة ندى أرفع وأخف من أن يرى الإنسان خلاله شيئاً، حيث كانت المادة مخففة إلى ما يقرب من الفراغ التام. ولم يكن هناك إلا رشفة واحدة من المادة منتشرة في مساحات كبيرة من الظلام، ولم يكن هناك أي نور يحدد تلك الظلمات، ولا حدود ولا علامات، فلم يكن هناك ما يرى ولا ما يزار ولا ما يدل على الطريق. فلم يكن هناك ما يموت، بل كانت الوحدة والفراغ الموحشين أكثر من الموت ذاته. وهكذا كانت الحال. لقد أنجز الكون رحلة طويلة جداً فوق صحارى الماضي السحيق الذي تخطى ببعده ذاكرة الواحات والسراب. فلقد كانت الظلمات السائدة حينذاك نقطة بداية لا نقطة نهاية، عندما تكونت سحابة لا تشبه سحب اليوم أبداً حيث كانت أخف من الزفير ولكنها لم تعد بخفة الجو الذي سبق ذلك الزمان.
وفي مراحل حديثة من الزمان حيث كان حال الإنسان في العصور القديمة حيث عاش في الكهوف المظلمة، وعندما يحل الظلام، وتظهر النجوم البراقة اللامعة، والقمر المنير الذي يضيء له الأرض ليلاً، وكذلك عندما يقع حدث فلكي طبيعي كخسوف القمر أو كسوف الشمس، أو ظهور مذنب لامع يحتل مساحة واسعة من السماء بطول ذيله. لقد كان أسلافنا القدامى عصاميين شقوا طريقهم في الحياة في العراء، خلال عالم أفسح وأكثر توحشاً مما يمكن أن نتصوره. إنّ مفاخرنا ومخاوفنا وميولنا تنحصر في جيل واحد بين الماضي والمستقبل، وهي فترة تعادل رأس الدبوس في مجال الزمن الكوني. كل هذا وغيره شد اهتمام الإنسان بالسماء واشغل تفكيره وخياله بشكل متواصل. فأخذ الإنسان يتتبع ويرصد النجوم والأجرام السماوية، منذ العصور الأولى القديمة، والحضارات القديمة، فتميز الفلك في حضارة وادي الرافدين حيث قيل أن أسس علم الفلك وضع في هذه الحضارة، وشرحوا هذه الظواهر وفق نظم الفيزياء وبمفاهيم دينية، وظلت النظريات الفلكية عرضاً وصفاً، وأن من بين سائر العلوم التي أنشأها البابليون واستخدمها الكلدانيون يحتل علم الهيئة مكاناً مرموقاً، وكان الفلك والتنجيم يتداخلان في هذه الحضارة وفي سائر الحضارات القديمة. ولعب التقدم في الرياضيات دور مهماً في تطوير المعلومات الفلكية وجعله علماً منظماً دقيقاً. كما أن نظريات العلم الحديث تستند إلى ما وضعه أسلافنا القدامى منذ أيام السومريين والبابليين والفراعنة والصينيين، منذ حوالي 6000سنة قبل الميلاد.
واستبدل الرصد المباشر للأجرام السماوية بالحسابات الفلكية، فنشأ الفلك الرياضي، وأدخلت الحسابات الأرضية في الفلك. وفي حينها تم الرصد بالعين المجردة وببضعة أدوات فلكية بسيطة للنجوم والكواكب السيارة والشمس والقمر والظواهر الكونية الواضحة الطبيعية. وعرفوا نظام العد الستيني الذي تميز عن النظام العشري.
وفي الحضارة الفرعونية نجد أن قدماء المصريين اهتموا بالنجوم والأجرام الكونية وربطوها بعباداتهم. وكانوا يقدسون الأنثى وأنها المحتوى للخلق، وجعلوا منها آلهة للكون، وتصوروا السماء امرأة منحنية محيطة بالأرض. وقسموا السنة إلى ثلاثة فصول وإلى 360 يوماً. وعرفوا السنة القمرية وعرفوا الشهر القمري بهدف تحديد الطقوس والمناسبات الدينية. ورصدوا النجوم والمجموعات الدينية، وأطلقوا تسميات وتصورات خاصة بهم على المجموعات ألنجميه. وابتكر الفراعنة أدوات بسيطة للرصد الفلكي وتحديد مواقع الأجرام الفلكية. ولقد تطورت أرصادهم حتى بلغت درجات عالية ودقيقة للغاية من حيث الزمان والمكان.
أما المسلمون، وجدوا أن علم الفلك ارتبط بالتنجيم ومعرفة الغيب في الحضارات القديمة، لكن حضارة الإسلام نبذت التنجيم واعتبرته مخالفاً لعقيدتها، وتم الفصل بين علم الفلك والتنجيم، وأصبح لعلم الفلك في هذه الحضارة قواعده التي يرتكز عليها، وابتكر المسلون آلاتهم الفلكية، وتطورت المراصد إلى مؤسسات شكلت بيئة مناسبة لنشأة المراصد وتطورها، واهتم المسلمون بالرصد المباشر ، وبدقة القياس، وبالنظريات الرياضية والبرهان وبالرصد والحساب، وبزيادة حجم الآلات، وبالنزعة التجريبية، ورصدوا الكسوف والخسوف ورصدوا الاعتدالين، وقاسوا محيط الأرض، وابتكروا جداول خطوط الطول والعرض، وطبقوا حساب المثلثات على الأرصاد الفلكية، وقدروا أبعاد الكواكب والأجرام السماوية، ورسموا خرائط النجوم. والكثير الكثير مما أضافه العقل المسلم مما يدل على سمو فكرهم وارتقائه.

عناصر الحضارة الرئيسية:

عناصر الحضارة الرئيسية هي الإنسان والزمان والمكان، ويبقى الإنسان محورها جميعاً، إن تميز الإنسان وشرفة هو قدرته على الفهم والتفكير بالعقل والقدرة على الإبداع الذي تتميزت به مختلف الحضارات الإنسانية.
                        عزيزي الزائر - أنظر الجزء7  
عزيزي الزائر
أرجو أن يكون الموضوع قد نال رضاك
 ولكم كل التقدير والاحترام
وسلام الله عليكم جميعا
وسنتناول أيّ موضوع بأفكار ورؤى  جديدة
انتظرونا قريباً
== القادم أجمل ==
تأملات في نشأة الكون ومصير النفس ج6 Reviewed by ahwalaldoalwalmogtmat on 12/01/2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.